الإكسسوار الأغرب والأكثر رواجًا لدى الجيل Z لعام 2025... هل تواصل لابوبو صعودها الصاروخي؟
في عالم يتسارع فيه إيقاع الموضة، يظهر بين الحين والآخر منتج غير متوقع ليُحدث ضجة هائلة ويتربّع على عرش "الأكثر رواجًا". هذا العام، لم يتوقّع أحد أن تكون الدمى الكرتونية ذات المظهر الغريب هي الإكسسوار الأكثر طلبًا. إنها دمى "لابوبو" Labubu، تلك الشخصيات الفريدة التي تحوّلت من مجرد ألعاب مصممة قبل عشر سنوات إلى ظاهرة عالمية تجذب المشاهير والجماهير على حد سواء.
اكتشفوا قصّة صعود هذه الدمى الغامضة، وكيف أصبحت رمزًا للجيل الجديد، وما إذا كان هذا النجاح الصاروخي سيستمر أم أنه مجرد موضة عابرة؟
لابوبو: الإكسسوار الأكثر رواجًا لعام 2025 الذي لم يتوقعه أحد
صمّم الفنان "كاسينغ لونغ" Kasing Lung، المولود في هونغ كونغ، دمى لابوبو وهي ألعاب محشوة بطابع كرتوني، قبل عشر سنوات كجزء من سلسلة شخصياته المستوحاة من الفولكلور The Monsters، وتوزّعها الآن شركة صناعة الألعاب الصينية "بوب مارت"، وقد حققت انتشارًا واسعًا هذا الصيف.
اكتسبت هذه الدمى، التي يبلغ سعرها عادةً حوالي 20 دولارًا، شهرة واسعة بعد أن بدأت نجمة البوب الكوري "ليزا" باعتمادها كزينة للحقائب العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، أثارت هذه الدمى طوابير طويلة في مراكز التسوق حول العالم، وشوهدت معلقة على حقائب يد مشاهير مثل ريهانا، دوا ليبا، ومارك جاكوبس. نفدت كمياتها مرارًا وتكرارًا من قبل زبائن الجيل زد والجيل ألفا؛ ففي وقت سابق من هذا الصيف على متجر تيك توك، حقّق بث مباشر واحد لمدة ثماني ساعات مبيعات تجاوزت 1.5 مليون دولار من دمى لابوبو.
مع خدودها المتورّدة، وعينيها الشقية، وابتسامتها العريضة التي تكشف عن تسعة أسنان مسننة، وآذان الأرانب المدببة، وأجسادها المستديرة والوبرية، فإن شعبية دمى لابوبو محيّرة للكثيرين. لكن مظهرها "البشع-اللطيف" هو على وجه التحديد سبب كونها محبوبة جدًا بين الجيل زد.
ونقل موقع Bof، عن "مايكل آبلر"، نائب رئيس التسويق في ترينداليتيكس (Trendalytics)، قوله في رسالة بريد إلكتروني: "يجد المستهلكون، مدفوعين بالرغبة المزدوجة في الراحة العاطفية والفردية التعبيرية خلال الأوقات الصعبة، صدى في مزيج لابوبو الفريد من البراءة وعدم الاحترام والسحر."
ويشير تقرير نشره الموقع إلى أن جماليتها الحنينية والمرحة تعكس خيبة أمل الجيل زد من الحقائق القاسية لمرحلة البلوغ خلال الأوقات الاقتصادية غير المؤكدة. يعكس صعود الدمى أيضًا ما يسمى "مؤشر أحمر الشفاه": مع ارتفاع تكلفة المعيشة وتراجع ثقة المستهلك، من المرجح أن يدفع المتسوقون مقابل "كماليات" صغيرة وغير مكلفة تكون بمثابة رموز فريدة للمكانة.
بينما يتصدر الجمال عالم الموضة منذ أشهر، مع ازدياد شعبية كل شيء من النقشات المنقطة إلى مجوهرات الفاكهة، برزت دمى لابوبو تحديدًا، التي تُعدّ النجاح الأبرز ضمن سلسلة من منتجات "الصناديق العمياء" الرائجة - أو المقتنيات الصغيرة التي تكون محتوياتها مختومة وغير معروفة للمشتري وقت الشراء - مع إنتاج محدود يشمل ألعاب "سميسكي" Smiski (شخصيات خضراء تتوهج في الظلام) ودمى "سوني أنجلز" Sonny Angels (أطفال رضع بلاستيكيون جمعتهما بيلا حديد وفيكتوريا بيكهام). كما أن اندفاع الدوبامين في هذه الصناديق الغامضة محدودة الإصدار يُضفي على تجربة الشراء طابعًا من المتعة، وتُعدّ هذه الألعاب بمثابة علامة "إذا كنت تعرف أنك تعرف" لهواة الجمع الآخرين.
شهدت المقتنيات نموًا هائلاً، حتى أن الحكومة الصينية بدأت جهودًا للقضاء على دمى لابوبو المزيفة، أو "لافوفوس" Lafufus، في وقت سابق من هذا العام. لكن على الرغم من النمو الإيجابي الأخير، يخشى مساهمو بوب مارت من أن تبدأ منتجاتها المميزة بفقدان زخمها قريبًا، وأن نجاح الشركة لا يمكن أن يستمر.
نظرة على مسار دمى لابوبو
وجد تحليل Trendalytics أن عمليات البحث عن لابوبو على غوغل ارتفعت بنسبة 9800% على أساس سنوي في يونيو. كما تستفيد بوب مارت من استمرار اهتمام المستهلكين بقلادات الحقائب، التي شهدت عمليات بحث تزيد عن الضعف هذا الصيف منذ عام 2024، في حين تضاعف متوسط المنشورات الأسبوعية المتعلقة بقلادات الحقائب على تيك توك بأكثر من عشرين ضعفًا.
في النصف الأول من عام 2025، حققت الإشارات إلى لابوبو إلى جانب "هيرميس" Hermès ما يقرب من 30 مليون دولار من قيمة التأثير الإعلامي - أي ما يعادل 4% من إجمالي المحادثات حول هيرميس - حيث استغلت قلادات الحقائب الرغبة في تخصيص أكبر.
كتب درو هاينز، المدير الأول لسوق StockX، في بريد إلكتروني: "إن التوجه الثقافي الأوسع نحو الفردية يُمثل خلفية مثالية لظهور حُلي الحقائب، وبالتالي لابوبو".
علاوة على ذلك، بيعت دمى لابوبو النادرة بأسعار مرتفعة في المزادات وعلى منصات إعادة البيع. منذ أكتوبر، أصبحت بوب مارت العلامة التجارية الأولى للمقتنيات الأكثر مبيعًا على StockX، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 748% حتى الآن في عام 2025. وقد حققت شركة صناعة الألعاب، التي شهدت أقل من 100 صفقة في عام 2023، عشرات الآلاف من المبيعات على StockX العام الماضي.
على الرغم من أن بوب مارت قالت إنها تتوقع ارتفاعًا في الأرباح بنسبة 350% في النصف الأول من عام 2025، يبدو أن المستثمرين قد اتخذوا نظرة أكثر حذرًا تجاه شركة صناعة الألعاب، ويرجع ذلك إلى أن اتجاهات الصناديق العمياء تميل إلى التقلب وعدم الاستمرارية. مع تزايد شعبية دمى لابوبو، لم يعد بإمكانها أن تكون سرًا "للمجموعة الداخلية" أو رمزًا للهوية الشخصية. إذا كان الانسحاب المبكر هو أي إشارة، فإن هوس لابوبو قد وصل بالفعل إلى ذروته.
