
النجمة هيا عبدالسلام تكتب لـ"هي": الفن للترفيه والاستمتاع
في الآونة الأخيرة أصبحت ألاحظ أن أغلب الآراء التي يجري تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بضرورة أن ترتبط الدراما بالواقع الذي نعيشه. بالطبع لكي يشعر المتفرج بالتعايش مع العمل يجب أن يكون قريبا منه، ولكن ليس على العمل الفني أن يعالج أو يرمم أو يسلط الضوء على مشكلة اجتماعية معينة من أجل علاجها. هذا من الممكن أن يحدث في بعض الأحيان، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو الهدف، لأن ذلك سيحول الأعمال الدرامية إلى رسائل اجتماعية ودروس توعوية ليست مقرونة بالترفيه والاستمتاع.
بخلاف ذلك، أرى أيضا أن بعض الأعمال الدرامية الخليجية الحالية تتناول قضايا المرأة بشكل سطحي ومكرر، بل قد يكون مملا في بعض الأوقات، وذلك فقط لأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن عنصر التشابه بين ما يتابعونه وبين هذه الأعمال لكون قضايا النساء هي الأكثر انتشارا، وتدريجيا هذا التوجه سوف يصنع جمهورا جديدا يحب الجدل وليس الاستمتاع.
الفن هو مرحلة يعيشها الفنان، ويشعر من خلال أدائها بالمتعة والانسجام، وهناك مراحل أشبه (بالسلطنة) يعيشها الفنان في شتى المـــجـــالات الفنـــيـــة كالغـــنــــاء، والتــلحــيــــن، والــشعـــــر، والعزف، والرسم، والنــــحــــت، والإخـــــراج والتـــمــثــيـــــل، خــصـــوصــــا في الــــعــــروض المسرحية الأكـــاديــمية، حيث التعايش يكون في أعلى مراحله. والممثل المحظوظ فقط هو من يستطيع أن "يسلطن" وسط ضغط العمل الدرامي التلفزيوني أو السينمائي. وهذه الأجواء عادة ما تقع على عاتق المخرج الذي اختار الفنان ليؤدي دورا معينا وفق معايير يراها هو نفسه، فالفن أساسه الاستمتاع بالإبداع لتحقيق مبدأي المتعة والفرجة للمشاهد.
بعد سبعة عشر عاما في مجال الدراما (إخراج ، تمثيل، صناعة) منذ البداية لغاية مرحلة أشبه بالنضج الفني، أستطيع القول إن الدراما هي فقط (للاستمتاع والفرجة)، وهي وإن عالجت بعض الزوايا إلا أن أساسها الترفيه.