"كارمينا بورانا" في دبي أوبرا: أكثر من مناسبة فنية بل احتفاء بالجمال والابتكار
في ليلة مهيبة احتضنتها أجواء دبي أوبرا الساحرة، شهد جمهور الباليه والموسيقى الكلاسيكية عرضًا فنيًا استثنائيًا ترك بصمة عميقة في الذاكرة. فقد قدّمت فرقة باليه المسرح الوطني السلوفيني – ماريبور رائعة كارل أورف "كارمينا بورانا - الباليه" للمرة الأولى في دبي في عرضين كانا أشبه بمهرجان حسي درامي نابض بالحياة والإبداع.
عرض يأسر البصر ويُلهب المشاعر
منذ اللحظات الأولى، خطفت المقطوعة الافتتاحية الشهيرة "O Fortuna" أنفاس الحضور، لتعلن عن بداية رحلة بصرية وموسيقية آسرة، حيث اندمجت الحركة الراقصة المبدعة مع موسيقى كارل أورف المتفجّرة بالعاطفة، تحت إشراف المخرج ومصمم الرقصات العالمي إدوارد كلوج. لم يكن العرض مجرّد أداء فني، بل تجربة غامرة في عوالم الشغف والقدر وتقلبات الحياة، تُرجم فيها العمل الموسيقي إلى لوحات راقصة تنبض بالإحساس والدراما.
رؤية فنية مبتكرة وجماليات مسرحية أخّاذة
العرض، الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الحضور، تميّز بتصميم بصري مبهر أضفى عليه عمقًا وجمالية خاصة. وقد أسهم في ذلك فريق إبداعي محترف، ضمّ ماركو يابيلي في تصميم الديكور، ليو كولاش في تصميم الأزياء، وتوماش بريمزل في الإضاءة، ليصنعوا معًا مشهدًا مسرحيًا متكاملًا بكل تفاصيله، من الإضاءة الدرامية إلى الأزياء الغنية بالتفاصيل، وصولًا إلى حركات الراقصين التي جسّدت ببراعة التوترات والعواطف المتداخلة في كل لحظة.
العرض أكثر من مجرد مناسبة فنية، بل احتفاء بالجمال والابتكار، يعكس طموح دبي أوبرا في تقديم عروض رفيعة المستوى تلامس الوجدان وتوسّع آفاق الجمهور الفني في المنطقة. وفي هذا السياق، عبّر باولو بيتروشيللي، رئيس دبي أوبرا، عن فخره بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن "كارمينا بورانا" تجسيد حقيقي للتميز الفني الذي تسعى إليه المؤسسة.
لمن حضر العرض، سيبقى محفورًا في الذاكرة كأحد أبرز اللحظات الفنية في روزنامة دبي الثقافية. فبكل ما حمله من إبداع، شغف، وجمال، أعاد "كارمينا بورانا - الباليه" تعريف التجربة المسرحية الكلاسيكية، وأثبت أن الفن الحقيقي قادر على عبور الحدود وملامسة الأرواح.
