خاص - كاريمان أبو الجدايل أول سعودية تمثل نادي النصر في رياضة شتوية وتؤكد لـ"هي": مسؤولية ودافع في آن واحد

في لحظة رياضية تأسيسية، تقف الرياضية السعودية كاريمان أبو الجدايل عند مفترق جديد في مسيرتها متعددة المحطات، وتختار أن تواصل، لا أن تكرر. بعد إنجازات في ميادين الجري والتجديف، تعلن انضمامها رسميًا إلى نادي النصر كأول سعودية تمثله في رياضة شتوية.

تخوض "هي" حديثا ملهما مع كاريمان أبو الجدايل، حيث تشارك تفاصيل كونها أول رياضية تمثله في رياضة شتوية، وتكشف كيف تحوّل الطموح الفردي إلى مسار ريادي يُبنى عليه مستقبل الرياضة النسائية في السعودية.

بين الجري والتزلج: مسار تراكمي وخطوات لتمكين الرياضة النسائية

لا ترى كاريمان انتقالها من رياضة إلى أخرى كمجرد قفزة نوعية، بل كامتداد مدروس مبني على سنوات من التجربة، والانضباط، والقدرة على التحمل. تقول كاريمان: "لا توجد قفزة مفاجئة من رياضة إلى أخرى. كل رياضة تبني على المهارات والخبرات المكتسبة من الرياضات السابقة. تجربتي في الجري والتجديف ساعدتني كثيرًا على تحمّل المتطلبات القاسية لتزلج المسافات الطويلة الشاقة في درجات حرارة دون الصفر."

وتكمل الحديث: "وبالمناسبة فقد تعاقدت مع نادي النصر العريق وتم انضمامي إلى النادي كأول متسابقة في رياضة تزلج المسافات الطويلة لذا تجدني ممتنة لنادي النصر لتبنيه الرياضات الشتوية، حيث أصبح رائدًا في هذا المجال. كأول نادٍ في المملكة العربية السعودية يضم الرياضات الشتوية رسميًا إلى قائمته. ولكوني أول رياضية في الرياضات الشتوية تمثل ناديًا سعوديًا هو عدا عن أنه إنجاز متطور.

وتختتم:" إنما يُظهر في الوقت ذاته كيف أن الأندية الكبرى مثل النصر قد بدأت تخطو خطوات حقيقية نحو تمكين الرياضة النسائية ودعمها للتنافس على المستوى الدولي."

التزلج في بيئة بلا ثلج: التحدي كواقع لا يُرهب

رغم المناخ الصحراوي، لم يكن غياب الثلج عائقًا أمام التدريبات الجادة. كاريمان تعاملت مع هذا التحدي كما تعاملت مع غيره: بالبدائل الذكية والإصرار. توضح أبوالجدايل: "كرياضية محترفة، لا يتحقق النجاح في غياب التحديات، بل من خلال التغلب عليها. حتى في غياب الثلوج، يمكنني مواصلة تدريباتي لرياضة تزلج المسافات الطويلة باستخدام التزلج على العجلات على اليابسة،

تكمل:" والتي تحاكي بشكل كبير حركات التزلج على الثلج. ومع طبيعة الرياض المتطورة والمشاريع الكبرى الداعمة للرياضة مثل مشروع 'المسار الرياضي'، يمكنك الاستفادة من الطرق الواسعة في المدينة للتدريب بشكل فعّال."

الريادة من جديد: لا خريطة تسبقك؟ اصنعيها

أن تكوني أول من يطرق بابًا جديدًا ليس غريبًا على كاريمان، التي اختبرت التأسيس أكثر من مرة في مشوارها الرياضي. تعبر كاريمان: "كوني اللاعبة الأولى لتزلج المسافات الطويلة من المملكة العربية السعودية، قد يبدو الأمر أنني أبدأ من الصفر، لكن هذه الرحلة ليست بجديدة بالنسبة لي. لله الحمد قد كنت أول عداءة سعودية تتنافس في سباقات 100 متر في أولمبياد ريو 2016."

وتكمل: "ومن ثم انتقلت إلى التجديف وشاركت في تأسيس الاتحاد السعودي للتجديف، مساهمة مني في إدخال تلك الرياضة إلى المملكة. مجموع هذه النوعية من التجارب بطبيعتها قد حفزني على تطوير رياضة التزلج في الرياض والسعودية وتمهيد الطريق للرياضيين المستقبليين."

 بين الأضواء والتأثير: الإلهام كامتداد للمسؤولية

لا تنظر كاريمان إلى كونها قدوة على أنه عبء رمزي، بل تعتبره جزءًا طبيعيًا من الدور الذي تؤديه بمهنية وجدارة. توضح أبوالجدايل: "وقّعت رسميًا مع نادي النصر كأول متزلجة في تاريخ النادي. فإذا كان نادي النصر يكتب صفحة جديدة في تاريخ الرياضة السعودية بكونه أول نادٍ يضيف رياضة شتوية رسميًا إلى قائمة أنشطته، فلا أقلها أن أبدأ هذه الخطوة الرائدة"، موضحة أنها مسؤولية ودافع في آن واحد لإثبات انها على قدر التوقع والمأمول من الأداء الرياضي، أمام نادي النصر وجماهيره، أم أمام ذاتها وعائلتها.

 إرث لا يُقاس بالنتائج… بل بالأثر

في لحظة تأمل، تسأل كاريمان نفسها سؤالًا بسيطًا، لكنه يختصر كل معاني الاستمرار والمعنى الأعمق للنجاح. تقول كاريمان: "وبنظرة خاطفة إلى الوراء يمكن تخيل السنوات الطويلة من العمل الجاد بهدف التأسيس الذي تطلبته مهمة إدخال هذه الرياضات إلى مجتمعنا. فالرحلة لم تكن سهلة ولا سريعة على الإطلاق، لذا تجدني أحياناً أتساءل ما بيني وبين نفسي وأطرح عليها بعض الأسئلة ومنها مثلاً: هل الرياضة التي أمارسها اليوم في وضع أفضل مما كانت عليه عند بدايتي؟"
وتكمل:" فإذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أنني قد ساهمت في بعض التطور الذي لم يأتِ إلا بتوفيق من الله ورضا الوالدين. ولا أعني بذلك منفعة شخصية محدودة بعينها، ولكن مسؤوليتي في أن تكون المنفعة عامة ولصالح مجتمعي ككل. وهذا بالضبط هو الإرث الذي أرجو أن يتحقق وأخلفه من بعدي."

جميع الصور من حساب كريمان الخاص عبر الانستغرام