Elisabetta Franchi

خاص - إليزابيتا فرانكي تحتفل بـ10 أعوام من عروض الأزياء وتكرّم كل أوجه الأنوثة: منذ اللحظة التي حملت فيها دميتـي الأولى تجرأت على الحلم

عدنان الكاتب

حوار: Adnan Alkateb

من فتاة صغيرة تحتضن دميتها وتتمسك بحلمها الكبير، صارت الإيطالية "إليزابيتا فرانكي" Elisabetta Franchi مصممة عالمية ورائدة أعمال ناجحة، وبنت إمبراطورية أزياء تجلس على عرشها منذ عشر سنوات حين قدّمت للمرة الأولى مجموعة من تصاميمها على منصة، في أول عروض أزيائها على الإطلاق؛ وها هي اليوم تحتفل بهذه الذكرى المهمّة للعلامة التي أسستها وتشرف على كل توجهاتها الإبداعية. وفي تحية إلى الحضور الإقليمي القوي لعلامتها وعلاقتها الوطيدة بالمنطقة، نظّمت أمسية ساحرة في دبي للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لانطلاق عروض أزيائها، مع معرض مميز في "متحف المستقبل" حمل عنوان The Future is Now وأخذ زوّاره في رحلة غامرة عبر مراحل تطور الدار ورموزها وهويتها ورؤيتها منذ تأسيسها حتى اليوم. وكالعادة في كل حوار لي معها تحدثت بحماس لما يحمله الغد، وتأمّلت في مسيرتها الحافلة بالتحديات والإنجازات، وغاصت في المعاني الرمزية العميقة في مجموعتها الجديدة The Femme Paradox لربيع وصيف 2025، والتي تحتفل بالازدواجية الكامنة في جوهر كل امرأة: بين الرقة والقوة، بين الجمال والعزيمة، بين الرقي والجرأة.

"إليزابيتا فرانكي"
"إليزابيتا فرانكي"

لماذا برأيك تحظى علامة "إليزابيتا فرانكي" بصدى قوي لدى النساء في الشرق الأوسط وتحقق نجاحا كبيرا في المنطقة؟

تجـــسّـــد عـــــلامـــة "إليـــزابــيـتـــا فرانــــكي" جـــوهــــر الأنـــوثــــة القوية والمتـــمكـــنة. ما يربطني حقا بعميلاتي، سواء على المـسـتـــوى الإقليمي أم العالمي، هو التزامي بالاحتفاء بالقوة الفريدة والأناقة المميزة لكل امرأة. كل قطعة مصممة بعناية لإبراز فرادة الأنثى، من دون التنازل أبدا عن الرقي ولكن بالتعبير المستمر عن الثقة والقدرة. وأنا هنا اليوم في دبي لأنها تمثل الاندماج المثالي بين الابتكار والأناقة والطموح، وهي القيم التي لطالما ارتكزت عليها علامتي. إن الاحتفال بمرور 10 سنــــوات من عــــروض الأزيـــــاء في "متـــحـــــف المستــقبل" ليس مجرد تكريم للماضي فحسب، بل هو أيضا تصريح عن مستقبل "إليزابيتا فرانكي".

لنـــــتـحدّث عن مجـــمـــوعــــــــــة The Femme Paradox الجـــــــديدة. كيف تكرّم هذه المجموعة تطوّر علامتك على مدى السنوات العشر الأخيرة؟

تحتفي مجموعة "ذا فام بارادوكس" بالرحلة التي خاضتها علامتي طوال العقد الأخير، واحتضنت فيها التطوّر والثبات في الوقت نفسه. تمثّل ازدواجية جوهرية، لتكون تحية إلى النساء اللواتي نبتكر لأجلهن، إلى نساء متمكنات وراقيات.

 تحــمل كلمة "بارادوكس" معاني التــناقض. أين يكمن التنـــاقــــض خـــلــــف مجــمـــوعـــــة ربــيــــع وصيف 2025؟ وكيف ترجمته في التصاميم؟

مجــمــــوعــــة ربيع وصيف 2025 هي احتفال جريء بالتباينات، حيث تجتمع العناصر المتناقضة لتأليف سيمفونية مشوّقة وآسرة. يهيمن الأسود والأبيض على لوحة الألـوان، ويشكّلان أساسا لتفــــاعل ديناميكي بين المواد والقصات. على سبيل المثال، تلتقي سترة صارمة الهيكلية بالأناقة الأثيرية لتنّورة مزينة بعقدة، فتحكيان معا قصة توتــــر دينــــاميـــــكي بين القوة والـــــرقــــة. الــــمــــرأة على منــــصـــة العرض واثـــقـــــة وحسية وجريئة؛ تلفت الانــتـــبــــاه بحضــــورها، وتــعــبّــــــر عن أفكــــارهــــا بعزيمة لا تتزعزع.

"كيت موس"، "إليزابيتا فرانكي"
"كيت موس"، "إليزابيتا فرانكي"

لماذا كانت "كيت موس" الخيار المثالي للتألق في حملة The Femme Paradox؟ وكيــــف تمـثّـــــل امـــــــــــــرأة دار "إليزابيتا فرانكي"؟

"كيت موس" هي التجسيد المثالي لهذه المجموعة: قوية، واثقة، أيقونية. وطوال مسيرتها المهنية، أعادت كتابة قواعد عالم الموضة، منطلقة من قيمها ومحددة معايير جديدة للأناقة. إنها تمثل بشكل مثالي الازدواجية المثيرة للاهتمام التي ينبض بها قلب مجموعة The Femme Paradox. ومن خلالها، نحتفي بالطبيعة المتعددة الأوجه للأنوثة، وهو مفهوم يكمن في صميم إبداعاتي.

هل ترين هذا التناقض في نفسك كامرأة، ومصممة أزياء، وقائدة؟

بالتأكيد. وأحتضن هذا التناقض كل يوم. لكوني امرأة ومصممة وقائدة، أوازن باستمرار بين القوة والإحساس. تحدد هذه الازدواجية رؤيتي الإبداعية ونهجي القيادي، وهو ما يجعل عملي ديناميكيا وشغوفا وصادقا للغاية.

من فتاة صغيرة متمسّكة بدمية وحلم، إلى امرأة بنت إمبراطورية أزياء من الصفر.. ما كانت ركائز نجاحك؟

منذ اللحظة التي حملت فيها دميتي الأولى، تجرأت على الحلم: حلم بدا لي في يوم من الأيام شبه مستحيل. ولكن بفضل الشغف العنيد والتفاني الثابت، حوّلته إلى واقع. نجاحي مبنيّ على ثلاث ركائز أساسية، هي المثابرة والرؤية والأصالة. علمتني المثابرة أن كل تحدٍّ هو فرصة للنمو، فيما أرشدتني الرؤية إلى ابتكار مجموعات تمكّن النساء. أما الأصالة، فهي قوّتي الدافعة، التي تتيح لي بناء الثقة مع عملائي وفريقي. وبالطبع، كان لإحاطة نفسي بالأشخاص المناسبين دور أساسي في تحويل أحلامي إلى علامة تجارية عالمية.

هل تعتقدين أن رحلتك نحو النجاح التجاري والإبداعي كانت ستختلف لو لم تكوني امرأة؟

بلا شك، فكوني امرأة أثّر في رحلتي بشكل عميق، ويعني أنه علي أن أواجه التحديات بصمود، وأحطم الحواجز، وأثبت أن الموهبة والعزيمة ليس لهما جنس. لكن كل عقبة غذّت طموحي، وكل شكّ لم يعزز سوى إصراري على بناء شيء استثنائي.

بعد مرور ثلاثين عاما على افتتاح أول أتلييه لك، لو عدنا إلى تلك اللحظة التأسيسية، هل تخيّلت وقتها أن تصلي إلى حيث أنت اليوم؟

عندما افتتحت أول مشغل لي، كنت أعلم أنني أريد أن أبتكر شيئا ذا معنى حقيقي، أي أزياء تشعر فيها المرأة بأنها متمكّنة وواثقة ولا شيء يستطيع إيقافها. لكن تطوّر علامتي التجارية إلى بطلة قصة نجاح عالمي قد تفوّق على كل ما كنت أتخيله.

"وراء كل امرأة ناجحة نفسها". هل تؤمنين بهذا القول؟

نعم، لأن النجاح لا يُمنح، بل يُكتسب من خلال التحمّل والتضحية والإيمان الثابت بالذات. عليك أن تقاتلي من أجل أحلامك، وأن تعملي بلا كلل أو ملل، وأن تبقي وفية لرؤيتك. وبالطبع، نلتقي أيضا بأشخاص يلهموننا ويدعموننا على طول الطريق، ولكن في النهاية، إن قوتنا وعزيمتنا وشغفنا هي التي تحدد مصيرنا.

في لحــــــظــــــات الــشــــك أو الصــعــوبــــات، ما الـــذي يـــدفـــعـــــــك للاستمرار؟ وأين تجدين الدعم؟

شغفي بما أفعله هو ما يجعلني أستمر. لا مفر من التحديات، ولكنني أواجـــهـــهـــا دائـــمــا بعـــــزم، وأرى العقبــــــــات فرصا للنمو. أما مصدر قوتي الأكبر، فيأتي من النساء اللواتي يرتدين تصاميمي، إلى جانب الدعم الذي أستمدّه من عائلتي وفريق عملي.

مع الزميل عدنان الكاتب
مع الزميل عدنان الكاتب

ما النــــصــيــحــــة الــتـــي تقـــدميـــنـــهــــا إلى النـــســاء اللواتي يبدأن رحلاتهن اليوم؟

أهم نصيحة يمكنني تقديمها هي أن تكوني صادقة مع نفسك ووفية لها. لا تتنازلي أبدا عن رؤيتك، وتجرئي على المخاطرة، ولا تسمحي للخوف بأن يملي عليك الطريق. قد تكون الرحلة صعبة، لكن بناء شيء خاص فعلا بك يستحق كل تحدٍّ.

كيف تمنحين النساء فرصا للنمو والنجاح في شركتك؟

لطالما كان دعم المرأة وتمكينها أمرا أساسيا بالنسبة لي. لقد بنيت داخل شركتي فريقا تشغل فيه النساء مناصب رئيسة في كل قسم. وأنا أؤمن حقا بأهمية تنمية بيئة عمل تشجّع على النمو وتوفر فرصا حقيقية للتطور المهني والشخصي على حد سواء.

على المستوى الشخصي، كيف تمكّنك الموضة في حياتك اليومية؟

الموضة هي صوتي، هي أسمى أشكال التعبير عن الذات. إنها تحدد هويتي وما أؤمن به، فتسمح لي برسم ملامح هويتي كل يوم. من خلال الأزياء، أستطيع أن أحتفل بالأوجه المتعددة لشخصيتي، متأقلمة مع مزاجي والمناسبة والطاقة التي أريد أن أعكسها. هي محادثة مستمرة بين ما أنا عليه وما أطمح إلى أن أكونه.

 في هذه المناسبة الاحتفالية، ما رؤيتك للسنوات العشر التالية من علامة "إليزابيتا فرانكي"؟

هذه المناسبة ليست مجرد احتفال، بل هي نقطة انطلاق نحو المستقبل. على مدى السنوات العشر التالية، أرى علامة "إليزابيتا فرانكي" تتطور وتتوسع، مع حفاظها على القيم التي تأسست عليها. الرحلة لم تنتهِ بعد، والأفضل في انتظارنا.