
رائدة الأعمال رومي نصار لـ "هي": أعشق السبعينات بجنون وأعشق شريهان
تزامنًا م تعاون مجلة هي مع قمة AMUSED للموضة المستدامة في شهر أبريل الماضي، حرصت "هي" على أن تكون جزءًا من هذا الحوار المهم حول مستقبل الأزياء المسؤولة، نسلّط الضوء على شخصيات ملهمة تؤمن بمبادئ الاستدامة بجدّية... وأناقة. من بين هذه الأسماء، تبرز رومي نصّاركوجه معبّر عن ذوق واعٍ وشغف نادر بالقطع التي تجمع بين الجمال، الندرة، والهوية.

رومي ليست فقط متذوقة للأشياء الجميلة، بل مؤمنة بأن لكل تفصيلة صغيرة القدرة على التعبير والتأثير والتغيير. في عالمها، يُصبح الفينتج خيارًا واعيًا لا مجرد تفضيل جمالي، بل أسلوب حياة يحتفي بالماضي وينظر للمستقبل بمسؤولية.
إليك تفاصيل اللقاء الخاص مع رائدة الأعمال عارضة الأزياء المؤثرة في مجال الموضة المستدامة رومي نصّار…
كيف تعرّفين نفسك اليوم؟ وما هو دورك في عالم الموضة؟
أنا أعلّم نفسي بنفسي. أقرأ، أبحث، وأتعلم من كل تجربة. لا أعتبر نفسي خبيرة، لكن أرى نفسي مصدر إلهام لمن يريد التعبير عن تفرده في هذا المجال.

ما الذي يجذبك أكثر في عالم الفنتج؟
الروح. أعشق أن أرتدي ذاكرة، لا مجرد موضة. التصميم والجودة مهمان، لكنني أبحث عن من ارتدى القطعة، وأين كانت، وماذا رأت... ما يجذبني حقًا هو الروح. التصميم مهم، والجودة ثمينة، لكن أكثر ما يؤثر فيني هو التاريخ الخفي وراء القطعة: من ارتداها؟ أين كانت؟ ماذا عاصرت؟ أحب أن أرتدي ذاكرة، لا مجرد موضة
أصبح هناك خوف حقيقي عند المصممين من الجماليات والقصات. أنا أعمل في مجال الموضة لكن لا امتلك قياسات عارضة أزياء تقليدية، ولاحظت أن معظم التصاميم اليوم لا تأخذ الجسد بعين الاعتبار بالشكل الدقيق. أي قطعة فنتج أجربها، تناسبني كأنها مصمّمة خصيصاً لي، وتبرز الجسد بأجمل شكل. الأزياء اليوم تُصنع لأجسام غير واقعية أشبه بكونها مقاسات صناعية قياساتها لا بتشبه جسم الإنسان الطبيعي أبداً, حتى المسافة بين الخصر والورك فيها خلل تقليدي معروف!

هل هناك لحظة معيّنة أو قطعة خاصة شكّلت بداية علاقتك مع موضة الفنتج؟
بدأت رحلتي مع موضة الفنتج من إحساس داخلي بالانتماء إلى زمن لم أعشه جسديًا، لكنني شعرت به في روحي. لم تكن لحظة واحدة، بل سلسلة من مشاعر الحنين والانجذاب نحو تفاصيل قديمة تحمل عمقًا لا أجده في الموضة المعاصرة...
ما أول قطعة فنتج توارثتها من عائلتك؟
أول قطعة كانت عقدًا ذهبيًا من والدتي، يعود لفترة السبعينات. يحمل رائحتها، وكل ما كانت عليه في شبابها... كما أهداني والدي بيانو أثري فرنسي من Louis Benoit يعود للقرن التاسع عشر.
هل هناك حقبة زمنية تشعرين بأنها الأقرب لك؟
أعشق السبعينات بجنون. تلك الحقبة تجمع بين الرقيّ والتمرّد، الأنوثة الحرّة والخيال المفتوح. أحب الأسلوب البوهيمي الممزوج بالفخامة، والتفاصيل التي تحكي عن امرأة جريئة وناعمة في آنٍ معًا. وأعشق شريهان! بالنسبة لي، كانت التجسيد الكامل للأنوثة الغامضة والجاذبية المغناطيسية. كانت إطلالاتها مزيج ساحرمن الغموض والدلال، بعيون مرسومة بالكحل الدراماتيكي، وشعر كثيف مموّج، وتصاميم تحتضن الجسد بأناقة وجُرأة في آنٍ واحد. في فوازير رمضان كانت تخطف الأنفاس بإطلالات مسرحية جذّابة، دائماً مشبعة بطاقة أنثوية آسرة وبهالة من السحر. أسلوبها كان مستلهماً من هوليوود القديمة، الفولكلور المصري، ووهج الديسكو، مما جعلها أيقونة خالدة للطاقة الفاتنة في الثقافة العربية!
كيف ترين تقبّل العالم العربي لموضة الفنتج اليوم؟
ألاحظ تغيّراً كبيراً في النظرة نحو الفنتج في العالم العربي، خاصة في ٢٠٢٥. الجيل الجديد أصبح أكثر وعيًا، يبحث عن المعنى وراء الأزياء، ويقدّر الاستدامة والهوية. نرى اليوم تزايد في الإقبال على القطع التي تحكي قصة، والتي تعبّر عن الذات بشكل فردي وخارج الإطار التجاري السريع. الفنتج لم يعد “موضة قديمة”، بل أصبح مرآة لوعي جديد وجمال متجدّد كثيو من عملائي من دبي، مصر، والسعودية، سمعت من زملائي في المجال إن متجري كان معروف وكان على لسان الكثيرين!
ما نصيحتك لمن يريد الدخول في عالم الفينتج وارتداءها؟
ابدأ بالاستماع إلى إحساسك. اختر القطع التي تلامسك وادمج الفنتج مع قطع معاصرة بأسلوبك الخاص، واجعل من كل إطلالة رسالة عنك. الفنتج لا يعني فقط العودة إلى الماضي، بل يعني أن ترتدي شيئاً لا يشبه أحداً غيرك.

شاركينا قصة قطعة مفضلة تملكينها تعكس روح الاستدامة والهوية؟
شنطة Vivienne Westwood المصنوعة من الفينيل… عندي هوس بالقماش اللامع مثل الفينيل، ملمسه ولمعته يمنحونني إحساس قوي وغامض. أحب اللوغو الكبير، فيه جرأة وحضور، خاصة عندما يكون على شنطة بحجم كبير… بالنسبة لي، الحقائب الكبيرة دايماً تكون بيان صريح!
القطع الفنتج دايماً فيها أصالة . أصبحت اليوم كل القطع تشبه بعض … كأننا نعيش في عصر النسخ والتكرار. على عكس القطعة الفنتج التي تحكي عنك مليون قصة، وبتحمل هوية وروح. أن تعيدي الحياة لقطعة قديمة وكأنك تمنحينها معنى جديد بوجودك فكرة رائعة بحد ذاتها!

كيف تربطين بين الموضة والحنين إلى الماضي “نوستولجيا”؟ وهل ترين أن الموضة القديمة خيار أكثر وعيًا وأخلاقًا؟ وهل تلعب المشاعر دورًا في طريقة تنسيقك للقطع؟
النوستولجيا بالنسبة لي ليست هروباً، بل عودة إلى شيء جوهري. في الموضة القديمة أجد صدقًا افتقده في السرعة المعاصرة. نعم، هي خيار أكثر وعيًا وأخلاقًا، لأنها تحتفي بما هو موجود بدلاً من إنتاج المزيد. المشاعر عندي هي البوصلة. أختار وأنسّق بناءً على ما أشعر به، لا ما يُملى عليّ. لا أحب كلمة ‘ترند’ولا أؤمن ولا ارتبط بها… لا أحتاج إلى هذا النوع من التوجيه بحياتي، عندي رأيي الخاص، وهذا الشي ينطبق على أسلوبي في تنسيق الأزياء. الأزياء ليست زي موحد وأفضل أن أكون متفردة ولا أتبع الصيحات. عندي قاعدة: لا أسمح للثياب أن ترتديني بل، أنا التي أرتديها. الحضور الحقيقي لا ينسى، الأزياء ما هي إلا كماليات للحضور الطاغي… أتمنى أن أرى أصالة أكثر، ونسخ أقل
كيف تخلق قطع الفنتج توازن في زمن الموضة السريعة؟
الفينتج يُبطئ الإيقاع ويعيدنا للتأمل والاختيار والتقدير. في عالم السرعة، هو فعل مقاومة ناعم...

ما الذي تتمنين رؤيته ومعاصرته في مستقبل الفينتج؟
أن يُحتفى به كعمل فني، لا كخيار بديل. أتمنى أن يدخل المؤسسات والمعاهد ويُفهم كذاكرة وهوية وثقافة...
هل لك أن تشاركينا قطع أساسية تلهم أسلوبك؟
حذاء Valentino Slingback أعشق هذا الحذاء لأنه يشبهني. يمكنني انتعاله مع إطلالة بسيطة أو أنيقة، لكنه دوما يعبّر عن شخصيتي. تصميم كلاسيكي يحمل في طيّاته جرأة غير متوقعة.. تماما كما أحب.
عطر Cuir Beluga من Guerlainليس مجرد عطر، هو جزء من روتيني اليومي، عطر ساحر وناعم. في أول لحظة استخدمته شعرت بإحساس الفخامة.

أحمر شفاه من ISAMAYA لون Pantomime
أحب اللمعة الخفيفة على الشفاه، تلك التي توحي بأنك خرجت للتو من حملة إعلانية من زمن جميل. فيه لمسة من الجرأة والنوستالجيا.. من دون أي مجهود.

قلادة من Souleiado من التسعينات
قطعة من أرشيفي الشخصي من توقيع Stephanie Series، أحبها لأنها تبدو كأنها تحمل سرا، فتصميمها القوي بوجوه الثيران المتشابكة يوحي بالحكاية والأمان بطريقة فنية ولافتة.
حقيبة Lady Dior x Olga Totus ما زالت عن في قائمة أمنياتي
ليست مجرد حقيبة، بل هي عمل فني متكامل. أحب فيها المزج بين المخمل والتفاصيل المستوحاة من المسرح كأنها قطعة من عرض مسرحي كلاسيكي تحمل قوة ناعمة ورومانسية عميقة.
حذاء FolieFoliage من Valentino
أبحث دوما عن التناقضات التي تتحوّل إلى انسجام. هذا الحذاء يجمع بين الجلد والمخمل، بين الأناقة والدهشة، والكعب الأحمر، أكثر تفصيل حسّي ارتديته يوما.

حقيبة Prada Galleria مزينة بالريش
أنا مهووسة بهذه الحقيبة، فهي تزين أي إطلالة، وتمنحني إحساسا بالثقافة والرقي. حاليا أرغب في تنسيقها مع قطعة مزينة بالريش، لأن التفاصيل تصنع الفرق.
قطعة خزفية من Shishi San
حين أمتلك منزلي الأول، أول ما سأقتنيه هو فازات من أعمال هذه الفنانة الصينية. أحب فنون الشرق، وألوانها، وملمسها. أعمالها فيها خفة وأناقة تشبه أحلام الطفولة.
علامة MTOF الإيطالية
أُعجبت كثيرا بهذه العلامة الجديدة. فيها حرفية حقيقية، وجمال خالد. تصاميمها تمزج بين الفن والبساطة، وتُشعرك بأنك أمام قطعة صنعت لتبقى.
