الصداقة الافتراضية

مميزات الصداقة الافتراضية وتأثيرها على جيل Z

ريهام كامل

منذ أن اقتحم الانترنت حياتنا جميعًا، تغيرت كثير من الأمور، كنا بالأمس نختار الأصدقاء عند الالتحاق بالمدرسة أو من خلال ممارسة نشاط معين في النادي أو حتى من محيط العمل، ولكن الأمر تغير مع تزايد تأثيرات العالم الرقمي علينا جميعًا، وبخاصة جيل Z.

اليوم ساد مصطلح الصداقة الافتراضية التي تنشأ وتتطور عبر الإنترنت. هذه الصداقات أصبحت جزءًا من حياتنا، وبدأت تلعب دورًا محوريًا في دعم الأفراد نفسيًا وفكريًا واجتماعيًا، وخصوصًا بين جيل اليوم.

لأهمية هذا الموضوع، أدعوكِ غاليتي للمتابعة بدقة، كل ما يجب معرفته عن هذا النوع من الصداقة، وعن دورها في تطوير الذات.

الصداقة الافتراضية ودورها في دعم تطوير الذاتما هي الصداقة الافتراضية؟

الصداقة الافتراضية هي علاقة اجتماعية تنشأ عبر الانترنت ومن خلال التواصل الرقمي، مثل منصات التواصل الاجتماعي، وجميع أنواع تطبيقات المحادثة، أو المنتديات المتاحة للحديث على الانترنت من خلال بعض المواقع الإلكترونية، أو عند ممارسة الألعاب الإلكترونية. صحيح أنه لا يوجد اتصال مباشر بين الأصدقاء كما في السابق، لكن التواصل معهم قد يكون عميقًا ومستمرًا، مبنيًا على الاهتمامات المشتركة أو الدعم المتبادل أو حتى النقاشات اليومية الممتعة التي يعبر فيها كل طرف عن رأيه بارتياحية.

ما هي مميزات الصداقة الافتراضية؟

تمتاز الصداقة الافتراضية عن غيرها من الصداقات بفوائدها التي تحقق لكل من لديه صداقة رقمية مع الآخرين، حيث أنها تمتاز بما يلي:

  • سهولة التواصل إذ يمكن التواصل في أي وقت ومن أي مكان، دون التقيد بالزمان والمكان.
  • تعدد الثقافات وتساعد على الانفتاح الفكري.، إذ تتيح الصداقة الافتراضية فرصة التعرف على أشخاص من بيئات وثقافات مختلفة، وهنا تكمن الفائدة والميزة، لأن فهم الثقافات وتبادلها يعزز من الانفتاح بوعي على العالم.
  • الدعم النفسي والعاطفي، في ظروف وحالات عدبة يكون الصديق الرقمي هو المنفذ الوحيد للتعبير والتنفيس عن المشاعر بارتياحية، وبخاصة مع غياب المقربين لأي سبب من الأسباب.
  • المرونة والخصوصية.

كيف تساهم الصداقة الافتراضية في تطوير الذات؟

بحسب الخبراء المعنيين، تحقق فوائد ومميزات الصداقة الافتراضية، تقدمًا كبيرًا في تطوير الذات من خلال ما يلي:

تعزيز الثقة بالنفس

يتحقق ذلك عبر التفاعل مع أشخاص ذو اهتمامات واحدة، وتبادل الاحترام بينهم، مما يعزز من ثقتك بنفسك.

نمية مهارات التواصل

يتحقق ذلك من خلال الحديث المستمر عبر النصوص أو المحادثات الصوتية، ما يعزز من القدرة على التعبير، وتعلم الإنصات، وتحقيق النجاح في التفاعل مع الآخرين.

اكتساب المعرفة

تساهم الصداقة الافتراضية في تعزيز المعرفة، وتوسيع المدارك الشخصية من خلال تبادل الأفكار، وقراءة المقالات، والمشاركة في دورات تعليمية مفيدة.

زيادة الحافز لتحقيق الأهداف

الصداقة الافتراضية تحقق الالتزام بخطة تطوير الذات، من خلال تقديم الدعم لمواجهة أي تحديات يومية يمكن مواجهتها خلال رحلة تحقيق الأهداف.

هل الصداقة الافتراضية تدوم للأبد؟

لا، الحقيقة أنه رغم فوائدها، فهي لا من بعض السلبيات التي قد تحول دون استمراريتها، وهذه السلبيات مثل:

  • انعدام الثقة أحيانًا بسبب الخوف من المجهول، وتعذر التحقق من شخصية المجهول أو رؤيته رقميًا في بعض الحالات.
  • انعدام الشعور بالأمان حيث زيادة احتمالات التعرض للخداع الرقمي عبر الانترنت، وخاصة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة.
  • عطيل التعرف على أصدقاء بالطريقة المعتادة، حيث الإفراط في الاعتماد على الصداقة الافتراضية كبديل للصداقة بمفهوم المعروف.

هل الصداقة الافتراضية تدوم

كيف يمكن تحقيق الأمان في الصداقة الافتراضية؟

تقول د.أميرة داوود  دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا أنه يجب أن يتسلح رواد الانترنت والمنصات الاجتماعية بوعي رقمي شديد، وأن يتأنوا في بناء الثقة، كما يجب عليهم عدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الآخرين بعد فترة قصيرة من التعارف، كنوع من الوقاية من الصدمات النفسية عند التعرض للإيذاء بسبب هذا النوع من الصداقات.

ولكي تكون الصداقة الافتراضية صحية وسليمة تشدد د.أميرة على ضرورة الالتزام بما يلي:

  • ختيار منصات آمنة للتواصل.
  • التأكد من وجود اهتمامات مشتركة.
  • عدم التسرع في منح الثقة.
  • الاستفادة منها في دعم وتطوير الذات وتعزيز الصحة النفسية أيضًا.

ضرورة تحقيق التوازن الرقمي لتعزيز العلاقات الأخرى الطبيعية وعدم اهمالها، لأنها ضرورة في تحقيق دعم نفسي كبير عند التعرض لهزات نفسية، من خلال وسائل الدعم النفسي المعروفة كالاحتضان مثلًا، فكم من صديقة دعمت صديقتها بغمرها بعطف في الشدائد، وكم من صديق لامس القلوب بحضوره المريح وكلماته عميقة التأثير.

ما هو تأثير الصداقة الافتراضية على حياة جيل Z؟

أصبحت الصداقة الافتراضية أكثر شيوعًا بين الشباب والمراهقين من جيل اليوم، خصوصًا في ظل ضغوط الحياة الاجتماعية والقيود التي فرضتها جائحة كورونا سابقًا. والمقلق أن الشباب أصبحوا أكثر اقبالًا على من أجل سهولة التعبير عن أنفسهم عبر الرسائل، وذلك لشعورهم بالراحة والأمان.

ومع أن الصداقات الافتراضية قد لا تدوم طويلًا، إلا أن العديد منها يُثمر عن روابط قوية، وقد يتحول لاحقًا إلى صداقات وطيدة على أرض الواقع في مرحلة لاحقة.

خلاصة القول:

الصداقة الافتراضية لم تعد مجرد خيار أو بديل عن الصداقة الواقعية بشكلها المعتاد، بل أصبحت جزءًا مهمًا من التفاعل الاجتماعي في العالم الرقمي الذي نحيا فيه اليوم. صحيح أنها قد تكون فرصة حقيقية للنمو، وتطوير الذات، وتبادل الأفكار، متى ما تم إدارتها بوعي وحدود صحية.