
كيف تُحققين التوازن بين الذكاء الاصطناعي ومهاراتكِ البشرية على خطى جيل زد؟
ماذا لو أصبحتِ مثل الروبوتات؟ تُنجزين المهام بسرعة، لكنكِ تفقدين الإبداع، العمق، والعلاقات الحقيقية. ماذا لو ضاعت هويتكِ بين التوصيات الآلية والردود الجاهزة؟.
عمومًا، أنتِ لست مضطرة للاختيار بين التكنولوجيا والمهارات البشرية؛ لكن يمكنكِ الجمع بينهما لتصبحي إنسانة مُعززة بالذكاء الاصطناعي، وليس عبدًا له!.
وبما الذكاء الاصطناعي يُعيد كتابة القواعد على خطى جيل زد؛ فإن سؤالنا ليس "هل نستخدمه؟"، بل "كيف نستخدمه من دون أن نفقِد إنسانيتنا؟".
ولأن المستقبل لا ينتظر أحدًا، لذا اكتشفي معنا عبر موقع "هي" كيف تُحققين التوازن بين الذكاء الاصطناعي ومهاراتكِ البشرية على طريقة جيل زد؛ بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
ما مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على تحليل مهاراتنا على خطى جيل زد؟

ووفقًا للدكتور مصطفى، يؤثر الذكاء الاصطناعي (AI) بشكل كبير على مهاراتنا، سواءً في الجوانب الأكاديمية أو المهنية أو الشخصية؛ وأبرزها بناءً على أحدث الدراسات والتقارير كالتالي:
التأثير السلبي على المهارات الأكاديمية والتفكير النقدي
- يستخدم جيل زد أدوات مثلChatGPTبشكل مفرط لإنجاز الواجبات المدرسية والجامعية، مما يقلل من فرص تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل مستقل.
- يؤدي الاستخدام الواسع للنماذج اللغوية الكبيرة إلى إضعاف الدافع للتعلم العميق، حيث يركز طلاب جيل زد على الحصول على درجات جيدة بدلًا من الفهم الحقيقي للمواد.
- تشير الدراسات إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المهام الأكاديمية قد يؤدي إلى ضعف المهارات الأساسية مثل "الكتابة والتحليل".
التأثير الإيجابي على المهارات المهنية
- من ناحية أخرى،يساعد الذكاء الاصطناعي جيل زد على تعويض فجوات المهارات المهنية التي فاتتهم بسبب جائحة كورونا، مثل (العمل الجماعي والتواصل)، من خلال أدوات التعلم الآلي وتحليل البيانات.
- يستخدم جيل زد الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءتهم والتغلب المهام الروتينية، مما يزيد من إنتاجيتهم ويسمح لهم بالتركيز على المهام الإبداعية والمعقدة.
- يتمتع جيل زد بميزة تنافسية بسبب إتقانه لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعله أكثر جاذبية لأصحاب العمل في مجالات مثل (التكنولوجيا والتمويل والتسويق).
تأثير الذكاء الاصطناعي على المهارات الناعمة
- قد يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل التفاعلات البشرية المباشرة، مما يؤثر سلبًا على مهارات التواصل والعمل الجماعي.
- من ناحية أخرى، يساعد الذكاء الاصطناعي جيل زد على تطوير مهارات التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل، مثل تعلم مهارات جديدة بسرعة.
التحديات الأخلاقية والبيئية
- يقلق بعض أبناء جيل زد من تأثير الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والعدالة الاجتماعية، كما أنهم يدركون مخاطر "هلوسات" الذكاء الاصطناعي ونشر المعلومات المغلوطة.
- ينتقد بعض الشباب الشابات الاستهلاك الكبير للطاقة الذي تتطلبه تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يدعو إلى تبني ممارسات أكثر استدامة.
كيف تُحققين التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحفاظ على مهاراتكِ البشرية على خطى جيل زد؟

وتابع دكتور مصطفى، لكل امرأة أو فتاة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي (AI) والحفاظ على مهاراتها البشرية على طريقة جيل زد؛ يُمكنها الاعتماد على بعض الطرق العملية التي يستخدمونها، وذلك على النحو التالي:
استخدمي الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس بديلًا
- للتعلم:استخدمي أدوات مثلChatGPTأو Bard للحصول على شرح مفاهيم معقدة، لكن لا تعتمدي عليها كليًا، بل جربي حل المشكلات بنفسكِ أولًا، ثم استخدمي الذكاء الاصطناعي للتحقق من الإجابات أو تحسينها. كذلك استفدي من الذكاء الاصطناعي في إنشاء خطط دراسية مخصصة أو تلخيص المواد الطويلة، لكن اقرأي النصوص الأصلية لفهم السياق.
- للعمل:استخدمي الذكاء الاصطناعي لتطوير المهام الروتينية مثل (تحليل البيانات، كتابة رسائل البريد الإلكتروني)، لكن احرصي على فهم المخرجات وتعديلها لتناسب السياق البشري. كذلك لا تعتمدي عليه كليًا في اتخاذ القرارات المهمة؛ ل كوني أنتِ المسيطرة على التحليل النهائي.
عزّزي المهارات التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بسهولة
- الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence): طوري مهارات مثل (التعاطف، إدارة الصراعات، والقيادة من خلال التفاعل المباشر مع الناس "ورش عمل، أنشطة جماعية"). كذلك استخدمي الذكاء الاصطناعي لفهم مشاعر الآخرين مثل (تحليل نبرة الرسائل)، لكن لا تعتمدي عليه في بناء العلاقات.
- الإبداع والتفكير النقدي: استخدمي AI لتوليد أفكار إبداعية مثل (تصميم جرافيك، كتابة محتوى)، لكن عدّليها وأضيفي لمساتكِ الشخصية. كذلك تدّربي على تحليل المعلومات بشكل مستقل، خاصة في عصر "هلوسات AI"حيث قد يقدم إجابات خاطئة بثقة.
- المهارات اليدوية والتقنية: احرصي حتى في المجالات التقنية مثل (البرمجة)على فهم الأساسيات بدلًا من الاعتماد كليًا على توليد الأكواد آليًا.
طوّري عادات رقمية صحية
- حدّدي وقتًا للابتعاد عن الشاشات: وهنا خصصي فترات للتفاعل البشري المباشر (مقابلات، أنشطة اجتماعية) من دون وساطة التكنولوجيا.
- كوني واعية بمخاطر الإدمان الرقمي:استخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي بغرض الإنتاجية، وليس كوسيلة للهروب من المواجهة البشرية.
اعتمدي على التعلم المستمر والتكيف
- حدّثي المهارات باستمرار:بما أن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة، ابقَي على اطلاع بأحدث الأدوات واستخدميها لتعلم مهارات جديدة مثل (تحليل البيانات، التسويق الرقمي).
- تعلّمي كيفية التعاون مع الذكاء الاصطناعي: من خلال دورات فيفن صياغة أوامر الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة منه من دون فقدان السيطرة.
حافظي على القيم الإنسانية والأخلاقية
- كوني ناقدة للمحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي: من خلال التحقق من دقة المعلومات، خاصة في المواضيع الحساسة (الصحة، الأخبار).
- استخدمي الذكاء الاصطناعيبشكل أخلاقي، وتجنبي الانتحال الأدبي (Plagiarism)، واحترمي حقوق الملكية الفكرية عند استخدام أدوات مثلMidJourney.

أخيرًا، يُعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه ليس بديلًا عن مهاراتكِ البشرية؛ لذا لا تترددي في الجمع بينهما لتعزيز مهاراتكِ والتكيف مع سوق العمل المتغيرعلى خطى جيل زد