خاص "هي" ـ مسلسل "فرانكلين".. عندما تصبح ورقة الـ100 دولار سببا للحياة أو الموت!
أيام قليلة تفصل الجمهور عن انطلاق عرض مسلسل "فرانكلين" على شبكة نتفليكس، والذي يعد أحد الأعمال اللبنانية المنتظرة في منتصف مايو، ويجمع النجمة دانييلا رحمة ومحمد الأحمد في تجربة درامية مشوقة تمزج بين الجريمة، والحب، والتاريخ العائلي المليء بالتعقيد، في إطار يتنقل بين واقعية مشدودة الأحداث، ورحلة نفسية تحمل الكثير من التفاصيل حول عالم العملة الورقية الأمريكية الأشهر لفئة الـ100 دولار، التي تحمل وجه بنيامين فرانكلين، والتي تصبح حجر الأساس الذي يحدد حياة وموت جميع شخصيات العمل، لا سيما أنها باتت الهدف الوحيد الذي يسعى الجميع للوصول إليه.
آدم بين موهبة التزوير وإرث العائلة
الحلقات الأولى من مسلسل "فرانكلين"، من الطبيعي أن تنجح في جذب المشاهدين، للدائرة المغلقة التي يواجهه البطل الرئيسي آدم "محمد الأحمد"، الذي يصارع خيارات محدودة، وماض صعب، ومستقبل مهدد، فآدم صاحب الموهبة الفريدة في تزوير العملات، وتحديدا ورقة "فرانكلين"، التي بدأت منذ الطفولة وسط بيئة غير مستقرة، وتأثر بشدة بوالده صاحب الماضي المرتبط بعالم الجريمة ولكن وفق شروط خاصة جدا، حيث يحاول الابن السير على نفس الخطى حتى مع رجال العصابات الذين يتعاملون معه، آدم شخصية جرى التمهيد لها من قبل كاتبة السيناريو شيرين خوري كفنان استثنائي ورسام منذ نعومة أظافره، يحمل تناقضات كل ما عاشه من أزمات عاطفية وعائلية، وصراع بين الخير والشر، وهذا ما ظهر بوضوح من خلال كل مشهد يتصدره ويسعى فيه للخروج من كل ما يحيط به.
حصار نفسي وسط ماض قاسي
يتعمق المسلسل في أبعاد ماضي آدم من خلال شخصية والده منير الضبع " فايز زقاق"، الرجل الذي حاول أن يبني إمبراطوريته في عالم التزوير بشروطه الأخلاقية الخاصة، والذي يواجه الموت، لكن يظل ابنه آدم محافظا على أمل إنقاذه، وسط ضغوط هائلة تسيطر على سير حياته بداية من وضع ابنته الوحيدة يارا، وضغوط الحياة، فلم يعد البطل يكتف بعمليات تزوير محدودة، فلجأ إلى مشروعه الكبير "فرانكلين" وهنا يتطور التشويق إلى أبعاد مختلفة تماما، تعلو بالدراما وتثير الحماس، إذ تعيده أفكاره إلى الماضي، وكيف كان بإمكانه أن يمتلك المستقبل، لكنه تخلى عنه في المحطة الأخيرة، وكذلك عن السيدة التي أحبها، لتزداد التعقيدات النفسية والأسرية التي يعاني منها البطل.
تقاطعات درامية بين العاطفة والعائلة
حلقات مسلسل "فرانكلين" تحمل قدرا كبيرا من التقاطعات الدرامية التي مهدت لمجموعة من الأحداث التي تخدم خطاً دراميا أكبر، وهو حصار آدم لتنفيذ مشروع ضخم لتزوير العملة، لكن تحت وطأة العديد من الضغوط التي كان يستعد لبعضها، والتي لم يكن يدرك أبعادها، نجد آدم محاصرا بعودة "الهاشم"، مستندا إلى ماضيه مع الضبع، والد آدم، وتاريخهما الذي يجهله الابن، لكنه يتسبب في الكثير من الأزمات غير المتوقعة، ليثير التساؤلات حول الطرق التي سيتبعها الهاشم من أجل إجبار آدم، وكذلك الانتقام من والده، وهل يرضخ آدم للضغوط، وهنا يجب الإشارة إلى محمد الأحمد الذي يظهر أتزانا ملفتا في أداء شخصية آدم، الرجل المحاصر، والمتعب بين اختبارات الماضي، واختيارات المستقبل، ليضيف بعدا إنسانيا مؤثرا يتطور مع كل حلقة من حلقات المسلسل.
بينما تظهر، بعد سنوات من الاختفاء، يوليا "دانييلا رحمة"، الشخصية التي تحمل قدرا كبيرا من الرمادية، بعدما غرقت في عالم عمليات النصب والاحتيال، لكنها أيضا تعود مطاردة بعد خطأ ارتكبته، ومهددة، ليظهر والدها كمنقذ، لكن يبدو أن علاقتهما مليئة بالأسرار، والتمرد من قبل الابنة على أبيها، مما يضيف حالة غموض وتعقيدا درامي إضافي، ينبني على خطط عودتها كذلك للتزوير، لاسيما أنها تمتلك سجلا حافلا، مما يشير إلى احتمالية لقاء الثنائي يوليا وآدم، والتورط في مستنقع من الأزمات النفسية والعائلية التي كانت سببا في وصولهما إلى هذا الطريق محدود الاختيارات، ومع كل مشهد في الحلقات الأولى من "فرانكلين"، يظل التساؤل، حول من أوصل يوليا إلى هذا الطريق، وهل لعب الحب دورا في تدمير حياتها، وكيف سوف تواجه ما ينتظرها، وهنا يظهر أداء دانييلا رحمة الذي ينبئ بكيمياء استثنائية قد تجمعها مع محمد الأحمد.
خطوط المسلسل تتشابك كذلك وتقدم قصة من الجهة الأخرى، تظهر مع زين "طوني عيسى"، ضابط الشرطة الواثق والأكثر صلبة في الوصول لأهدافه، والذي يتعقب شبكات التزوير، لكن هناك الكثير من الأسرار حوله، كما أنه باحث أيضا عن إجابات للعديد من التساؤلات، في وقت يواجه تواجدا عائليا مؤثرا، لاسيما أن هناك شخصيات تظهر وتعطي العديد من التلميحات التي تصبح في لحظة محرك لجميع الأحداث وتحديدا في الحلقات الأولى.
مسلسل "فرانكلين"، بعيدا عن التشويق الذي يسيطر على حلقاته، وتحديدا فيما يخص عالم تزوير العملة، والمواجهات المستمرة، ورجال الشرطة، لكنه يقدم بشكل واضح صورة من الصراعات العائلية، في سردية مثيرة، حول مستقبل كل شخصية في المسلسل، ليس فقط من ناحية عمله في التزوير أو كرجل عصابات أو رجل شرطة، بل أيضا فيما يخص مستقبل عائلة كل فرد منهم، وهو ما يجعل العمل مليئا بالمفاجآت منذ حلقاته الأولى، لا سيما بعدما نجح زين في بعض عمليات التعقب بشكل ملحوظ، ووصل إلى شخصيات غير متوقعة.
ماذا يخفي مسلسل "فرانكلين" في 6 حلقات جديدة؟
كل تلك التفاصيل تضعنا أمام مجموعة من التساؤلات حول القرار الذي سوف يتخذه كل من آدم ويوليا، ومستقبل علاقتهما، والمواجهة المرتقبة بين الابن المزور والضابط، والحقائق الغائبة التي لم يكشف عنها بعد، والتي سوف تجيب عنه حلقات المسلسل بشكل أوضح وأشمل، كل هذا يجعل مسلسل "فرانكلين" عملا قادراً على جذب اهتمام الجمهور منذ المشهد الأول وحتى الحلقة السادسة، حيث أن العمل ينتمي لفئة المسلسلات المحدودة على نتفليكس، وينطلق عرضه في 15 مايو، وهو من إخراج حسين المنباوي، وبطولة كوكبة من النجوم: دانييلا رحمة، محمد الأحمد، طوني عيسى، فايز قزق، جورج شلهوب، يوسف حداد، بيار داغر، وسام صليبا، سمارة نهرا، سانديبل خشاب، كارلا كشيشيان وغيرهم.
