
بالبيانات: "النجمات الشابات في الميزان".. أسماء جلال الأنجح تسويقياً والتنوع من نصيب هدى المفتي وسلمى أبو ضيف
برزت على الساحة الفنية خلال السنوات الماضية عدد من الممثلات المصريات الشابات، اللاتي أصبحن جزء من المشهد الفني على مستوى الدراما التليفزيونية والسينما، كما نشطت بعضهن في المسرح والإذاعة، وتتفاوت مشاركتهن بين الأدوار الثانية والبطولة، وبعضهن استطعن في سنوات قليلة أن يتصدرن أفيشات بعض الأفلام، وتصعد أسمائهن إلى قوائم الأبطال في الأعمال الدرامية سواء على شاشة التلفزيون أو المنصات، التي تعد جزء لا يتجزأ من اهتمامات الجمهور حاليا بل وتحقق نجاحات مستقلة.

وفي ظل حالة الزخم التي تسيطرفي الفترة الأخيرة على الساحة الفنية فيما يتعلق بالوجوه الشابة، من المهم قياس مسارات بعضهن وقدراتهن على الصعود والانتشار والمشاركة عبر منافذ فنية مختلفة، لذلك يركز هذا التقرير على رصد وتحليل مسارات ست ممثلات شابات، هن: أسماء جلال، سلمى أبو ضيف، تارا عماد، هدى المفتي، هنا الزاهد، مايان السيد، وتم اختيار أسماؤهن بناء على عاملي تقارب السن وفترات الانتشار.

اُختيرت فترة الرصد في نطاق (2020 -2025)، وشملت فترة الرصد كافة الأعمال التلفزيونية والإذاعية والسينمائية التي شاركت فيها الممثلات المذكور أسمائهن، سواء بأدوار ثانوية وثانية أو أدوار البطولة، واعتمد الرصد على التحقق الثلاثي " triangle verification method" من أسماء وتفاصيل كل عمل بشكل منفصل.

حققت الممثلات السابق ذكرهن نجاحات متفاوتة على مدار خمس سنوات، منهن من استطاعت تصدر أفيش بعض الأفلام أو بوسترات مجموعة من المسلسلات، والبعض يسير بخطى أبطأ، ولكن جميعهن استطعن التنقل بين أدوار متنوعة، وحرصن على تغيير جلدهن من خلال محاولات تجسيد شخصيات أكثر صعوبة، وأصبحت الساحة الفنية خلال الخمس سنوات الماضية حلبة للتنافس بينهن لإثبات الجدارة، ولكن أي منهن تسير على الطريق بخطوات أكثر ثباتنا نحو القمة؟

وعبر تحليل أعمال كل ممثلة بشكل منفردة، برزت مجموعة من النتائج التي تعبر عن مدى نشاط وانتشار كل منهن، حيث تصدرت الممثلة الشابة أسماء جلال القائمة بأكثر الممثلات قدرة على المشاركة في عدد أكبر من الأعمال، بإجمالي 27 عملاً على مدار خمس سنوات.
ويوضح الرسم البياني التالي توزيع الأعمال على المنافذ الفنية المختلفة:

وأتت في المرتبة الثانية من حيث عدد الأعمال على مدار 5 أعوام، الممثلة هدى المفتي، بإجمالي 21 عملاً، تنقسم وفق الرسم البياني التالي :

ثم تلتها مباشرة الممثلة هنا الزاهد بـ 20 عملاً على مدار 5 أعوام، وكانت هنا الأكثر تنوعاً، حيث شاركت في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية وأيضاً المسلسلات القصيرة عبر المنصات، ويوضح الرسم البياني التالي عدد كل الأعمال وفق نوع الوسيلة:

وتساوت الممثلات التاليات بنفس عدد الأعمال تقريباً، تارا عماد: 16 عملاً، سلمى أبو ضيف: 15 عملا، مايان السيد: 15 عملاً، وانحصرت أعمالهن بين المسلسلات والأفلام فقط.

ومن الملاحظات التي برزت أثناء عملية الرصد والتحليل، أن مشاركات مايان السيد وتارا عماد الأقل من حيث ترتيب البطولة، أغلب أدوارهما تنحصر في الأدوار الثانية، مثل أدوار ميان في مسلسلات: لعبة نيوتن، هجمة مرتدة، حرب أهلية، جت سليمة، ألف حمدالله على السلامة، وأدوار تارا في: سوتس بالعربي، بيت الروبي، الصندوق، جودر، كذلك تقاسمت تارا عماد البطولة مناصفة في عدة أعمال أخرى بينها فيلم "لأول مرة"، بينما استطاعت هدى المفتي وسلمى أبو ضيف وهنا الزاهد الإنطلاق نحو أدوار البطولة وتصدر البوسترات والأفيشات في بعض الأعمال.

كذلك كانت سلمى وهدى الأكثر مغامرة وتنوعا مؤخراً، حيث خاضت كلتاهما تجربة مختلفة وبعيدة عن الأدوار التي اعتاد الجمهورعلى رؤيتهما فيها، من خلال مسلسلي: "أعلى نسبة مشاهدة" لسلمى في رمضان 2024، و"80 باكو" لهدى في رمضان 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن محاولات سلمى متنوعة دائماً فقد سبق وأن قدمت شخصية فتاة صعيدية في مسلسل "المداح"، كما أبحرت هنا الزاهد بعيدا عن الكوميديا التي شاركت في العديد من الأعمال تحت مظلتها، وغامرت في 2025 بتقديم دراما نفسية تميل إلى الغموض في مسلسل "إقامة جبرية"، والذي أدت فيه شخصية فتاة مضطربة نفسية ترتكب عدد من الجرائم ضد الرجال في حياتها، وهو دور مختلف تماما عن كل ما قدمته سابقاً.

وللتعليق على كافة النتائج والملاحظات السابق، تحدثنا إلى الناقد الفني محمود عبد الشكور، والدكتور نادر الرفاعي، أستاذ النقد في معهد النقد الفني، حيث قال عبد الشكور: "بشكل عام تتحرك الممثلات وكذلك يتحرك الممثلون بدون خطط أو إعداد لأننا نفتقد في مصر إلى وكلاء الأعمال المحترفين الذين يساعدون في الاختيار، والتعليق العام هو أن كل ممثلة تجتهد في اختيار ما يعرض عليها وفقا لما هو متاح، ووفقا للنوع الذي تفضله، وأيضا وفقا لمن ترتاح لهم ممن يصنعون هذه الأعمال إنتاجا أو تمثيلا أو كتابة أو اخراجا، وهذه الأسماء في حالة طلب وانتشار، وربما يرجع قلة نشاط سلمى نسبيا بسبب الزواج والإنجاب ليس إلا".

مضيفاُ: "أما فيما يتعلق بالاختبارات ربما يكون التميز من نصيب سلمى وهدى المفتي من زاوية التنوع، أي أنهما أكثر مغامرة في الاختيار، بمعنى أنهما قدما ما ليس متوقعا منهما ، بينما تميل أسماء جلال وهنا الزاهد إلى الكوميديا بشكل أكبر، وإن كانت هنا حاولت مؤخرا تقديم أطياف من الشخصيات المتنوعة".
ويرى عبد الشكور أن سلمى أبو ضيف من أكثر ممثلات جيلها موهبة واختيارات مميزة، والانطلاق إلى أدوار الفتاة الشعبية مفاجأة أكدت موهبتها هي وهدى المفتى، مضيفا:"الحقيقة أن الكيف والتنوع هو الذي يطيل عمر الممثل أو الممثلة وليس الكم والتكرار".
ذهب الرفاعي أيضاً إلى نفس التحليل تقريباً، حيث يرى أن أسماء جلال تلعب في مساحة آمنة، متابعا "على الرغم أنها أكثر مشاركة في الأعمال والأنجح تسويقيا –استطاعت الترويج لنفسها كممثلة جميلة- لكنها تختار الأدوار اللطيفة التي تليق عليها، وليس لديها أدوار بها تحديات تمثيلية ضخمة",
وأكد أن كلاً من سلمى أبو ضيف وهدى المفتي قد حدث تطور كبير في موهبتيهما، وأن الأدوار الشعبية التي ذهبوا إليها كشفت عن محاولات اجتهادهم، "ولكن ما ينقصهما أن تُصبحا نجمات أفلام وهذا لم يتحقق حتى الآن، وهذه الخطوة سوف تتحقق عندما يختارا نصوصا جيداً، أو يختارهم للعمل مخرجين جيدين"، أما مايان السيد فهي لا تقارن بهم، لأنها "لا تزال في مرحلة الأدوار المساعدة والأعمال الشبابية الخفيفة".