المدونة السعوديَّة نورة فرحان: رشاقة السعوديات تبدأ من الداخل

إعداد: منى سعود سراج
 
ـ ما يميِّز مدونتي  أنَّها مخصصة فقط لمقالات تحول المعلومة إلى واقعٍ ملموس تستطيع أن تعيشه كل يوم
 
نورة فرحان الداود، من مواليد عام 1988م محافظة الخرج السعوديَّة، حاصلة على الشهادة الجامعيَّة في تخصص اللغة الإنجليزيَّة، لها اهتمامات كبيرة بالتنمية البشريَّة والتطور الفكري. تقضي معظم وقتها في البحث والاستنتاج في مجال التطوُّر الشخصي في الصحة والتفكير. أنشأت مدونة في الصحة والرشاقة أفادت من خلالها كثيراً من الحائرين، وغيَّرت حياتهم ونمط سلوكهم، فقط متخذة من "التحفيز" وسيلة للتعامل مع من تخاطبهم وتستهدفهم. 
 
"هي" التقت نورة فرحان، لتطلعنا على مدونتها وما الذي حققته من خلالها، ولماذا اختارت التدوين في الصحة والرشاقة.
 
•متى بدأت التدوين، وما النهج الذي تعتمدينه؟
بدأت التدوين منذ سنة، وقد منحني الله قدرة على الكتابة بطريقة سهلة قريبة للنفس، فسعيت أكثر في صقل هذه الموهبة بالقراءة والاستفادة من خبرات غيري. فكان لزاماً عليَّ أن أتصيد الأفكار التي تطرأ على الذهن حتى أتمكَّن من إيجاد موضوع مهم يفيد الآخرين من الناحية العمليَّة وليس فقط معلومة إضافيَّة، خاصة أنَّ العقل البشري تخالجه يومياً 70.000 فكرة فمن المفيد أن ننتقي منها ما يعزِّز التحسُن في حياتنا اليوميَّة بالبحث والنشر.
 
•ولماذا التدوين في مجال الصحة وما الذي يميِّز مدونة نورة؟
المعلومات الصحيَّة منتشرة بشكل واسع وكبير، إلا أنَّه لا يعني بالضرورة وجود المعرفة الحقيقيَّة التي تعكس وجود هذه المعلومة في حياة الإنسان، فكُلنا نعرف مدى حاجتنا للماء، ومدى أهميَّة الحفاظ على الوزن الصحي، لكن مجرد معلومات لا يعرف كثير منَّا السبيل لتحقيقها في حياته اليوميَّة وتحويلها لواقعٍ نعيشه يومياً. فإذا كنتَ شخصاً يتحمل المسؤوليَّة فستعرف أنَّه واجبٌ عليك أن تُعين أقرانك بالخبرات والتجارب التي تعيشها، خصوصاً أنَّ ما تملكه هو عملةٌ نادرة في الوجود. وما يجعل المدونة مميزة هي أنَّها مخصصة فقط لمقالات تحول المعلومة من مجرد معلومة في رأسك إلى واقعٍ ملموس تستطيع أن تعيشه كل يوم. ومدونتي خصصتها لنشر الصحة كثقافة يوميَّة قابلة للتطبيق. فما فائدة المعلومة إذا لم تغيِّر شيئاً في حياتنا؟
 
•كم ساعة تعملين على مواقع التواصل الاجتماعيَّة، وما الوقت الذي تقضينه في التمارين؟
تقريباً 14 ساعة في الأسبوع ما بين تواصل مع المتابعين ومواكبة التقدُّم اليومي. أما التمارين فإنَّ 60% منها أعتبره تطوراً شخصياًو 40% اهتماماً رياضياً، وأغلب أفكاري تنبع أثناء أداء التمارين، فالرياضة بالنسبة إليَّ إلهام، ومن المهم ألاتقل عن 5 ساعات في الأسبوع حتى أحافظ على تحفيز عقلي وإعطاء جسمي حقه.
 
•ما المبادرات التي أطلقتها وما الأثر الذي حققته؟ 
كانت البداية في قناتي على الـ"يوتيوب" وهي جمع فيديوهات قصيرة لا تزيد عن دقيقتين أوضح من خلالها الأداء الصحيح للتمارين، اعتمد فيها على مخاطبة العقل بأنَّنا لا نحتاج إلى أدوات أو آلات رياضيَّة أو حتى إلى مساحة كبيرة، فبإمكاننا المحافظة على صحتنا في أي مكان يمكننا الوقوف فيه. والفكرة تعزز أنَّ الصحة ليست ترفاً لا يقدر عليه جميع الناس، بل هي وسيلة لتحقيق الفائدة. وبالفعل استطاعت هذه الطريقة من نقل أنواع جديدة من التمارين إلى ثقافتنا، وحققت القناة الأهداف التي وضعت لها ووجدت استحسان كثير من المتابعين. فاليوم وصل عدد المتابعين لأكثر من 3000 شخص وأكثر من نصف مليون مشاهدة وهذا بحدِّ ذاته إنجاز كبير في مجال ضيق نرغب بانتشاره.
 
•برنامج 15 دقيقة‏ لحرق الدهون ما الهدف منه ولماذا 15 دقيقة؟
لا شكَّ أنَّ الرياضة شيء جديد على ثقافة مجتمعنا، وبالتالي فالتطبيق لا بد أن يكون صعباً، لذلك صممت برنامجاً صغيراً، لكن بعوائد كبيرة كما يحتاج الناس بالضبط. وبرنامج (15 دقيقة‏ لحرق الدهون) هو أنَّك لا تضطر يومياً لساعة أو ربما ساعات لتحقيق الهدف الذي تطمح إليه، فقط في 15 دقيقة مع التمارين المناسبة تستطيع أن تقترب أكثر لهدفك. وهو تصميم رياضي في شكل جولات، يحتوي على أربعة تمارين، كل تمرين له عدد محدَّد من التكرار، بمعنى أن تعمل أكبر عدد ممكن من الجولات في الـ15 دقيقة. وهي طريقة تحفز العقل على التركيز وبذل كامل الجهد، وهذا هو السرُّ في تحقيق القوام الرشيق. والطريقة التي صمم بها البرنامج تسمح للجسم بحرق سعرات حراريَّة أكثر وتحفزه على رفع اللياقة وزيادة المرونة وهذا هو المطلوب من الرياضة في الأساس. ولله الحمد لاقى البرنامج استحسان الناس وحقق لهم أهدافاً لم يتوقعوا أن تحصل في وقت قريب.
 
•وماذا عن سلسلة الطريق إلى بطن مسطح؟
يطمح الناس لأهدافٍ عالية ويتوقعون أن توصلهم أفعالهم البسيطة إلى ذلك، والبطن المسطح هو حُلم الجميع، لكن الأحلام الكبيرة لا تحدث بسهولة، ولا نستطيع أن نجيب عليها في 140 حرفاً. لذلك كانت الإجابة أشمل وأوسع وأوضح وهذا ما نحتاج إليه، صورة واضحة عن كيفيَّة الوصول للبطن المسطح.
 
•ما النصائح الصحيَّة التي تقدمينهاللفتاة السعوديَّة تحديداً؟
هي نصيحة واحدة إذا أدركتها فلن تحتاج لنصائح بعدها، وهي: "كل شيء يبدأ من الداخل، إذا وجدتِ الدافع ستجدين الحافز".
 
•بصراحة هل يمكن أن تتغير حياة شخص بمجرد متابعة مدونة أو فيديو؟
حياة الإنسان تتغير بمجرد فكرة واحدة، فأي معلومة تعرفها عليك معرفة كيفيَّة تطبيقها، وإذا لم تستطع فلا تيأس كل ما في الأمر هو أنَّك غير مستعد، أكمل طريقك وسيأتي اليوم الذي تجد فيه هذه المعلومة تتشكل في حياتك.
 
•وما هي فلسفة نورة في التحفيز؟ 
يتغير المجتمع بتغيُّر أفراده. وطموحنا في إحداث نقلة في التطور يبدأ من الأفراد، وكلما تحقق الإرشاد والتوجيه بطريقة سليمة تناسب المجتمع، تمكَّن من تلقي المعرفة بعقول متفتحة. وأنا لا أعطي الناس ما لا يتوافق معهم، واستهدف العامَّة من الناس الذين يستطيعون، لكنَّهم لا يجدون الإمكانات فتقديمي لهم يكون بحسب قدرتهم.