
أنجلينا جولي أيقونة في عمر الخمسين.. هكذا أحدثت ثورة جمالية عالمية
حين ننظر اليوم إلى تأثير أنجلينا جولي Angelina Jolie على عالم الجمال، لا نتحدث عن تسريحة أو لون شفاه. نحن أمام امرأة استطاعت أن تحوّل ملامحها إلى نموذج جمالي ملهم، يلهم أجيال كاملة من النساء والنجمات، ومع بلوغها عامها الخمسين، ازدات جاذبيتها في رسالة منها لكل النساء بعدم فقدان ثقتهن او جمالهن مع التقدم في العمر. وبمناسبة عيد ميلادها اليوم، نستعيد بعض المحطات الجمالية لها التي تجاوز الشهرة والتمثيل، لترتقي إلى مصافّ النساء اللواتي رسمن خريطة جديدة للجمال والأناقة بخيارات مُلهمة ومتجددة وغير تقليدية.
ملامح أنجلينا جولي نموذج جمالي عالمي
منذ ظهورها الأول، فرضت أنجلينا جولي حضورها بملامح لم تكن "تقليدية" في ذلك الزمن: الشفاه الممتلئة التي بدت كأنها منحوتة وناطقة، العينان اللوزيتان والمرفوعتان بالكحل الناعم، والزوايا الحادة في الفك والأنف التي صنعت هالة من الغموض والقوة، وبدت وكأنها خضعت لإجراءات تجميلية مثل تقنية التكساس. ما لبثت هذه السمات أن تحوّلت إلى معايير جمال جديدة، وبدأت ملايين النساء – بمن فيهن نجمات شهيرات – بالسعي لتقليد "لوك أنجلينا".

في غضون سنوات، ارتفعت نسبة عمليات تعبئة الشفاه عالمياً، واستخدم اسم "Angelina lips" في عيادات التجميل كمرجع بصري للنتائج المرجوّة. الشفاه الطبيعية، الممتلئة، صارت مطلباً، والتقاسيم البارزة في الملامح أصبحت الحلم الجديد، كذلك، بات فكها المنحوت وزوايا ذقنها نموذجا تجميليا حيث تخضع النجمات الى تقنيات نحت الفك وعملية تكساس.
من الجمال الكلاسيكي إلى الجمال القوي
جولي لم تكن فقط "جميلة"، بل كانت مختلفة. رفضت أن تكون نسخة مكررة عن نجمات هوليوود، فصنعت هوية جمالية لها بمكياج احيانا بسيط واحيانا جريء من دون مبالغة، واللافت بأنها كانت تُظهر الجمال لا تصنعه.

نجمات مثل ميغان فوكس، كايلي جينر، وحتى كيم كارداشيان في بداياتها، تبنّين ملامح شبيهة بأسلوب جولي – سواء عبر المكياج، أو من خلال تعديلات تجميلية مدروسة.
أيقونة جمالية عبر العقود
لم تكتفِ أنجلينا جولي بكونها رمزًا للجمال في عمر العشرينات والثلاثينات، بل استمرّت في ترسيخ صورتها كأيقونة نضج وأناقة في الأربعين والخمسين. اختارت المكياج الهادئ، البشرة المتوهجة بطريقة طبيعية، وعززت الحضور الأنثوي مع التقدم في السن بتبني صيحات جمالية لافتة وراقية مثل الشعر الأشقر، احمر الشفاه القوي. وهنا، غيّرت مفاهيم الجمال المرتبط بالعمر.


كما أن جولي أصبحت مصدر إلهام لنساء يبحثن عن ملامح متصالحة مع الزمن بدل مقاومته. فحافظت على توازنها الجمالي بعيدا عن عمليات التجميل، مثبتة أن الثقة بالنفس هي أقوى أدوات التجميل.
صيحات جمالية حملت توقيع أنجلينا جولي
الشفاه الطبيعية الممتلئة: سبقت بها عصر الفيلر. وأثّرت في صيحات التجميل من هوليوود إلى كوريا.
الفك المنحوت والزوايا الحادة للوجه: باتت هذه السمات الجمالية مطلوبة في الإجراءات التجميلية الحالية.

المكياج الناعم بالدرجات الترابية: كان جزءًا لا يتجزأ من هويتها الجمالية، وأصبح رائجًا تحت اسم "Angelina makeup".
العيون المظللة بأسلوب السموكي الخفيف: من أبرز ملامح مكياجها، حيث تجمع بين الدفء والقوة.
الحواجب الطبيعية: تمسّكت جولي برسمة حواجبها الطبيعية.

الجمال الصامت والأنوثة القوية: رسّخت مفهوم "الجمال غير الصاخب"، الذي لا يحتاج إلى صيحات مكياج مبالغة ليُبهر.
تحوّل الجمال إلى فعل إنساني
عام 2013، اتخذت جولي قرارًا هزّ الوسط العالمي حين أعلنت خضوعها لعملية استئصال الثديين الوقائي بعد اكتشاف حملها لجين BRCA1 المسبب لسرطان الثدي. خطوة إنسانية وشجاعة، حرّكت النقاش العالمي حول العلاقة بين الجمال والصحة والوعي الجسدي. لم تعد أنجلينا فقط رمزًا للجاذبية، بل باتت تمثّل المرأة القوية التي تمنح حياتها الأولوية على الشكل، دون أن تتخلى عن هويتها الأنثوية.
كما ازدادت شعبيتها في السنوات الأخيرة، بعد أدوارها كسفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، ومناصرتها لقضايا اللاجئين والنساء حول العالم. ولعل هذا ما جعل جمالها يحمل ايضا رسالة إنسانية.
أحدث اطلالة لأنجلينا جولي بصيحة ملهمة
في ظهر حديث لأنجلينا جولي على السجادة الحمراء خلال العرض الأول لفيلم Maria، أثبتت أنجلينا جولي مرة جديدة أنها أيقونة جمالية متجددة تُتقن اللعب على ملامحها بكل ثقة. أطلت بفستان حريري بلون النيود الفاتح، واعتمدت تسريحة شعر كيرلي جريئة بألوان هايلايت ذهبية وبنية منحتها لمسة شبابية لافتة. أما مكياجها فتميّز بظلال ترابية ناعمة وأحمر شفاه قوي أبرز شفاهها الأيقونية، مع بشرة متوهجة خالية من العيوب، لتجمع بين البساطة والرقيّ بأسلوبها الخاص. إطلالة تعكس ثقة امرأة خمسينية ما زالت تُعيد رسم مفاهيم الجمال وتلهم العالم بجرأتها وأناقتها.

مصدر الصور من وكالة أ أف ب، ومن حسابها على انستغرام.