أجمل وجهات السياحة في ليتشي لعطلة ايطالية ساحرة بواسطة AXP Photography

السياحة في ليتشي إيطاليا: وجهة سياحية ساحرة في قلب الجنوب الإيطالي

 عبير شرارة

السياحة في ليتشي هذا الصيف تحمل تجربة مختلفة عن أي وجهة تقليدية، فهي ليست مجرد مدينة هادئة في جنوب إيطاليا، بل وجهة تاريخية وثقافية تنبض بتاريخها وعمارتها وأجوائها المحلية.

ومع حلول الصيف تزداد السياحة في ليتشي ليتشي إشراقًا وتصبح خيارًا مثاليًا لمحبي السفر بلمسة ثقافية وشاعرية، فهي مدينة تمنحك مناخًا مثاليًا للاستكشاف اذا كنتِ من عشاق العطلات الرومانسية والوجهات غير المشهورة.

ونستعرض اليوم مجموعة من أبرز وجهات السفر والسياحة في ليتشي التي لا يمكن تفويتها، للاستمتاع بعطلة متفردة في ذكرياتها وأثرها الثقافي.

ساحة ديل دومو

ساحة ديل دومو أهم وجهة للسياحة في ليتشي بواسطة the Archive Team
ساحة ديل دومو أهم وجهة للسياحة في ليتشي بواسطة the Archive Team

ساحة بيازا ديل دومو أول نقطة سياحية يجب زيارتها في مدينة ليتشي، وتتميز هذه الساحة الباروكية بأنها محاطة بالمباني من جميع الجهات وهو ما يمنحها شعورًا بالخصوصية والسكينة، وفي مركز الساحة توجد كاتدرائية ليتشي ويحيط بها القصر الأسقفي والمعهد الديني وبرج الجرس العالي الذي يمكن رؤيته من أنحاء متعددة في المدينة، وقد صُممت الساحة بواسطة المعماري جوزيبي زيمبالو الذي أظهر من خلالها أسلوب المدينة المعماري المميز عبر تفاصيل الحجر المنحوت وبنيته الدافئة التي تزداد إشراقًا مع ضوء المساء.

كنيسة سانتا كروتشي

كنيسة سانتا كروتشي من رموز السياحة في ليتشي بواسطة acediscovery
كنيسة سانتا كروتشي من رموز السياحة في ليتشي بواسطة acediscovery

تُعد كنيسة سانتا كروتشي أبرز معالم السياحة في ليتشي وقد استغرق بناؤها أكثر من قرنين، وهو ما يعكس مدى تفردها المعماري، وتلفت الواجهة الأنظار بتفاصيلها الغنية التي تضم كائنات خيالية وملائكة وزخارف نباتية جميعها منحوته في الحجر، وعند الدخول إلى الكنيسة تتبدل الأجواء إلى طابع أكثر هدوءًا حيث النوافذ الجانبية والمذابح تتألق في تناغم باروكي أخاذ، وتزين الجدران أعمال فنية خشبية ولوحات دينية وألوان مذهبة، وتشكل زيارة الكنيسة فرصة للاطلاع على إبداعات فنية تعبّر عن ذروة الحرفية المعمارية في ليتشي.

المدرج الروماني

المدرج الروماني بواسطة Velvet
المدرج الروماني بواسطة Velvet

يروي المدرج الروماني الواقع في ساحة سانت أورونزو حكاية من الزمن الإمبراطوري، وقد تم الكشف عنه في أوائل القرن العشرين، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي ويحتفظ حتى اليوم بهيئته نصف المكشوفة التي تكشف عن المقاعد نصف الدائرية والغرف السفلية وأجزاء من أرضية الساحة التي شهدت مواجهات بين المصارعين، وتشير التقديرات إلى أن المدرج كان يستوعب نحو 25 ألف متفرج وهو رقم لافت بالنظر إلى حجم المدينة الحالي.

ويقع الموقع الأثري وسط الساحة الحديثة المحاطة بالمقاهي والنشاطات اليومية، وعند الوقوف بجوار عمود القديس أورونزو تتجلى طبقات الزمن التي مرت على المدينة حيث تلتقي العمارة الرومانية بالباروكية في مشهد ساحر، مما يجعله من أهم وجهات السياحة في ليتشي.

قلعة كارلوس الخامس

قلعة كارلوس الخامس بواسطة Sergio Spolti
قلعة كارلوس الخامس بواسطة Sergio Spolti

بُنيت قلعة كارلوس الخامس في القرن السادس عشر بأمر من الإمبراطور كارلوس الخامس، وكانت الغاية منها حماية المدينة من الهجمات العثمانية وهو ما يظهر في تصميمها الدفاعي المحاط بخندق وبروج متينة، إلا أن القلعة لم تكتف بأداء دورها العسكري بل تحوّلت لاحقًا إلى مقر أرستقراطي واحتفظت بتفاصيل معمارية تجمع بين القوة والفخامة.

وحاليًا تستخدم القلعة كمركز ثقافي يقام فيه عدد من المعارض الفنية والعروض الفوتوغرافية والمناسبات الموسيقية، ويمكن التجول داخل ساحاتها الداخلية والممرات الحجرية والأنفاق السفلية التي كانت تستخدم في السابق من قبل الجنود والمعتقلين.

كنيسة القديسين نيكولو وكاتالدو

تقع كنيسة القديسين نيكولو وكاتالدو بالقرب من المقبرة الرئيسية في ليتشي، وتُعد من أقدم المعالم الدينية في المدينة، وقد تأسست في عام 1180 خلال حكم الملك النورماني تانكريد وكانت في بداياتها تحمل طابعًا رومانيسكيًا قوطياً، ثم أضيفت إليها لاحقًا عناصر باروكية.

وتلفت الواجهة الأنظار عبر نافذتها الوردية وأقواسها المدببة، وهو ما يمنحها طابعًا مهيبًا ينسجم مع محيطها الهادئ، وعند الدخول يمكن ملاحظة الفسيفساء القديمة والمذابح الرخامية والرموز الدينية التي تملأ المكان.

بوابة نابولي

بوابة نابولي بواسطة Bernard Gagnon
بوابة نابولي بواسطة Bernard Gagnon

تُعد بوابة نابولي الأوسع والأكثر تميزاً بين بوابات ليتشي الثلاث المتبقية ومن أهم وجهات السياحة في ليتشي، حيث كانت في الماضي المدخل الرئيسي للطريق المؤدي إلى نابولي، وقد شُيّدت عام 1548 تكريماً للإمبراطور كارلوس الخامس وتعكس بتصميمها المستوحى من الأقواس الرومانية المنتصرة جانباً من رموز القوة الإمبراطورية والدقة المعمارية في عصرها، ويبرز طابعها الكلاسيكي من خلال الأعمدة الدورية والزخرفة الهندسية البسيطة التي تشكل تبايناً بصرياً واضحاً مع الطابع الباروكي السائد في المدينة.

متحف فاجيانو

في أحد أزقة ليتشي القديمة يقع متحف فاجيانو الذي يحمل قصة استثنائية، فبينما كان مالك المنزل يقوم بأعمال تجديد في الحمام عام 2001 ظهرت مفاجآت لم تكن في الحسبان، حيث انكشفت طبقات تاريخية تعود لأكثر من ألفي عام، من صهاريج رومانية إلى سراديب دفن من العصور الوسطى وأنفاق غامضة يُعتقد أن فرسان الهيكل استخدموها، وتحوّل المكان تدريجياً إلى متحف خاص يوثّق تسلسل العصور فوق بعضها البعض.

ويمتاز المتحف بأجوائه العفوية وبتجربة استكشاف تشبه المغامرة حيث يمكن التجول بين الغرف البسيطة التي ما زالت تحتفظ بجدرانها المكشوفة وفتحاتها الأصلية، وتوجد لافتات مكتوبة بخط اليد تشرح التفاصيل لتتضح الصورة المعقدة لتاريخ المدينة.

حديقة فيلا كوميوناله في ليتشي

حديقة فيلا كوميوناله في ليتشي بواسطة Litologico
حديقة فيلا كوميوناله في ليتشي بواسطة Litologico

وسط طابع المدينة الحجري والصروح المعمارية تقدم حديقة فيلا كوميوناله مساحة هادئة للراحة والتأمل، وتقع هذه الحديقة العامة التي تعود إلى القرن التاسع عشر خارج أسوار المدينة القديمة مباشرة وتُعد مقصداً يومياً لسكان ليتشي من مختلف الأعمار، وتمتاز بممراتها المنظمة ونوافيرها ومقاعدها التي توفر ملاذاً من صخب الشوارع المجاورة.

وتتوزع في أرجاء الحديقة نباتات نادرة وأشجار وأزهار موسمية، مما يمنح المكان طابعاً متجدداً مع تغير الفصول، ويمكن للعائلات الاستمتاع بنزهة بسيطة إلى جانب كبار السن الذين يستمتعون بأحاديث هادئة تحت الشمس، كما تقام في بعض المواسم عدد من الفعاليات الثقافية والعروض الموسيقية.

بوابة روديا

بوابة روديا بواسطة  Bernard Gagnon
بوابة روديا بواسطة  Bernard Gagnon

تُعد بوابة روديا الأقدم بين بوابات المدينة الثلاث إذ كانت في السابق المدخل الرئيسي نحو مدينة روديا القديمة التي تُعد النواة الأصلية لليتشي، وأُعيد تشييدها في القرن الثامن عشر على أسس قديمة وتتميز بقوس واسع يتوسطه أعمدة جانبية تعلوها تماثيل لقديسين محليين، من بينهم القديس أورونزو، وتقع البوابة في الجهة الغربية للمدينة القديمة.

أما المنطقة المحيطة بها فقد تحولت إلى حي نابض بالحياة يضم مقاهي صغيرة ومحلات حرفية وجاليريهات فنية تعكس روح المدينة الإبداعية، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف المدينة سيراً على الأقدام.

كاتدرائية مريم العذراء والقديس أورونزو

تقع كاتدرائية مريم العذراء والقديس أورونزو في قلب ساحة الدومو وتحمل قيمة دينية وتاريخية كبيرة كونها مكرسة لقديسي المدينة الأساسيين، وشُيّدت في الأصل خلال القرن الثاني عشر ثم أعيد تصميمها لاحقاً على يد المعماري جوزيبي زيمبالو بأسلوب باروكي يعكس التوازن بين الفخامة والوقار، وتتميز الكاتدرائية بواجهتين إحداهما مزخرفة ومخصصة للمناسبات، والأخرى أكثر بساطة وتطل على الممر الجانبي.

وفي الداخل تتألق الكاتدرائية بتفاصيل فنية غنية حيث تضم أسقف خشبية محفورة ومذابح مزيّنة بالذهب ولوحات فنية تمتد على مدى قرون تعبر عن تنوع المدارس الفنية في المدينة.

قصر تشيليستيني

قصر تشيليستيني من أجمل وجهات السياحة في ليتشي بواسطة Bernard Gagnon
قصر تشيليستيني من أجمل وجهات السياحة في ليتشي بواسطة Bernard Gagnon

مجاوراً لكنيسة سانتا كروتشي يبرز قصر تشيليستيني كمثال على تطويع الطراز الباروكي لخدمة الأغراض المدنية، وبدأ تاريخه كدير للرهبان ثم تحول لاحقاً إلى مقر إداري لحكومة الإقليم، وتتميز واجهته بتناغم نوافذها وأعمدتها التي تمنح المبنى أناقة رصينة، وتشكل امتداداً بصرياً مكملاً لجمال الكنيسة المجاورة، ورغم أن الجزء الداخلي من القصر لا يُفتح باستمرار أمام الزوار إلا أن واجهته والحديقة الصغيرة الملحقة به تشكلان نقطة جذب للمتجولين في قلب المدينة.

كنيسة سان ماتيو

كنيسة سان ماتيو بواسطة Lupiae
كنيسة سان ماتيو بواسطة Lupiae

تختلف كنيسة سان ماتيو عن بقية كنائس ليتشي من خلال واجهتها المنحنية، وهي سمة نادرة في الطراز الباروكي المحلي، وصُممت في أواخر القرن السابع عشر بواسطة زيمبالو وتجمع بين المرح البصري والجرأة المعمارية، حيث يُضفي استخدام نوعين مختلفين من الحجارة تبايناً لافتاً على تفاصيل الواجهة، ورغم حجمها الصغير نسبياً إلا أنها تجذب عشاق التصوير والتصميم بفضل طابعها المميز.

دير سانتا ماريا دي تشيرّاتي

دير سانتا ماريا دي تشيرّاتي بواسطة Colar
دير سانتا ماريا دي تشيرّاتي بواسطة Colar 

على أطراف مدينة ليتشي يمتد دير سانتا ماريا دي تشيرّاتي وسط بساتين الزيتون، مشكلاً نقطة تواصل بين الطابع الريفي والتاريخ الديني لمنطقة بوليا، ويعود تأسيس الدير إلى القرن الثاني عشر وكان مركزاً نشطاً للرهبان الباسيليين الذين جمعوا بين الزراعة والعبادة، وتُظهر واجهته البسيطة تفاصيل معمارية تتقاطع فيها التأثيرات البيزنطية والنورمانية، أبرزها النوافذ المقوسة والوردية البارزة.

ويمكن للزوار التجول بين الكنيسة والأديرة الصغيرة، والتعرف من خلال المعروضات على جوانب من حياة الرهبان والزراعة في العصور الوسطى.