نسيانها ليس أمراً بعيد المنال.. 8 خطوات فعالة لنسيان الذكريات السيئة المؤلمة للأبد
لا تأتي الرياح بما تشتهيه السفن، فقد تمر علينا أوقات عصيبة تعصف بنا وتهلك الوجدان، أوقات نتمنى جميعاً أن لا نتذكرها من فرط المعاناة منها ومن أحداثها القاسية، ونتمنى أن يحل محلها ذكريات جميلة دافئة تعوضنا ما فاتنا معهم وما عانينا منه على أيديهم، فهل يمكن حقاً أن ننسى الذكريات المؤلمة التي رافقت الخيبات والصدمات بمختلف أنواعها؟
إذا كنتِ مثلي ومثل كثيرات منا تريدين نسيان كل الذكريات السيئة المؤلمة العالقة بذهنك، والمرهقة لقلبك، تابعي معي قراءة هذا المقال ربما وجدتِ لنفسك طوق نجاة يحفظك من سلبيات تذكرها بين الحين والآخر، فالنجاة من الذكريات المؤلمة وطرد الأفكار السلبية التي تدعو للقلق والتوتر مقصدنا جميعاً، وسبيلنا للعيش بسعادة وهناء واستقرار وراحة بال.
ما هي خطوات نسيان الذكريات المؤلمة؟
يجب أن تكوني أقوى من كل ما يهدد صفو حياتك، وبما أن الذكريات السيئة المؤلمة تعد بمثابة تهديداً قوياً واضحاً لكِ، يحول بينك وبين الحياة السعيدة الهادئة المطمئنة، يجب عليكِ عزيزتي التخلص منها باتباع الخطوات التالية كبداية سليمة للقضاء عليها وتعافي نفسك من مرارتها:
تجنبي كل ما يثير حضورها في ذهنك
لسلامة قلبك وهدوء عقلك تجنبي الأشياء والأماكن التي تثير الذكريات السيئة فهذه هي بداية النجاح في الانتصار عليها وعدم تذكرها مرة أخرى، لذا تجنبي الأماكن التي جمعتك بهم، والأشياء التي مارستيها معهم، تجنبي حتى قول الكلمات التي كانت تقال في هذه الفترة، ولا تسمحي لنفسك بالدخول في أجواء مماثلة لتلك الأجواء السابقة، لأن في ذلك إحياء لكل الذكريات السلبية التي عصفت بحياتك غاليتي، فكوني قوية وامتنعي عن كل ما يذكرك بهم وبذكرياتهم الأليمة.
والآن اعلمي أنه في بعض الأحيان قد لا يكون بامكانك تجنب العديد من التفاصيل الأخرى التي تثير ذكرياتك السلبية المؤلمة، وخصوصاً إذا كانت الصدمة قوية والنتائج التي ترتبت عليها كارثية من حيث الألم والحزن والتعاسة، والتسبب في فقدان الثقة في كل من حولك، ولكن يكفي أن تنجحي في عدم تذكر العديد منها.
تذكري ما أنتِ عليه الآن
لابد وأن تذكري نفسك دائماً بأن كل الأحداث التي تسببت في خلق ذكرياتك المؤلمة قد انتهت وأنكِ اليوم في حال أفضل بكثير مما كنتِ عليه الأمس حتى مع وجود الأعباء والمسؤوليات الأخرى، لأن إرهاق الروح أقسى وأكثر ألماً من إرهاق الجسد غاليتي، لذا تناسي ما سبق وعززي قوتك وعودي نفسك على النسيان، وتذكري فقط كل ما يبث الأمل في وجدانك، واستحضري كل الأمور الإيجابية في حياتك، واجتهدي للحفاظ عليها.
ركزي على الذكريات السعيدة
أعلم أن نسيان الذكريات السيئة المؤلمة لن يحدث بكبسة ذر، وأن الأمر يحتاج لكثير من الجهد والحكمة والذكاء العاطفي أيضاً، لذا قومي غاليتي بتدريب عقلك على تذكر الذكريات السعيدة في مواجهة تلك المؤلمة، وعززي من التفكير الإيجابي لأنه يلعب دوراً كبيراً في تعزيز قدراتك العقلية والتغلب على الذكريات السيئة المؤلمة.
فكري في إيجابيات التجربة
عليكِ بالتفكير في إيجابيات الأحداث الصعبة التي ممررتِ بها، وبالدروس المستفادة منها، فلا يوجد شيء سلبي في المطلق، إذ لابد من وجود دروس وخبرات حياتية جيدة فزتِ بها من هذه التجربة، لذا عززيها بالتفكير فيها بعمق، وليس ذلك فحسب بل عليكِ بتضخيمها وشكرا الله عز وجل عليها، فلولاها لكنتِ ضعيفة وهشة كما في السابق، أما اليوم وبفضل دروسها والخبرة الحياتية التي تم اكتسابها منها أصبحتِ واعية وقوية وواثقة من نفسك ومتمكنة من قدراتك.
تذكري النعم المحيطة بك اليوم
من الجيد جداً التفكر في النعم التي حباكِ الله عز وجل بها، وحمده وشكره سبحانه وتعالى على كل عطاياه لكِ، لأن ذلك يحول بينك وبين الشعور بالألم من الذكريات السيئة المؤلمة، ولأنها تعد بمثابة عوضاً جميلاً منه جل شأنه على ما حدث لكِ بالأمس، لذلك عليكِ بتعزيز شعورك بالرضا لأنه سبيلك في محو كل الآثار المتعلقة بالذكريات السيئة المؤلمة.
اشغلي وقتك وفكرك
لتعزيز قدرتك على نسيان الذكريات السيئة المؤلمة، يجب عليكِ وضع أهداف جديدة تنشغلين بتحقيقها، وممارسة أنشطة محببة لكِ، اكتشفي نفسك من جديد، وعززي من مهاراتك وتعلمي مهارات جديدة، ومارسي هوايتك المفضلة، وقومي بكل ما يعزز من قدرتك على الاستمتاع بحياتك، وبمعنى آخر اجعلي حياتك مزدحمة قدر الإمكان، كوني صداقات وعلاقات إجتماعية جديدة تحظى برعايتك واهتمامك، واستثمري طاقتك في صنع شيء تحبينه.
شاركي في الأعمال الخيرية
هل تعلمين غاليتي أن التطوع بوقتك وجهدك لمساعدة الآخرين أمراً نبيلاً ورائعاً له أن يغسل قلبك من كل الألم العالق بين ثناياه، وله أن يصفي عقلك لأنه يعد أفضل الطرق لصرف عقلك عن الذكريات السلبية التي حدثت لكِ.
اجعلي صحتك الأولوية
ضعي خطة جيدة للاعتناء بنفسك، وامنحيها كل الحب والرعاية والتقدير، وتناولي الغذاء الصحي المتوازن، ومارسي الرياضة بانتظام، ونامي مبكراً واستيقظي مبكراً لبداية يومك بصحة ونشاط وحيوية، واهتمي بعمل الفحوصات الطبية بين الحين والآخر، وحاربي كل الأمور التي تحث على الشعور بالقلق والتوتر.
وختاماً تذكري غاليتي أنكِ إمرأة قوية قادرة على كبح كل الذكريات السيئة المؤلمة، وخلق ذكريات سعيدة وإيجابية تشعرك بالسعادة والاستقرار والهدوء وراحة البال، وأخبري نفسك بأن القادم أجمل طالما أنكِ قد عرفتِ الطريق الصحيح الذي يجب أن لا يتغير مساره أبداً.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل يمكن نسيان الذكريات السيئة المؤلمة؟
مع تمنياتي لكل قراء "هي" بحياة سعيدة هادئة كلها إيجابية وتفاؤل،،،
دمتم بخير،،،