
السفر الى كندا تجربة لا تُنسى مع أجمل الوجهات والمعالم السياحية
كندا من الوجهات الساحرة التي تتلقى الإهتمام مؤخراً من المسافر العربي، ويعد السفر الى كندا بمثابة تجربة فريدة من نوعها نظراً لموقعها الجغرافي وماضيها المفعم بتفاصيل متنوعة.
ويفضل عشاق السفر الى كندا زيارتها صيفاً نظراً لاعتدال الطقس، ولكن كندا تتمتع بجمال خاص أيضاً في فصل الشتاء حيث تتألق بأجواء رومانسية وإحتفالية في الأعياد.
ونتعرف اليوم على مجموعة من أبرز وجهات السفر الى كندا التي تستحق الزيارة، حيث تمنحك هذه الوجهات العديد من الفرص للإكتشاف والاستمتاع بأجواء لا مثيل لها في أمريكا الشمالية.
تورنتو

تورنتو هي أكبر مدينة في كندا وهي مدينة تعكس بوضوح تنوّع الثقافات والحياة الحضرية النشطة، ويتصدّر برج سي إن تاور مشهد الأفق ليكون رمزًا لمدينة تتحرك بلا توقف، ويمكنك التنقّل بين أحياء مثل كندالينغ ماركت وديستيـلري ديستريكت وكوين ويست، حيث يقدّم كل حيّ طابعًا مختلفًا من الفني إلى العصري إلى الراقي، ويعد كل من متحف أونتاريو الملكي ومعرض أونتاريو للفنون من أبرز المعالم الثقافية التي يجب زيارتها عند السفر الى كندا.
ويتميّز مشهد الطعام في المدينة بتنوّع يعكس الهجرة الواسعة إلى تورنتو، فمن الممكن تذوق أطباق في الحي الصيني، أو الاستمتاع بنكهات المطبخ الهندي في ليتل إنديا، كما يوفّر قرب المدينة من بحيرة أونتاريو فرصة للابتعاد قليلًا عن صخب الحياة من خلال نزهات على المسارات المطلة على المياه أو رحلات قصيرة إلى جزر تورنتو.
فانكوفر

تقع فانكوفر في موقع مميز بين المحيط الهادئ وسلسلة جبال كوست، وتُعد هذه المدينة وجهة مفضّلة لعشاق النشاطات في الهواء الطلق حيث يمكن قضاء النهار في التجديف في خليج إنجلش أو في ممارسة التزلج على منحدرات جبل غروس القريب، ويتميّز وسط المدينة بكونه حيوي ومفعم بالأنشطة مما يسهّل زيارة أحياء مثل ييلتاون وغاستاون وويست إند، التي تنفرد كل منها بأجواء خاصة تجمع بين الحداثة والتاريخ.
وفي قلب المدينة تعد ستانلي بارك أحد أبرز المعالم الطبيعية بفضل مسار سي وول المطل على المياه، كما يعكس تنوّع سكان فانكوفر حضورًا عالميًا في مطاعمها حيث تتوفر خيارات واسعة من المأكولات، ويمكن أيضًا زيارة جزيرة غرانفيل التي تضم سوقًا عامًا واستوديوهات فنية أو ركوب الدراجة على ضفاف خليج فولس كريك.
مونتريال

مونتريال مدينة تحمل روحًا مزدوجة تجمع بين أناقة العالم القديم وحيوية الحداثة، وتتميّز بكونها القلب الثقافي للجزء الناطق بالفرنسية من كندا، حيث تُظهر طابعًا أوروبيًا واضحًا في شوارعها المرصوفة بالحجارة وكنائسها القوطية ومقاهيها، خصوصًا في منطقة أولد مونتريال. وفي الوقت نفسه لا تخلو المدينة من طابع معاصر ينبض بالحياة يظهر في مشهدها الفني والموسيقي المتطور باستمرار، وكذلك في مفاهيم الطعام الجديدة التي تستقطب الذوّاقة من كل مكان.
ويُعرف مشهد الطهي في مونتريال بتفرّده، وتوفّر أسواق مثل جان تالون وأتووتر فرصة للتعرّف على نكهات مونتريال الإقليمية، أما في فصل الصيف فتتحوّل المدينة إلى مركز للاحتفالات من مهرجان الضحك الشهير جست فور لافز إلى مهرجان الجاز الدولي.
مدينة كيبيك

تُعد مدينة كيبيك واحدة من أكثر الوجهات التي تحتفظ بعبق التاريخ في أمريكا الشمالية ومن أبرز وجهات السفر الى كندا، وتحديدًا في الجزء القديم منها الذي أدرجته اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي، ويحيط بالمدينة القديمة سور يعود إلى القرن السابع عشر وتنتشر في أزقتها الضيقة متاجر صغيرة ومبانٍ تاريخية مع اطلالة على نهر سانت لورانس.
وفي الشتاء تتحوّل المدينة إلى وجهة ثلجية ساحرة تستضيف كرنفال الشتاء المعروف عالميًا، في حين تنبض شوارعها بالحياة خلال الصيف من خلال عروض الشوارع والمعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية، أما المطبخ المحلي فيتأثّر بالتراث الفرنسي إذ تتنوع الأطباق بين تورتير وكونفي البط والحلويات المحلّاة بشراب القيقب، ويمكن الاستمتاع بجولة على ممشى دوفيران تيراس أو زيارة حي بيتي شامبلان الذي يعجّ بالمعارض الصغيرة والمقاهي.
كالغاري

تقع كالغاري عند نقطة التقاء السهول الشاسعة بجبال الروكي وتتميّز بقدرتها على الجمع بين الأجواء العصرية وروح الطبيعة المفتوحة، ويُعرف عنها طابعها الريفي المتجذّر الذي يظهر جليًا خلال مهرجان كالغاري ستامبيد السنوي في يوليو، حيث تتناغم الفعاليات الغربية مثل مسابقات الروديو وسباقات العربات مع أجواء احتفالية تملأ المدينة، غير أن الجانب العصري فيها يتألق بقوة من خلال مبانيها الحديثة ومساحاتها الفنية النشطة ومطاعمها التي تواكب أحدث الاتجاهات.
كما تُعد كالغاري نقطة انطلاق ممتازة لاستكشاف جبال الروكي خلال رحلات اليوم الواحد، ويمكن الاستمتاع بمشي هادئ على ضفاف نهر بو أو زيارة متحف غلينبو الذي يعرض مقتنيات ثقافية وفنية، أو حضور عرض مسرحي في "آرتس كومونز".
أوتاوا

رغم أنها ليست الأكبر من حيث عدد السكان فإن أوتاوا عاصمة كندا تحتفظ بمكانة خاصة في المشهد الكندي، بفضل طابعها الراقي وتفاصيلها التي تعكس روح السياسة والفن معاً، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند زيارة مباني البرلمان التي تقف شامخة على تل بارليمنت هيل حيث يمكن الاستمتاع بجولة تعريفية تشرح أبعاد الحياة السياسية في البلاد، إلى جانب متابعة مراسم تبديل الحرس التي تضفي طابعاً احتفالياً على المدينة خلال فصل الصيف.
كما تحتضن أوتاوا مجموعة من المتاحف البارزة مثل المعرض الوطني الكندي الذي يعرض أعمالاً فنية من مختلف العصور، إلى جانب متحف التاريخ الكندي الذي يسلّط الضوء على تطورات البلاد عبر قرون طويلة، ويُمكن الاستمتاع أيضاً بالتجول في حي بايوارد ماركت الذي يزخر بالمقاهي والبوتيكات والبائعين المحليين.
شلالات نياجرا

تُعدّ شلالات نياجرا من أبرز معالم الجذب الطبيعية في كندا حيث تتدفّق مياهها بقوة هائلة يصعب تجاهلها، ويمكن الشعور بدويّها عن قرب من خلال الرحلات البحرية مثل هورنبلور التي تنقل الزائر حتى حافة السقوط المائي وسط رذاذ منعش ومشاهد مبهرة، ورغم أن الشلالات تظل هي النقطة المحورية للزيارة، فإن المناطق المحيطة بها تحمل الكثير من التجارب التي تستحق الاستكشاف.
فإلى الشمال تقع بلدة نياجرا أون ذا ليك التي تجمع بين الرومانسية والهدوء، حيث تتألق الشوارع المزهرة والمنازل ذات الطابع الفيكتوري، كما تشتهر المنطقة بمزارع الكروم، أما عشاق الأجواء الأكثر حيوية، فيمكنهم التوجه إلى شارع كليفتون هيل حيث تنتشر الألعاب الإلكترونية والمتاحف والمتاجر الغريبة، مما يضفي طابعاً احتفالياً يناسب العائلات.
كما يُمكن زيارة الحدائق النباتية التابعة لمنتزهات نياجرا أو الصعود إلى برج سكاي لون للاستمتاع بإطلالة بانورامية على المنطقة، وتزداد الإثارة عند مشاهدة عروض الألعاب النارية الليلية التي تنير السماء فوق الشلالات.
بانف

في قلب جبال الروكي الكندية تقع بانف وسط مناظر طبيعية آسرة تأسر البصر منذ اللحظة الأولى، وتمتاز هذه البلدة الصغيرة بموقعها داخل منتزه بانف الوطني حيث تحيط بها قمم جبلية شاهقة وبحيرات خلابة وغابات جبلية ممتدة، ويمكن الوصول بسهولة إلى بحيرتي لويس وموراين القريبتين واللتين تقدمان مشهداً طبيعياً لا ينسى، خاصة عند انعكاس ضوء الشمس على صفحة المياه النقية.
ويزداد سحر هذه الوجهة خلال فصل الصيف حيث تكثر أنشطة المشي لمسافات طويلة وركوب القوارب ومراقبة الحياة البرية، بينما تتحول المنطقة في الشتاء إلى فضاء مثالي لعشاق التزلج على الجليد والأنشطة الشتوية مثل ركوب التلفريك، كما يمكن أيضاً استكشاف وسط بانف الذي يتميز بأجوائه الدافئة حيث تنتشر المتاجر الصغيرة والمطاعم التي تقدم مأكولات محلية وسط طراز معماري خشبي يعزز الطابع الجبلي للمكان، أو الاسترخاء في ينابيع بانف الحارة التي تقع على أطراف البلدة.
فيكتوريا

مدينة فيكتوريا الواقعة على جزيرة فانكوفر تجمع بين طابع معماري كلاسيكي وروح معاصرة تنعكس في تفاصيلها اليومية، وتطل المدينة على ميناء داخلي هادئ يشكّل نقطة انطلاق لاستكشاف معالمها، حيث تنطلق يومياً جولات بحرية لمراقبة الحيتان مما يتيح فرصة مشاهدة حيتان الأوركا والحيتان الحدباء في بيئتها الطبيعية، كما يتصدر فندق فيرمونت إمبريس التاريخي ومباني برلمان كولومبيا البريطانية المشهد المعماري في المنطقة وهو ما يعكس ملامح ماضٍ إمبراطوري يلتقي مع الحاضر.
ويبعد قليلاً عن وسط المدينة أحد أشهر معالمها الطبيعية وهي حدائق بوتشارت والتي تستقبل الزوار على مدار العام بمشاهد نباتية منسقة بإتقان وممرات زهرية تجعل من التجول فيها تجربة فريدة، كما يمكن التعمق في طابع المدينة الحقيقي من خلال المشي في شوارعها الصغيرة التي تحتضن محلات الكتب وصالات العرض ومقاهي الشاي التقليدية.