
جو كنعان لـ"هي": بين خيوط فستان الزفاف وروح العروس الخليجية... قصة تنسج بالحلم
العروس الخليجية أكثر من مجرد رمز للأناقة؛ هي شخصية متفردة تجمع بين الفخامة والرصانة، بين التقاليد والحداثة، وبين الجرأة المدروسة والرقي الكلاسيكي. وفي هذا المشهد الراقي، تبرز "دار سارة هايفاشن" (Dar Sara High Fashion) كمصنع للأحلام، حيث تتحوّل رؤى العرائس إلى تحف فنية تليق بأهم لحظات حياتهن. المصمم العالمي جو كنعان، الذي يقف خلف بصمة الدار المعتمدة من Swarovski، يكشف في هذه المقابلة عن أسرار الحفاظ على هوية دار سارة في كل مجموعة جديدة، وكيف ينسج بين الرؤية الفنية الخاصة والشخصية الفريدة لكل عروس ليخلق تصاميم تنطق بالأنوثة والرفاهية.
يشاركنا جو كنعان فلسفته في اختيار الأقمشة المناسبة لمناخ الخليج، والتي تجمع بين الخفة والفخامة، ويشرح كيف تؤثر العادات والتقاليد الخليجية في صياغة تصاميم فساتين الزفاف، دون أن يفقد التصميم عصريته. كما يسلّط الضوء على الفروقات الدقيقة بين أذواق العرائس في السعودية والإمارات والكويت، ليبرهن على مرونة دار سارة في التكيّف مع الهوية الثقافية لكل منهن.
في هذا الحوار الملهم، يقدم جو كنعان نصائحه الذهبية لكل عروس تبحث عن فستان العمر، مؤكداً أن الفستان المثالي هو الذي يعكس شخصية العروس ويمنحها الثقة والراحة، بعيداً عن صيحات الموضة العابرة.
كيف تحافظ على هوية دار سارة في كل مجموعة جديدة؟
أحرص في كل مجموعة على تجسيد روح دار سارة من خلال التفاصيل الفاخرة، الحرفية المتقنة، والأنوثة الراقية. فهويتنا تقوم على توازن دقيق بين الفخامة والنعومة، وبين الأصالة والابتكار. ورغم تنوّع المجموعات بحسب المواسم ومصادر الإلهام، يظل الخط الجمالي المتناسق هو العنصر الموحد بينها جميعًا، ما يجعل تصاميمنا تُعرف بأنها من "دار سارة" حتى قبل أن تُنسب إلينا.
عندما تبدأ بتصميم فستان زفاف، من أين تستلهم الفكرة؟ هل تعتمد على شخصية العروس أم تتبع خطاً فنياً خاصاً بك؟

عندما أبدأ بتصميم مجموعة فساتين الزفاف، أنطلق من رؤيتي الفنية وهويتي كمصمم، ومن الرسالة التي تحملها المجموعة التي أعمل عليها في تلك المرحلة_سواء كانت مستوحاة من الفن، أو من الطبيعة، أو من ثقافة معيّنة. أحرص دائماً على أن تحمل كل قطعة خيوطاً فنية تربطها بروح "دار سارة" وخطها الجمالي المتفرّد.
لكن في المقابل، يبقى للعروس دور أساسي في عملية التصميم. فهي مصدر إلهام بحد ذاتها، وكل فستان زفاف هو لقاء بين عالمي الإبداعي وعالمها الخاص. أُدخل في التصميم عناصر تعبّر عنها، عن شخصيتها، وأحلامها، والمشاعر التي ترغب في تجسيدها في يومها الكبير.
أما عندما يكون التصميم حسب الطلب، فالخطوة الأولى دائماً هي الاستماع. أبدأ بحوار عميق مع العروس لأفهم رؤيتها وتوقّعاتها، ثم أمزج تلك التفاصيل مع بصمتي الخاصة، التي تقوم على القصات الكلاسيكية المحدثة والتفاصيل العصرية الدقيقة. بالنسبة لي، الفستان المثالي هو ذلك الذي يحمل هوية "دار سارة"، وفي الوقت نفسه يُشبه العروس ويليق بيومها الاستثنائي.
ما الأقمشة التي تفضّل استخدامها في تصاميم الزفاف، خاصة في مناخ الخليج؟

في مناخ الخليج الحار والرطب، أحرص على اختيار أقمشة تجمع بين الخفة والفخامة، لتمنح العروس الراحة دون أن تفقد الإطلالة طابعها الملوكي. أفضّل استخدام التول الحريري، الأورغنزا، الكريب الخفيف، والشيفون المطرّز، لما توفّره من انسيابية وأناقة. كما أستخدم الدانتيل الفرنسي الراقي والتطريزات الناعمة التي تضيف عمقاً وتميّزاً للتصميم دون أن تثقله. بالنسبة لي، راحة العروس لا تقل أهمية عن جمالية الفستان، والتصميم المثالي هو ما يحقق هذا التوازن بدقة.
كيف تصف العروس الخليجية من وجهة نظرك كمصمم؟ وما الذي يميز ذوقها عن العرائس من مناطق أخرى؟

العروس الخليجية تُعرف بذوقها الرفيع وحرصها الشديد على التفاصيل. فهي تحب الفخامة، ولكن دائماً ضمن إطار من الأناقة والرقي. تبحث عن التميّز، لكنها في الوقت نفسه تعتز بالتقاليد وتحرص على احترامها. ما يميّز ذوقها هو هذا التوازن بين الجرأة المدروسة والالتزام بالهوية الثقافية. تصميم فستان زفاف لعروس خليجية هو تجربة مميّزة ومليئة بالتحدي الجميل، لأنها لا تبحث فقط عن فستان أنيق، بل عن قطعة فنية تعبّر عن شخصيتها، ومكانتها، وتليق بيومها الكبير بكل ما يحمله من رمزية.
هل تختلف طلبات العرائس الخليجيات بحسب الدولة (السعودية، الإمارات، الكويت...)؟ وكيف تتعامل مع هذه الفروقات؟
نعم، هناك فروقات دقيقة لكن ملموسة في الأذواق بين العرائس الخليجيات بحسب البلد. على سبيل المثال، العروس السعودية تميل في كثير من الأحيان إلى الفساتين ذات الطابع الملوكي الثقيل، من حيث الخامات والتطريزات الفاخرة. أما العروس الإماراتية، فغالبًا ما تبحث عن توازن أنيق بين الحداثة والفخامة، فتختار تصاميم تحمل لمسات معاصرة ضمن قالب راقٍ. في حين تميل العروس الكويتية إلى الجرأة والتميّز، وتُقدّر الابتكار في القصات والتفاصيل.
أتعامل مع هذه الفروقات بالمرونة والإنصات. أحرص على فهم المرجع الثقافي والجمالي لكل عروس، وعلى ترجمة ذوقها الخاص ضمن إطار يحترم هوية "دار سارة". في النهاية، الهدف هو تصميم فستان يُشبهها، ويعبّر عنها، ويجسّد شخصيتها الفريدة في أهم يوم من حياتها.
إلى أي مدى تؤثر العادات والتقاليد الخليجية على تصميم فساتين الزفاف؟

تلعب التقاليد الخليجية دوراً أساسياً في توجيه تصاميم فساتين الزفاف، خصوصًا في ما يتعلق بمفهوم الحشمة، أو الرغبة في إدخال عناصر تراثية مثل النقوش، أو أغطية الرأس والتطريزات المستوحاة من البيئة المحلية. لكن ما يهمني كمصمم هو ترجمة هذه الرموز بأسلوب عصري وأنيق، بحيث لا تبدو مفروضة أو تقليدية، بل تنسجم بسلاسة مع التصميم العام. أحرص دائماً على أن يشعر الفستان كامتداد راقٍ للهوية الثقافية للعروس، لا كقيد عليها—فهو يحتفي بجذورها وفي الوقت نفسه يواكب ذوقها المعاصر.
كيف ترى تطوّر ذوق العروس الخليجية اليوم؟ هل أصبحت أكثر جرأة أم ما زالت متمسكة بالكلاسيكية؟

ذوق العروس الخليجية تطوّر بشكل واضح في السنوات الأخيرة. أصبحت أكثر جرأة واطلاعًا، وتتابع عن كثب اتجاهات الموضة العالمية، لكنها في الوقت نفسه لا تزال تقدّر الكلاسيكية وتحرص على الاحتفاظ بها، خصوصًا في القصات والطرحات والتفاصيل التي تضفي طابعًا خالدًا على الفستان.
اليوم، العروس الخليجية لا تبحث فقط عن فستان جميل أو فاخر، بل عن تصميم يروي قصتها الخاصة، ويعبّر عن شخصيتها وتفرّدها. وهذا ما يجعل العمل معها ممتعًا ومُلهمًا، لأنها تعرف تمامًا ما تريد، وتطمح لفستان يعكس هويتها وليس مجرد تقليد لصيحة عابرة.
ما النصيحة التي تقدمها لكل عروس تبحث عن فستان العمر؟

أن تختار فستانًا يُشبهها قبل أي شيء آخر. فالفستان المثالي هو الذي يعكس شخصيتها، ويجعلها تشعر بالراحة والثقة في أهم يوم من حياتها. أنصح كل عروس بألا تتنازل عن التفاصيل التي تحبها، لأنها هي ما يصنع الفرق الحقيقي. في الوقت نفسه، من المهم ألا تنشغل كثيرًا بصيحات الموضة المؤقتة، لأنها زائلة بطبيعتها. فستان الزفاف يجب أن يخلّد لحظة، لا أن يكون مجرد انعكاس لصرعة. باختصار: اختاري الفستان الذي يُشبهك، لا الفستان الذي يُشبه الموضة.