
السعودية تتألق في سوق السفر العربي 2025: إليكم رحلة عبر أجمل وجهاتها السياحية الخلابة
يشارك "موسم جدة" في معرض سوق السفر العربي 2025، إحدى أبرز الفعاليات العالمية في قطاع السفر الداخلي والخارجي، في مركز دبي التجاري العالمي، الذي يحظى بمشاركة أكثر من 2,800 عارض، وأكثر من 55 ألف خبير في قطاع السفر من 166 دولة.
فعاليات ترفيهية وثقافية
وتأتي مشاركة "موسم جدة" ضمن جناح "أرض السعودية" في قلب المعرض للتواصل مع زوار هذا الحدث الذين يُتوقّع أن يصل عددهم إلى 47 ألف زائر خلال أيامه الأربعة، حيثُ يعرض "الموسم" هويته الجديدة "جدة غير"، وفعالياته المميزة الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، من بينها "سيتي ووك" ومهرجان جدة للتسوق، إضافةً إلى فعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية تُقام في وجهات ومواقع جديدة.
وتُقام النسخة الجديدة من معرض سوق السفر العربي 2025 تحت شعار "السفر العالمي: تطوير سياحة المستقبل من خلال تعزيز التواصل"، والذي سيسهم في خلق التواصل بين الدول والقطاعات والمجتمعات في تشكيل مستقبل السياحة، مع التركيز على دور التواصل العالمي في تحقيق الاستدامة والشمولية والتكاملية.

السعودية.. عالم من الجمال الطبيعي
وفي قلب سوق السفر العربي 2025 بدبي، تبرز السعودية بكل فخر وهي تعرض للعالم كنوزها السياحية المذهلة، مجسدة رؤيتها الطموحة ضمن "رؤية 2030" لجعل السياحة ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني.
وقد جاء جناح المملكة في هذا المعرض العالمي بمثابة نافذة مشرعة على عالم من الجمال الطبيعي، والكنوز التاريخية، والتجارب الثقافية الفريدة. ستأخذكم هذه الرحلة عبر أبرز الوجهات السياحية التي تبهر الزوار وتأسر القلوب: العُلا، الرياض، جدة، الطائف، أبها، وعسير.

العُلا: أسطورة التاريخ والطبيعة الساحرة
تبدأ رحلتنا من العُلا، تلك الأعجوبة التاريخية التي تقف شامخة بين جبال الحجر. في العُلا يتلاقى عبق التاريخ مع سحر الطبيعة، حيث تأخذك مدائن صالح في رحلة عبر الزمن إلى حضارة الأنباط، وأنت تتجول بين مقابرها المنحوتة بإتقان في قلب الصخور. لا تنتهي المتعة هنا، بل تمتد إلى مسارات الواحات الخضراء التي تروي قصص آلاف السنين من الزراعة والحياة، وتتجسد المغامرة الحقيقية في رحلات السفاري عبر الصحارى المذهلة، حيث تتبدل ألوان الرمال مع كل شروق وغروب. أما في الليالي، فإن العلا تبوح بسحرها الكامل تحت السماء المرصعة بالنجوم، في تجربة تخييم فاخرة وسط صمت الصحراء الآسر. ولا يمكن للزائر أن يغادر دون أن يعيش تجربة "مرايا"، ذلك المبنى المغطى بالمرايا الذي يعكس عظمة الطبيعة حوله ويستضيف حفلات فنية وثقافية على أعلى مستوى.

الرياض: قلب السعودية النابض وحديث المستقبل
من العُلا ننتقل إلى الرياض، العاصمة النابضة بالحياة، والتي تشهد تحولاً مذهلاً يجعلها واحدة من أكثر مدن العالم إثارة. هنا تلتقي عراقة التاريخ مع ديناميكية المستقبل، فزيارة الدرعية التاريخية تمنحك لمحة عن بداية الدولة السعودية الأولى، حيث الأزقة الطينية والساحات المفتوحة تحكي قصص البطولات والتأسيس. وفي المقابل، ينبض قلب المدينة في موسم الرياض، ذلك الحدث الترفيهي الضخم الذي يحول العاصمة إلى مسرح مفتوح للفعاليات العالمية والمهرجانات الفنية والمغامرات الاستثنائية. وفي بوليفارد رياض سيتي، تعيش تجربة ترفيهية متكاملة وسط مطاعم فاخرة، ومسارح عالمية، وأجواء كرنفالية لا تهدأ، بينما تقدم معارض الطيران مثل معرض صقر الجزيرة لمحة مثيرة لعشاق التكنولوجيا والتاريخ العسكري.

جدة: عروس البحر الأحمر وبوابة التاريخ الأصيل
نتابع رحلتنا إلى جدة، عروس البحر الأحمر وبوابة الحرمين الشريفين، حيث تختلط الأمواج بالثقافات. جدة مدينة لا تنام، تفوح من أزقتها رائحة التاريخ وتزهو شواطئها بنسمات المستقبل. في قلب جدة التاريخية، بين بيوت البلد ذات الشرفات الخشبية المزخرفة، يعيش الزائر لحظات سحرية تعيد إحياء قرون من الحكايات والتجارة والضيافة. وعلى طول واجهتها البحرية الحديثة، يمكن للمرء أن يستمتع بالمشي أو ركوب الدراجات في مشهد يحبس الأنفاس خاصة مع غروب الشمس فوق البحر الأحمر. المواسم الاحتفالية مثل موسم جدة تضفي على المدينة روحاً عالمية، مع حفلات موسيقية وعروض استعراضية ضخمة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، فيما تتيح مغامرات الغوص والرحلات البحرية فرصة لاكتشاف عالم تحت الماء غني بالشعاب المرجانية والحياة البحرية الفريدة.

الطائف: مدينة الورود وأريج الجبال
نستكمل المسار نحو الطائف، حيث تفوح روائح الورود من كل زاوية، وتتناثر البساتين على سفوح الجبال. الطائف، مصيف السعودية الأول، تهب عليك نسائمها الباردة محملة بعطر الورد الطائفي الشهير الذي يمكن للزوار مشاهدته يُقطف ويُقطر في مزارع الورود التقليدية. لا تكتمل التجربة دون زيارة جبال الهدا والشفا، حيث التنقل عبر التلفريك يمنحك مشهداً ساحراً للجبال المغطاة بالخضرة. أما في سوق عكاظ، فالتاريخ ينبض بالحياة عبر عروض شعرية وأدبية ومسرحية تعيد إحياء العصر الجاهلي بروح معاصرة. وتحتضن الطائف مهرجاناتها الصيفية بكرنفالات زاهية تجمع بين التراث الأصيل والعروض الحديثة، مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء.

أبها: مدينة الضباب وعروس الجنوب
وبينما نقترب من الجنوب، نجد أنفسنا في أبها، مدينة الضباب وعروس عسير، حيث الطبيعة تلبس أبهى حللها. في أبها، تنتشر القرى الجبلية ذات الطابع المعماري المميز، وتُحاط بالغيوم التي تتراقص على قمم الجبال. قرية المفتاحة تقدم للزوار بانوراما رائعة من الفنون التشكيلية والأسواق التقليدية، فيما ينتصب قصر شدا كأيقونة معمارية تحكي تاريخ المنطقة. أما متنزه السودة، فهو بوابة المغامرات، حيث يمكن لمحبي الطبيعة أن يعيشوا تجربة المشي عبر الغابات الكثيفة أو ركوب التلفريك الذي يحلق بك فوق السهول والوديان المذهلة. وخلال مهرجان أبها الصيفي، تتحول المدينة إلى ساحة احتفالات نابضة بالحياة تضم حفلات فنية وعروضًا فلكلورية متنوعة تبرز تراث عسير الغني.

عسير: أرض الجبال والوديان والثقافات الغنية
نختتم الرحلة في منطقة عسير الأوسع، أرض الوديان العميقة والجبال الشاهقة، والمجتمعات الغنية بثقافتها الأصيلة. هنا تزهو قرية رجال ألمع بلونها الفضي وأبراجها الحجرية المزخرفة، وقد صُنفت كأحد أجمل المواقع التراثية في العالم. الطبيعة في عسير تحتضن الزائر بجمالها البكر في منتزه عسير الوطني، حيث المسارات المخصصة للمشي تفتح أبوابها لاكتشاف تنوع بيولوجي فريد. الأسواق الشعبية هنا تنبض بالألوان، من الملابس التقليدية المزينة برسومات يدوية إلى الحرف الخشبية المصنوعة بإتقان. ولا تزال فعاليات "أبها عاصمة السياحة العربية" تحتفي بالهوية الثقافية لعسير من خلال عروض فنية ومهرجانات تراثية تثري تجربة كل من يزورها.

البحر الأحمر: جمال ساحر وأجواء بحرية خيالية
ولا تكتمل حكاية السعودية الساحرة دون التوقف عند البحر الأحمر، تلك الأعجوبة الطبيعية التي تقدم تجارب بحرية لا مثيل لها لعشاق المغامرة والاسترخاء. هنا، تتحول الشواطئ إلى لوحات فنية من الرمال البيضاء والمياه الفيروزية الصافية، وتغري الشعاب المرجانية الغنية بالألوان الغواصين من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف عالم بحري ينبض بالحياة. بين رحلات الغوص لاستكشاف حطام السفن القديمة، والسباحة وسط أسراب الأسماك الملونة، يجد الزوار متعة استثنائية تتجاوز حدود الخيال. ولمحبي الرفاهية، تفتح منتجعات البحر الأحمر أبوابها لتقديم تجربة إقامة فاخرة تجمع بين الخصوصية القصوى والخدمات العالمية، وسط بيئة طبيعية تحافظ على تنوعها البيولوجي الفريد. أما عشاق الرياضات البحرية، فيجدون في التزلج على الماء، والإبحار الشراعي، وركوب القوارب السريعة، تجارب مليئة بالإثارة والتشويق. وبين المغامرات البحرية اللامحدودة وجلسات الاسترخاء أمام مشهد الغروب الخلاب، يقدم البحر الأحمر لزواره فرصة لصناعة ذكريات لا تُنسى في واحد من أنقى وأجمل بحار العالم.

مغامرات لا حصر لها
هكذا تتجلى المملكة العربية السعودية في سوق السفر العربي 2025، وقد أعدت نفسها لتكون الوجهة العالمية القادمة، بما تقدمه من تنوع مذهل يلبي طموحات مختلف أنماط السياح، من الباحثين عن المغامرة والاستكشاف، إلى عشاق الثقافة والفنون، إلى الراغبين في الاستجمام بين أحضان الطبيعة. بين رمال العُلا، وناطحات الرياض، وأمواج جدة، وورود الطائف، وضباب أبها، وجبال عسير، تروي السعودية قصتها الجديدة للعالم: قصة بلد يفتح ذراعيه ليستقبل زواره بحفاوة قلبه وروعة أرضه.
