في مسلسل موجة حارة: رجل الدين عدوي الأول!

هي – أسماء وهبة في مسلسل "موجة حارة" الذي يلعب بطولته كل من إياد نصار، رانيا يوسف، معالي زايد وآخرين نرى الداعية الذي يتعرض للإحراج على الهواء عند استضافته في أحد البرامج التلفزيونية. وعندما ثار على هذا الأمر بعد الحلقة نظرت إليه المذيعة باستهزاء قائلة: "يا شيخ ما تنساش تاخد الشيك بتاعك وأنت خارج" في إشارة إلى أن رجال الدين يتقاضون المال مقابل استضافتهم في البرامج التلفزيونية أسوة بالفنانين! من بعدها ننتقل إلى مشهد "خناقة" بين هذا الداعية وابن أخيه الذي رسم له هذا الفخ بالتعاون مع زملائه المعدين في القناة بطريقة أظهرت رجل الدين في مأزق الدفاع عن النفس! وفي المشهد اللاحق نجد نفس الداعية مستلقيا على فراشه، مسترخيا، فيما زوجته الثانية تدلك كتفيه وظهره. والمفاجأة أن هذه الزوجة التي تقدم دورها الفنانة صبا مبارك على علاقة برجل "مشبوه". وضمن تطور شخصية الداعية نجد أنه "مراوغ" و"كاذب" و"خائن" ومتزوج بـ"مومس"ما يطرح أسئلة عن سبب تقديم شخصية الداعية بهذه الطريقة؟! وعلى الرغم من أهمية مسلسل "موجة حارة" الذي يغوص في عالم الدعارة وكيفية استجلاب الفتيات والشذوذ داخل السجون وفكرة الشك المطلقة بالآخر والوفاء له ضمن سياق رصد حال العاصمة المصرية التي غرقت في "الوحل" بمعناه السياسي والإجتماعي، إلا أن هذا لم يكن كافيا للقيمين على العمل الذين أرادوا ضرب نموذج الداعية بطريقة تجعل منه مساويا لجموع الفاسدين دون سواه. وهو ما لم يحدث مع شخصية القواد المدعو"حمادة" في المسلسل... وعلى الرغم من الأداء التمثيلي المميز لكل أبطال العمل، لكن لا يمكن إلا أن نشعر بالصدمة حيال هذه الطريقة المسيئة إلى الدعاة ورجال الدين. ويبقى السؤال: هل انتقل الصراع في مصر حول ما يسمى بالإسلام السياسي إلى الدراما لضرب الرموز الدينية التي ظنوا أنها جميعا مساندة للإخوان المسلمين؟ وهل يسعى الفن اليوم إلى تكريس صورة نمطية سيئة لرجال الدين وربط سلوكهم وإيقاع حياتهم بكل ما هو غير لائق وربما شاذ؟! كان يمكن لمسلسل "موجة حارة" أن يكون الأهم في الأعمال الدرامية التي قدمت منذ سنوات من ناحية التصوير، المونتاج، الإضاءة، الأداء التمثيلي، وحتى الأزياء. لكن يبدو أن الصورة الكاملة لا يمكن أن تتحقق مع إدانة العمل للدعاة بهذه الطريقة!