صورة من حساب أنتونيلا روكوزو من _اي اف بي_

الليزر البارد مقابل الليزر التقليدي.. متى تختارين كل نوع؟

ماريا شربل
20 يونيو 2025

 

في عالم التجميل والعناية بالبشرة، تتطور التكنولوجيا بسرعة مذهلة، وتُقدم خيارات متعددة للعناية بمشاكل البشرة والتجاعيد والتصبغات وغيرها. ومن بين أبرز العلاجات التي شهدت تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة هو العلاج بالليزر، الذي لم يعد يقتصر على التقنية التقليدية فحسب، بل برز نوع جديد يُعرف بـ"الليزر البارد"، يُروَّج له بوصفه ثورة جديدة وغير مؤلمة مقارنة بالليزر التقليدي.

فإليك الفرق بين هذين النوعين، ومتى يكون أحدهما أنسب لك من الآخر؟

ما هو الليزر التقليدي؟

اختيار النوع الأنسب من الليزر يتعلق بالنتيجة المرجوة ونمط حياتك ونوع بشرتك
اختيار النوع الأنسب من الليزر يتعلق بالنتيجة المرجوة ونمط حياتك ونوع بشرتك

الليزر التقليدي، أو ما يُعرف أيضًا بالليزر الحراري، يعتمد على استخدام حرارة ضوء الليزر لاستهداف طبقات الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين، أو إزالة طبقات من الجلد المتضرر لعلاج الندبات والتجاعيد والتصبغات. وهو فعّال جدًا في تجديد البشرة وتحسين ملمسها ومظهرها العام، إلا أن فعاليته هذه تأتي أحيانًا على حساب راحة المريضة، إذ يتسبب في تقشير واحمرار الجلد وقد يتطلب فترة نقاهة تستمر من أيام إلى أسبوعين حسب نوع العلاج وعمقه. كما أن بعض أنواعه، مثل الليزر الكربوني أو الفراكشنال، قد تترافق مع شعور بالحرقان أو التهيج المؤقت، مما يجعل هذه التقنية تتطلب إشرافًا طبيًا دقيقًا واستخدام مستحضرات مهدئة بعد الجلسة.

ما هو الليزر البارد؟

يُقدم الليزر البارد بوصفه ثورة هادئة ولطيفة في عالم علاجات البشرة، فهو لا يعتمد على الحرارة العالية بل يستخدم ضوءًا منخفض الطاقة يخترق الجلد بلطف، ليحفّز الخلايا على إنتاج الكولاجين ويُعزز الدورة الدموية دون إحداث ضرر في الطبقات السطحية أو العميقة للبشرة. هذا النوع من الليزر يُعرف علميًا باسم "الليزر منخفض الشدة"، وقد تم استخدامه في البداية في الطب الرياضي للمساعدة على التئام العضلات والتقليل من الالتهابات، ثم تزايد استخدامه في الطب التجميلي لعلاج مشاكل مثل تساقط الشعر، شحوب البشرة، الاحمرار، وحتى لتسريع تعافي الجلد بعد جلسات الليزر القوي أو التقشير الكيميائي.

الفرق بين الليزر التقليدي والليزر البارد

الليزر التقليدي يعتمد على استخدام حرارة ضوء الليزر لاستهداف طبقات الجلد
الليزر التقليدي يعتمد على استخدام حرارة ضوء الليزر لاستهداف طبقات الجلد 

الفرق الجوهري بين النوعين لا يقتصر على آلية العمل، بل ينعكس أيضًا على تجربة المرأة أثناء الجلسة وبعدها. الليزر التقليدي يتطلب تحضيرًا مسبقًا أحيانًا، ويصاحبه تقشر في الجلد أو حساسية، ما يعني أنه ليس مناسبًا لكل أنواع البشرة، لا سيما البشرة الحساسة أو تلك المعرضة للتهيج. أما الليزر البارد، فهو آمن جدًا، لا يسبب أي شعور بالألم، ولا يحتاج إلى فترة تعافٍ، بل يمكنك العودة إلى أنشطتك اليومية فورًا بعد الجلسة. ومع أن نتائجه قد لا تكون فورية أو جذرية كالعلاجات التقليدية، إلا أنها تراكمية، وتظهر تدريجيًا مع تكرار الجلسات، لتمنحك بشرة أكثر نضارة وإشراقًا بطريقة طبيعية.

كيف تختارين الليزر الأنسب لك؟

يقدم الليزر البارد بوصفه ثورة هادئة ولطيفة في عالم علاجات البشرة
يقدم الليزر البارد بوصفه ثورة هادئة ولطيفة في عالم علاجات البشرة

اختيار النوع الأنسب من الليزر لا يتعلق فقط بالنتيجة المرجوة، بل أيضًا بنمط حياتك، ونوع بشرتك، ومدى استعدادك لتحمل فترة التعافي. على سبيل المثال، إذا كنت تستعدين لمناسبة خاصة وتبحثين عن مظهر مشرق دون الحاجة إلى تغطية أي آثار أو انتظار الشفاء، فالليزر البارد قد يكون خيارك المثالي. أما إذا كنت ترغبين في علاج الندبات العميقة أو التجاعيد المتقدمة، فقد يكون الليزر التقليدي هو الأنسب، بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب والعناية بالبشرة بعد العلاج.

اللافت اليوم أن كثيرًا من الأطباء باتوا يميلون إلى الدمج بين النوعين في خطة علاجية متكاملة، تبدأ بالليزر التقليدي لإحداث تأثير عميق وفعال، ثم تُتبع بجلسات ليزر بارد لدعم تعافي البشرة وتعزيز نتائج العلاج. وهذا ما يجعل من الليزر البارد شريكًا مثاليًا للعلاجات الأكثر كثافة، وليس بديلًا كاملًا بالضرورة.

يمكن اعتبار الليزر التقليدي خيارًا قويًا لعلاج مشكلات الجلد العميقة، بينما يأتي الليزر البارد كعلاج لطيف يدعم صحة البشرة ويحافظ عليها بشكل مستدام. كلاهما يعتمدان على التكنولوجيا الحديثة، لكن الاختيار الصحيح يعود إلى فهمك لاحتياجات بشرتك ومدى استعدادك لتحمل فترة التعافي.

العناية بالبشرة ليست مجرد تقنية واحدة، بل رحلة متكاملة تتطلب معرفة واهتمامًا مستمرًا، والليزر بجميع أنواعه أصبح اليوم أداة قيمة في هذه الرحلة، تساعدك على الوصول إلى بشرة أكثر صحة وجمالًا بطريقة تناسبك.