
الهالات السوداء من الوراثة إلى التغذية ..أطباء يشرحون لـ "هي" الأسباب الخفية والحلول الفعالة
مشكلة الهالات السوداء من أكثر الأمور التي تزعج المرأة، وتؤثر على ثقتها بنفسها وفي بعض الأحيان على حالتها النفسية، خاصة إذا كانت الهالات شاملة تجويف العين السفلي والعلوي، في بعض الأحيان تحتاج الى وقت طويل لمعالجة الأمر بالمكياج والحيل المختلفة للتقليل من مظهرها.
ورغم بساطة المشكلة ظاهريًا، ولكن أسبابها متعددة ومتشابكة: من قلة النوم والتوتر، إلى العوامل الوراثية، والحساسية، وأحيانًأ الأنيميا و الجلد نفسه.
سنترك المجال في موقع "هي" للخبراء ليجيبونا عن الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين: ما السبب الحقيقي وراء الهالات؟ ماهي الفئة العمرية الأكثر عرضة لظهورها؟ وما أكثر الطرق أمانًا وفعالية في التعامل معها؟

كيف يفسر الخبراء دور الوراثة والكافيين في ظهور تصبغات الجلد؟
العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في تكوين الإنسان سواء الداخلي وحتى المظهر الخارجي، وتعتبر الهالات السوداء واحدة من الأمور التي من الممكن أن يتم وراثتها من الأهل والأجداد، وهو ما أكد عليه الدكتور عاصم فرج رئيس قسم الجلدية في كلية طب جامعة عين شمس، في حديثه الخاص لموقع "هي" مشيرا إلى أن تصبغات الجلد نفسها تحمل لون داكن عن باقي الجسم مما يعطي مظهر اسمرار حول العين.
وفي حديثه مع مجلة هي قال أن هناك عدة عوامل وعادات قد تتسبب في ظهور الهالات السوداء حول العين من بينها الإرهاق والسهر لساعات طويلة بشكل متكرر، أو تناول كميات كبيرة من الكافيين على مدار اليوم، وأكد أن ما لا يلتفت له الكثيرين هو أن التجويف العظمي لمحيط العين قد يكون عميق عند بعض الأشخاص، مما يعطي ظلا للهالات السوداء.

بعض علاجات الهالات السوداء الظاهرية يكون تأثيرها قصير المدى، وبمجرد التوقف عن استخدامها تعود الهالات من جديد وفي بعض الأحيان تكون بشكل أسوأ مما كانت عليه.
ليست كل وصفات السوشيال ميديا آمنة
الفئة العمرية التي تتراوح بين 20 لـ 50 سنة من النساء هي الأكثر عرضة للهالات السوداء، وكلما تقدم العمر كلما كانت الفرصة أكبر بسبب عدم مرونة الجلد وحاجته لرعاية خاصة، هذه الحقيقة أكد عليها الدكتور محمد مصطفى أخصائي الجلدية والتجميل في حديثه لـ "هي"مشيرا إلى ضرورة متابعة البشرة بعد عمر الـ 20 والإكثار من شرب الماء، والترطيب اليومي وذلك لأنها تبدأ تفقد الكولاجين والعديد من المواد التي تساعد على ظهور البشرة بشكل صحي، وطالب جميع السيدات بعدم الانسياق وراء الخلطات والوصفات المنتشرة على السوشيال ميديا لعلاج الهالات أو الترطيب وغيرها من الأمور التي تتعلق بالبشرة بدون تفكير، خصوصا إن كانت مجهولة المصدر وغير مجرّبة بشكل كافي، وذلك لأنه لا يوجد أي دراسات طبية تؤكد مدى تأثير هذه التركيبات على علاج مشاكل البشرة.

على الجانب الآخر شددت الدكتورة سماح علي أخصائية الجلدية والتجميل في حديثها لموقع "هي" على أهمية التقليل من التوتر قدر الإمكان في الحياة العادية، لأن للتوتر تأثيرا كبيرا على ظهورها، وعن العلاج أوضحت أن هناك حقن تجميلية طبية حديثة يتم استخدامها في العيادات، لها تأثير قوي وفوري على مظهر الهالات، وحذرت النساء من الانسياق وراء الإعلانات التي تروج لهذه الحقن، وذلك لأنها لا تتوفر إلا في العيادات والمراكز التجميلية المعتمدة، ويتم استخدامها وفقا لدرجة الهالات التي وصلت لها الحالة.

البشرة السليمة تبدأ من التغذية
"ما يتناوله المرء اليوم ينعكس على بشرتناوشكلنا اليومي، وصحتنا غدا"، هذا ما بدأت به استشارية التغذية العلاجية والسمنة دكتورة ليندا جادفي حديثها لموقع "هي" عن تأثير التغذية على شكل الهالات، حيث أكدت أنه في بعض الحالات قد تظهر الهالات بسبب عادات غذائية خاطئة، مشيرة إلى أن قلة شرب الماء له التأثير الأكبر على كافة مشاكل البشرة.
أضافت أيضا أن نقص الهيموجلوبين وفيتامين لهما تأثير كبير وملحوظ على الهالات السوداء، ولم تغفل دور الأنيميا في تحويلc الوجه الشحوب وجعل محيط العين شديد السواد، وبمجرد اتباع نظام غذائي غني بالحديد وتعديل نسبة الهيموجلوبين ستعود للبشرة الحيوية والنضارة.

نصحت د.ليندا جاد بضرورة تناول اللحوم الحمراء والكبدة على الأقل مرتين أسبوعيا، ذلك إلى جانب سمك الماكريل والمكسرات للحصول على أوميجا 3 التي لها تأثير كبير في الحفاظ على مرونة الجلد.
وأكدت أن فيتامين c دوره لا يقل عن الحديد في علاج الهالات السوداء وتحسين مظهر البشرة، وأشارت إلى أن الفلفل الأخضر الرومي والجوافة، يحتويان على أكبر قدر من الفيتامين مقارنة بالموجودة في البرتقال والليمون، وطالبت جميع السيدات بالانتباه لنظامهن الغذائي لأنه ينعكس دائما على صحتهن و مظهر بشرتهن.