الحب الذي لا يغيب

دبي: ريهام كامل
 
هل تعلم ما هو الحب الذي لا يغيب؟ إنه الحب الذي يأسر روحك ويجعل لحياتك قيمة ومعنى، ويحمل معه الحنان والعطف والأمان، يكبر معك ويستولي على أحاسيسك ومشاعرك وهو الشريان الذي يغذي كل أنواع الحب الذي تمر به، إنه حب الأم، فكل عام وكل أم بخير حال.
 
هل فكرت في هدية لأمك في عيدها؟ اختر ما شئت ولكن عليك أن تعلم أن أجمل وأعظم هدية يمكن أن تقدمها لأمك هي برها والرفق بها والسؤال عليها، وتلبية ندائها عند حاجتها إليك، فكن دوما أول من يجري اليها ويقف بجوارها فهذا هو أقصى ما تتمناه أي أم، وأنبل ما يقدمه ابن لأمه. فيا من لم يعلم بقدر أمه بعد، وهي لا تزال على قيد الحياة، أما تعقلت واعترفت بحقها عليك، أما يقنت أنها سبب البركة وكل الخير في حياتك، وسبب سعدك وشقائك، فكما قال الإمام الشافعي ((واخضع لأمك وأرضها فعقوقها إحدى الكبر))، فطالما أن أمك حية ترزق فلازال لديك الوقت لتسعدها وتسهر على راحتها، نعم لديك فرصة عمرك لكسب رضاها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم ولا لوم. 
 
في عيد الأم الماضي كتبت مقالاً في حب أمي بعنوان "الأم عطاء لا ينتهى" وكانت حبيبة روحي وقلبي وقتها لا تزال على قيد الحياة وكنت أسعد بحبي لها وحبها لي وعطفها علي، بل كنت أسعد بحياتي كلها، فإذا واجهتنى مشكلة أو أزعجني أمرا ما نسيت كل شئ بمجرد سماع صوتها، وكان دعاؤها لي منتهي الأمان، فكل شئ يهون فورائي من يشعر بي ويقلق لقلقي ويفرح لفرحي ويحزن لحزني ويدعوا الله من أجلي، فكل هم كان كبيرا بات صغيرا في وجود أمي، رحمك الله يا أمي الحبيبة وجعلك في أعلى منزلة في جنات النعيم.  
 
ولكن هل غابت أمي؟ لا، لم ولن تغيب أمي فهي الحب الذي لا يغيب، فحبها محفور بقلبي وروحي ويسري في دمي.