عارض الأزياء السعودي عبدالرحمن رياض: من منصّات العرض إلى كواليس الأناقة

خاص "هي": عارض الأزياء السعودي عبدالرحمن رياض.. من منصّات العرض إلى كواليس الأناقة

عائشة شربيني

في مشهد الموضة السعودي المتسارع، يبرز عبدالرحمن رياض كأحد الأسماء الشابة التي بدأت ترسم بصمتها بخطى واثقة. من عارض أزياء يترك حضورًا لافتًا أمام الكاميرا، إلى منسّق إطلالات يقف خلف الكواليس ليصيغ ملامح الصورة النهائية، تنقّل عبدالرحمن بسلاسة بين أدوار متعددة، ليؤكد أن الذوق ليس مجرد مهنة، بل رؤية فنية تتطوّر مع كل تجربة.

نجح عبدالرحمن رياض في بناء مسيرته بخيارات مدروسة وتعاونات مؤثرة مع منصات بارزة، من بينها مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث نسّق إطلالة الممثلة السعودية همس بندر، مقدّمًا حضورًا بصريًا متماسكًا يعكس شخصيتها. وفي جوائز “جوي أووردز”، تولّى تنسيق إطلالة الممثلة العُمانية زارا البلوشي، في ظهور عكس توازنًا بين الأناقة والتميّز، مؤكّدًا أن دوره لا يقتصر على اختيار القطع، بل على صناعة لحظة بصرية متكاملة. في هذا الحوار مع “هي”، يتحدث عبدالرحمن عن بداياته، رؤيته في تنسيق الإطلالات، علاقته بالمشهد المحلي، وتطلعاته للمرحلة المقبلة.

زارا البلوشي في إطلالة ناعمة خلال حفل جوائز “جوي أوورد”، بتنسيق من عبدالرحمن رياض
زارا البلوشي في إطلالة ناعمة خلال حفل جوائز “جوي أوورد”، بتنسيق عبدالرحمن رياض وأريج الآبادي، بفستان من تصميم هبة القرشي، ومجوهرات من لوسترو، بعدسة هيات

١. ما الفرق بين عملك كعارض أزياء وعملك كمنسّق إطلالات؟

كعارض أزياء، أكون جزءًا من لتنفيذ رؤية فنية يضعها الآخرون، أما كمنسّق إطلالات فأمتلك حرية أكبر ومساحة أوسع للإبداع. كلا الدورين ممتع، غير أن التنسيق يمنحني فرصة لصياغة صورة متكاملة والتحكم في كافة التفاصيل، وهو ما يُشعرني بإشباع أكبر على المستوى الفني.

٢. كيف بدأت رحلتك في تنسيق الأزياء؟ ومتى شعرت أنه المجال المناسب لك؟

بدأت رحلتي الفعلية في تنسيق الأزياء عندما عملت على أول إطلالة على السجادة الحمراء خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي عام 2024، وكانت للممثلة همس بندر. ومنذ تلك اللحظة، شعرت بأن هذا المجال يعبّر حقًا عن شغفي، إذ يتيح لي أن أُبرز شخصية الفرد من خلال أسلوبه في الملبس، وأن أروي قصة بصرية من خلال الإطلالة.

عارضة الأزياء أفنان بتصميم من تيما عابد وتنسيق عبدالرحمن رياض
عارضة الأزياء أفنان بتصميم من تيما عابد وتنسيق عبدالرحمن رياض

٣. كيف تصف بصمتك الخاصة في عالم تنسيق الأزياء؟

بصمتي ترتكز على تقديم إطلالات لا تتبع التيار السائد، بل تعكس جوهر من يرتديها. أحرص على أن تكون كل إطلالة ذات معنى، وكأنها صُممت خصيصًا للشخص، وأن تروي شيئًا من قصته بأسلوب صادق وأصيل.

٤. ما الذي يجذبك أولًا عند تنسيق الإطلالة؟ هل تبدأ بقطعة محددة، قصة، أم حالة مزاجية؟

عادةً ما أنطلق من الشخص ذاته؛ أول ما يلفتني هو طاقته، حضوره، وما يرغب في التعبير عنه من خلال مظهره. أحيانًا أستلهم من قطعة معينة، لكن الرؤية الكاملة تنبثق من هوية الشخص ومزاجه

٥. ما التفاصيل الصغيرة التي تهتم بها في بناء الإطلالة، والتي قد لا يلاحظها كثيرون؟

أهتم كثيرًا بتفاصيل دقيقة كنوع القماش، توازن الألوان، طريقة حركة القطعة، وانسجام الإطلالة مع لون البشرة والإضاءة المحيطة. هذه الأمور قد تبدو ثانوية، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا في النتيجة النهائية وتُظهر مدى العناية بالذوق العام.

عبدالرحمن رياض (1)
عبدالرحمن رياض 

٦. كيف ترى الموضة وسيلة للتعبير عن الهوية السعودية المعاصرة؟

أؤمن بأن الموضة وسيلة فعالة للتعبير عن ثقافتنا بشكل حديث. لذلك أحرص دائمًا على التعاون مع علامات سعودية، إيمانًا مني بقدرتها على تمثيل الهوية بأسلوب متطوّر. أصبحت الموضة اليوم أكثر وعيًا وتنوعًا، وتعكس طموحات جيل يعرف تمامًا ماذا يريد أن يقول وكيف يريد أن يظهر.

٧. برأيك، ما الذي يميّز المشهد الإبداعي المحلي في الوقت الحاضر؟

المشهد الإبداعي في المملكة يشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة مع دعم هيئة الأزياء وظهور فعاليات محلية كأسبوع الموضة في الرياض. هناك حراك حقيقي يمنح الفرصة للمواهب المحلية للتعبير، والظهور، وتوسيع نطاق التأثير.

عبدالرحمن رياض في أسبوع الموضة في الرياض
عبدالرحمن رياض في أسبوع الموضة في الرياض

٨. كيف تختار الشخصيات أو المشاريع التي تعمل معها؟ وما الذي يدفعك للتعاون؟

أختار بناءً على عدّة عوامل، من أهمها شخصية الفرد أو الفريق، جودة المشروع، ووضوح الرؤية الفنية. أحب أن أكون جزءًا من مشاريع تُدار باحتراف وتُقدّر قيمة الفن، وأبتعد عن أي تعاون لا يحمل مضمونًا حقيقيًا أو لا يتوافق مع شغفي.

٩. هل تعتقد أن التنسيق الناجح لا بد أن يعكس هوية من يرتديه؟ ولماذا؟

بلا شك. التنسيق الحقيقي يجب أن يكون انعكاسًا صادقًا لهوية الشخص، وليس مجرد اتباع للموضة. الإطلالة التي لا تعبّر عن من يرتديها تُعد قناعًا بصريًا فقط، بينما هدفي أن يشعر كل شخص بأن مظهره امتداد لشخصيته ومشاعره.

عبدالرحمن رياض
عبدالرحمن رياض

١٠. ما هي الخطوة التالية التي تطمح إلى تحقيقها كمبدع في مجال الموضة؟

أعمل في الوقت الحالي على عدد من المشاريع الطموحة، بعضها ما زال قيد التخطيط، ولا يمكن الإفصاح عنه الآن، لكنني متحمّس لما هو قادم، وأسعى إلى تقديم محتوى مختلف يعكس تطور رؤيتي في هذا المجال.

١١. هل تنوي الاستمرار في مجال عرض الأزياء إلى جانب تنسيق الإطلالات؟ وكيف ترى التوازن بين الدورين؟

نعم، أنوي الاستمرار في مجال عرض الأزياء إلى جانب تنسيق الإطلالات، لأنني أؤمن بأن الدورين يكملان بعضهما بشكل كبير. تجربة عرض الأزياء ساعدتني على فهم كيفية تفاعل الإطلالة فعليًا أمام الكاميرا، من حيث تناسق القطع مع الحركة، الإضاءة، وزوايا التصوير، وهو ما يضيف لي الكثير عند عملي كمنسق إطلالات.

همس بندر على السجادة الحمراء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بإطلالة من تنسيق عبدالرحمن رياض
همس بندر على السجادة الحمراء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بإطلالة من تنسيق عبدالرحمن رياض وأريج الآبادي، بفستان من تصميم يوسف أكبر، ومجوهرات من لوسترو

في مشواره الإبداعي الذي يجمع بين الحضور أمام الكاميرا والعمل خلف الكواليس، يبرهن عبدالرحمن رياض أن عالم الموضة ليس حكرًا على مسار واحد، بل هو مساحة مفتوحة للتجريب والتطوير والتعبير عن الذات. تنوّع أدواره وتعدّد تجاربه يعكسان فهمًا عميقًا للذوق البصري، وقدرة على المزج بين الفن والهوية بأسلوب معاصر. وبينما يواصل العمل على مشاريع جديدة، يظل تركيزه منصبًّا على تقديم محتوى يعكس صدقه وشغفه، ويعزز من حضور الأسماء السعودية في مشهد الموضة الإقليمي والدولي.