أحلام بيضاء على منصة برشلونة... جولة على أبرز صيحات الزفاف لعام 2026

اختتم أسبوع برشلونة لأزياء العروس الفاخرة فعاليته كنافذة للإبداع الأسباني على العالم، مطلقاً إطلالات زفاف ربيع وصيف 2026 بين أروقة مدينة برشلونة النابضة بالأناقة والجمال. واستعرض المصممون الأناقة المتوسطية، الحِرَفية العالية، والانسيابية الأنثوية التي تميّز المدرسة الإسبانية في تصميم فساتين الزفاف.

وحمل الأسبوع رسائل معنوية قيّمة، أبرزها الاحتفاء بالعروس في مراحل حياتها كافية. بعيدًا عن الصور النمطية التي طالما قيّدت صورة العروس في عمر محدّد أو قالب جسدي واحد، جاءت العروض هذا العام لتكرّس مفهوم التنوّع بكل أشكاله.

فقد انطلقت فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الموضة العرائسية برسالة مؤثرة حملت روحاً داعمة؛ وتألقت المنصات بتصاميم مخصصة للعروس العشرينية التي تبحث عن الرومانسية الحالمة، والعروس الثلاثينية الناضجة في اختياراتها، وحتى العروس الخمسينية التي لا تزال تؤمن بأنّ لكل قصة حب أناقة تستحق الاحتفاء. أمّا في اليوم الأول من الفعالية، فتحوّلت المدينة الكاتالونية إلى مسرح ينقل إبداعات رومانسية. فتألقت منصات العرض بتصاميم تأسر الأنظار، وانطلقت إطلالات مستوحاة من الشعر وأجواء الشرق الأوسط والأنوثة الأصيلة والفن المعماري. وجاءت التصاميم كقصائد حيّة تنبض بالأناقة والرقي، تحمل بين طيّاتها وعدًا لعروس تبحث عن التفرّد والتميّز.

وما زاد هذا الأسبوع تألقًا، هو الرسالة العميقة التي وجّهها إلى العالم في الختام: رسالة تقدير للنِعم الطبيعية ودعوة صادقة لحماية كوكب الأرض. فقد اختار المصممون أن تكون مجموعاتهم انعكاسًا لوعي جديد، حيث استعانوا بأقمشة عضوية صديقة للبيئة، مستخرجة من مصادر مستدامة تحترم دورة الحياة الطبيعية.

فلنستعرض أبرز اتجاهات إطلالات زفاف ربيع وصيف 2026  التي انطلقت من أسبوع برشلونة العرائسي، والتي أتت مستوحاة من المعايير أعلاه.

بين خفة التول ورقة الدانتيل... عروس 2026 تتألق بشفافية حالمة

هذا الموسم انطلقت إطلالات زفاف ربيع وصيف 2026 لتناجي العروس الشفافة والجريئة والمعاصرة. فقد ظهرت العروس بأقمشة انسيابية يتخللها التول والدانتيل اللذين تداخلا بشكل ساحر على قوام العارضات. وانطلقت الاتجاهات الجديدة لفساتين الزفاف، بمثابة قصيدة تُجسّد التناغم بين التقليد والابتكار، بين البوهو والأزياء الراقية.

وإذ أكدت التصاميم على أنه لا تطوّر بدون جذور، ولا حداثة بدون تراث حرفي، مزجت إطلالات الزفاف بين التول المرسوم يدويًا، وحرير الميكادو، ودانتيل شانتيلي، ودانتيل كاليه، والزهور المحفوظة، والحرير، ودانتيل القطن، والكروشيه، والطيات، والتقنيات العريقة، مُحتفيةً بالجمال الأنثوي الإبداعي. أمّا القصات الشفافة، فأتت معظمها بتصاميم ضيّقة تضمنت الكشكشة والطيّات والأنماط المكشوفة التي كشفت عن أنوثة فائقة ورومانسية حالمة، فيما ظهرت الزخارف الناعمة لتغطي قوام العروس.

وتركزت إطلالات الزفاف على الفساتين الجريئة وغير التقليدية،  وتحدت التصاميم الجماليات الكلاسيكية للأزياء الخاصة بالعروس، حيث قدمت منظورًا جديدًا للعرايس اللاتي يبحثن عن التميز والجرأة في ملابسهن. وتميّزت العروض بخطوطها غير التقليدية، ونهجها الجريء من خلال  تتبنى التماثل غير المتناظر، والأقمشة غير المتوقعة والصديقة للبيئة.

كل تصميم كان متوفراً على منصة برشلونة، في مشهد حرّ ومتمرّد يناجي العروس العصرية ويطلق شخصيتها الفريدة. فحضرت أكمام جوليت وتصاميم الكشكشة وأنماط الريش والأكسسوارات الغريبة. أمّا الأقمشة، فظهرت بتداخل ساحر بين الدانتيل والتول والكريب وحرير الميكادو في لوحة فنيّة مشبعة بالأناقة.

زهور مطرّزة على خيوط الحلم... عروس 2026 تتفتّح على منصة برشلونة

كما كل استحقاق على صعيد الموضة، لم تغب تطريزات الورود عن المشهد العرائسي. واندثرت الورود على منصة برشلونة فحولتها إلى مسرح ينبض بالفن والزهور.  وكعادتها، خرجت تصاميم ميلا نوفا عن الصندوق وأتحفتنا بإطلالات زفاف استثنائية ومشبعة بالأنماط المعقدة والحديثة. من الطيّات إلى الفيونكات والأوشحة، تفرّدت الدار الأوكرانية برواية قصة العروس، لتبرز الجزء الأكثر جرأة في شخصيتها. بين معالم الأنوثة الجريئة والإثارة الصارخة، انطلقت فساتين زفاف ربيع وصيف لعام 2026، لتكشف االنقاب عن عروس مميّزة، لا تشبه غيرها.

أمّا "موريلي نيويورك"، فقد أعادت تصوّر مفهوم أزياء الزفاف الراقية لموسم ربيع وصيف 2026، من خلال رؤيةٍ تجمع بين الجمال والقوة والإلهام الإلهي. وانطلقت مجموعة  الآلهة على منصة برشلونة  بتطريزات الورود وبإلهام من مديرة التصميم جيوي كيم التي انضمت إلى الدار عام 2024. وتسعى كيم إلى إدخال حقبة جديدة من الابتكار والأناقة من خلال دمج التفاصيل المستوحاة من الأزياء الراقية مع لمسات عصرية، وتقديم تصاميم تعكس الفخامة والحداثة في آن واحد وإعادة تعريف لغة الدار لتكون أكثر تميزًا وجاذبية. تخلّل العرض تجسيداً للأقمشة المنسابة، والتصاميم النحتية، حيث مزجت بين النعومة والبنية مع رشاقةٍ عفوية. هذا، وجسّدت الفساتين قوة الأنوثة الخالدة ورومانسيتها، فبدت عروس العام المقبل مشرقة، متمكنة، وآسرةً للأبد.

كما ظهرت الورود في عروض إناس دي سانتو مستوحاة من أناقة فن الآرت نوفو الإنسيابية. ومزجت المجموعة التي أتت تحت عنوان "لو نوفو جاردان"، بين الخطوط العضوية والأقمشة المعقدة والتطريزات النباتية، وأتت بهدف الإشادة بإيقاع الطبيعة وجمالها. في تعبير آسر عن فنّ الأعراس، تمايلت العارضات بفساتين تجمع بين الماضي والحاضر بإيقاع طبيعي لافت.

على منصة برشلونة وضمن فعاليات الأسبوع العرائسي، حضرت تطريزات الزهور وتصاميم الروكوكو والأنماط الشفافة التي تجسّد فن الأرت نوفو ببراعة. كما خصّت الدار العريقة العروس الممتلئة بتصاميم زادتها جمالاً وسحراً.

عروس بمقام ملكة... إطلالات إمبراطورية تتوّج حفلات زفاف 2026

لطالما تدغدغ مجموعة جولي بولي العروس وتغازلها بمظهر إمبراطوري ملكي مستوحى من إطلالات زفاف العصور القديمة. فقد أتت مجموعة ربيع وصيف 2026 لتنبض بالأناقة والرقي وتؤكد الإلهام الذي تنطلق منه تصاميم الدار الفيتنامية التي تحمل معها أصالة البلاد وتاريخها. وانطلقت تصاميم تحاكي العروس الملكة بزخارف فينتج وقصات واسعة تليق بأعراس القصور التاريخية والقلعات العريقة. عروس العام القادم شفافة كتخريمات الدانتيل، وأميرة بزخارف راقية، وواثقة بأكتاف حادة تكشف عن رقتها وقوتها في الوقت نفسه.

ورغم حضور القصات الفضفاضة والملكية، لم تغب القصّات العامودية الضيّقة عن مظهر العروس، فانطلقت إطلالات زفاف إمبراطورية معاصرة تجمع بين الأصالة الكلاسيكية واللمسات الحديثة، في محاكاة عريقة للإتجاهات الحالية.

فساتين زفاف ملوّنة تُعيد تعريف الكلاسيكية في مجموعات 2026

وكأنّ الأبيض لم يكفِ لإظهار مفاتن العروس على الممر، لتتحوّل منصة برشلونة إلى لوحة فنيّة مشبعة بالألوان الزاهية وألوان الباستيل الناعمة. كما حضر الذهبي المتداخل مع الفضي، ليضيفا إشعاعاً على العروس ويثبتا قوّة حضورها. أمّا الفضي والأبيض، فتعانقا ليخلقا تحفة من أرقى المنحوتات الظلّية. بالمقابل، اختلط الأزرق الخفيف مع الأحجار الذهبية، فتحوّلت العروس إلى أيقونة ثمينة تناجي القلوب والعقول في يومها الكبير.

بلمسات حالمة وأنوثة آسرة، نقلت عروض وانغ فانغ منصة برشلونة إلى حديقة سريالية خلال فعاليات أسبوع الموضة العرائسي لربيع وصيف 2026؛ فتفتحت الزهور وتراقص الريش  فوق منصّة العرض في مشهد أشبه بلوحة فنية تنبض بالحياة.  هذا، واستوحت فانغ مجموعتها من  مشهد الحديقة في ساعة الفجر، فحلّقت الفساتين بخفة الحرير والشيفون، مزيّنة بتطريزات ثلاثية الأبعاد من الزهور الناعمة والريش الملوّن الذي أضاف لمسة حالمة.

وتنوّعت القصات بين الفساتين الانسيابية والتصاميم المورّدة ذات الهيكل المعماري، فيما حضرت الألوان الهادئة كالعاجي، والوردي الباهت، والذهبي المطفأ لتعكس صفاء العاطفة وهدوء الطبيعة في لحظة عشق أبدية.

عرض وانغ فنغ لم يكن مجرّد استعراض موضة، بل دعوة إلى الحلم، حيث تتحوّل كل عروس إلى كائن سماوي يتهادى بخفة بين الزهر والريش.

كما ظهرت على منصة برشلونة تصاميم مستوحاة من فن العمارة والأشكال الهندسية، فانطلقت خلال فعاليات  اليوم الأول عروض ماريانو مورينو لربيع وصيف 2026، في افتتاح حمل طابعاً درامياً أنيقاً يعكس جرأة المصمم وبصمته الفريدة. واختارت  دار مورينو أن تمزج بين الخطوط الصارمة للأبنية الكاتالونية العريقة وتفاصيل النحت الحداثي، لتقدّم مجموعة تعيد تعريف فستان الزفاف كقطعة فنية قائمة بذاتها. فظهرت العارضات وكأنّهن نساء من زمن مستقبلي، يتهادين على منصة العرض بأثواب تجسّد العمارة في أنقى تجلّياتها: قبّات حادّة، أكمام منفوخة بشكل متناظر، وتفاصيل مطرّزة بخيوط فضية تشبه الزخارف الحديدية التي تزيّن شرفات المدينة.

الكورسيه والباسك في الصدارة: خياطة نحتية تزيّن قوام العروس

احتفت مجموعة "أنجليكا" من تصميم كلاوديو دي ماري بالأناقة الصقلية الراقية، حيث استلهمت من التقاليد الإيطالية العريقة وأسلوب الحياة الفاخر في صقلية. في هذه المجموعة، مزجت دار  "دي ماري" بين دانتيل شانتيلي الشهير والتفتا الفاخر، فانبثقت تصاميم تنبض بالنعومة والرقي، تجمع بين الحسية والراحة في آن واحد. تميّزت المجموعة بتفاصيل دقيقة وأسلوب متقن، حيث طغت على الفساتين الأقمشة المترفة التي أضفت لمسة من الفخامة التي تليق بالعروس العصرية.

كما تجسدت فكرة الحب من خلال كل تصميم، حيث متلث الأقمشة المنسوجة بعناية الفكرة العاطفية للاتحاد الأبدي، لتمنح العروس شعوراً بالثقة والجمال. تكمن سمة هذه المجموعة في الجمع بين التفاصيل الكلاسيكية والتصاميم العصرية، مما يعكس قوة الحب والأناقة بطريقة مبتكرة وفريدة، كما جسّد كل فستان قصة مختلفة عن الحب والرغبة في الاستمرار معًا في رحلة الحياة.

بالنسبة للأقمشة، طغى دانتيل الجوبير على التصاميم التي ظهرت على هيئة نقوش وأشكال هندسية ورسوم فنيّة. كما حضر الدانتيل الشانتيلي  والتول الشفاف، حيث تداخلت هذه الأقمشة ببراعة، فنتجت عنها لوحات ساحرة.

تخللت تصاميم مجموعة "أنجليكا" لمسة من الأنوثة والتفاصيل الدقيقة، حيث كشفت الأزياء المعروضة عن خصر الباسك المميّز الذي أضفى على الفساتين طابعًا ملكيًّا، مع الكورسيه المشدود الذي أكمل التصميم بشكل أنيق وأضفى عليه لمسة من الجاذبية المثيرة. كما كانت الفساتين القصيرة الناعمة جزءًا أساسيًا من العروض، فجمعت بين البساطة والرقّة في تصاميم تعكس روح العروس العصرية.