كيف بدأ تاريخ بيضة فابرجيه العريقة؟

على الرغم من مرور 137 عاماً على تصميمها، ما زالت بيضة فابرجيه Fabergé Egg  تثير فضول عشاق اقتناء المجوهرات وتسحرهم بسبب تفاصيلها الغنية. في الواقع، تُعتبر هذه البيضة نتاج قصة لافتة وتاريخ عريق، سنعرضهما لك في هذه السطور: 

قصة حب

في العام 1884، كلّف القيصر الروسي ألكسندر الثالث الصائغ بيتر كارل فابرجيه Peter Carl Fabergé بتصميم بيضة مرصعة بالمجوهرات لإهدائها لزوجته لإمبراطورة ماريا فيودوروفنا في مناسبة عيد الفصح. استغرق تصميم البيضة عاماً كاملاً وذلك نظراً إلى التفاصيل الدقيقة التي حرص فابرجيه على إبرازها. وهكذا، وُلدت البيضة المرصعة بالذهب والمجوهرات وكان من المفترض أن يكون ذلك لمرة واحدة، إلاّ أنّ البيضة أثارت إعجاب القيصر الروسي بشدة، فطلب من فابرجيه أن يصمم واحدة ثانية في العام التالي. وهكذا، بدأ تقليد بيضة فابرجيه الذي ورثه نجل القيصر واستمر على مدى ثلاثة قرون، أي حتى نهاية حكم آل رومانوف، مع اندلاع الثورة الروسية في العام 1917.

كم عددها؟

الروايات حول عدد بيض فابرجيه متضاربة، ويُقال إنّ فابرجيه صمّم بين 50 و69 بيضة وأنّ عدد ما عُثر عليه اليوم يتراوح بين 43 و57. كما يُقدّر أنّ فابرجيه صمّم 52 بيضة للعائلة الملكية الروسية، ما زال يُحتفظ بـ46 منها. وتحمل كلّ بيضة اسماً خاصاً بها يعكس معاني تصميمها. 

أسعار جنونية

واعتاد فابرجيه الإشراف على صياغة البيض بنفسه، إلاّ أنّها كانت تولد على يد حرفيين متخصصين، وتدخل مواد ثمينة في تصميم البيض، لكن قيمة البيض تكمن أيضاً في الإبداع والمهارة في التصميم. ففي العام 2002، بيعت بيضة الشتاء بـ9.6 مليون دولار في مزاد كريستيز الشهير في مدينة نيويورك الأميركية، وثم بيعت البيضة نفسها في إطار المزاد نفسه ولكن في لندن في العام 2007 مقابل 18.5 مليون دولار.

البيضة المفقودة

في العام 2015، اشترى تاجر خردة في أحد أسواق البرغوث الأميركية بيضة جميلة بقيمة 14 ألف دولار، تبيّن لاحقاً أنّها ليست سوى بيضة الفصح الثالثة التي صممها فابرجيه. ويعود تصميم هذه البيضة إلى العام 1887 وتقدّر قيمتها بـ33 مليون دولار.

مفاجأة أيضاً

كان تصميم البيضة يبقى سرياً حتى عن القيصر نفسه، فلا يتم الكشف عنها إلاّ في الموعد المحدد. ويتراوح حجم البيضة بين 3 و5 بوصات، وهي تحتوي أحياناً مفاجأة، مثل نسخة طبق الأصل التاج الملكي الروسي، وقلادة صغيرة من حجر الياقوت، وتصميم مصغر للقصر الملكي الروسي وغيرها.

في لندن

تُعتبر تصاميم فابرجيه دليلاً على البذخ والثراء، وهي حاضرة في مجموعة العائلة الملكية البريطانية، وقد تم تجميعها من خلال تبادل الهدايا الشخصية بين العائلات الملكية الروسية والدنماركية والبريطانية. وتشمل هذه المجموعة زهوراً وصناديق صغيرة ونماذج لحيوانات وإطارات وغيرها.