محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور مؤسسة برنامج اللياقة It’s SO Simple

حوار: "عدنان الكاتب" Adnan AlKateb

على الرغم من خروج عائلتها من العراق قبل أكثر من قرن ونصف القرن، ما زالت مدربة اللياقة العربية الأصل "راشيل ساتشردوتي" تحنُّ إلى جذورها مع أنها تنقلت في ثلاث قارات، فعاشت ودرست وعملت في مدن عدة آخرها لندن، ولم تشأ أن يضيع الوقت أثناء الحجر بسبب جائحة كورونا سدى، فاستثمرته في تأسيس برنامج It’s SO Simple للياقة الخاصة عبر الإنترنت والخاص بالنساء، وكان لها ما أرادت، وانضمت إلى برنامجها أكثر من 150 امرأة من جميع أنحاء العالم.

أخبرينا عن نفسك؟

أبلغ من العمر 42 عاما، وأعيش حاليا في لندن، عشت في ثلاث قارات خلال حياتي. فقد ولدت في سنغافورة لأسرة عراقية تعتبر سنغافورة وطنا لها منذ 150 عاما. أعيش مع زوجي دانيال وأطفالنا الثلاثة ( 4-7 -8 سنوات)، ولدينا كلب لابرادودل بوريس. أنا مؤسسة برنامج It’s SOSimple للياقة البدنية والعافية عبر الإنترنت والخاص بالنساء.

وُلدت في الخارج، وعشت في مناطق مختلفة من العالم، هل ما زلت تشعرين بالانتماء إلى جذورك؟

عاشت عائلتي خارج العراق منذ نحو قرن ونصف القرن، واستقرت في سنغافورة في زمن الإمبراطورية البريطانية. لكن جذورنا العراقية متأصلة للغاية في هويتنا. فتاريخنا البابلي غني للغاية. من الممكن إخراج العائلة من العراق، ولكن لا يمكن إخراج العراق من العائلة أبدا! وكما هو الحال مع العديد من عائلات المهاجرين، يعد الطعام رابطا مهما بتراثنا الثقافي، فما زلنا نجتمع معا كأسرة للاستمتاع بالمأكولات العراقية الشهية التي اشتهر بها أسلافنا، إلا أننا أضفنا إلى بعض أطباقنا قليلا من النكهات الآسيوية كالفلفل الحار والتوابل.

أكثر ما تحبينه في كونك عربية؟

منحني تراثي الثقافي أساسا رائعا، وارتباطا قويا بالعائلة، وفي الوقت نفسه وسع آفاقي، وزاد من حبي الكبير للسفر.. كنت محظوظة جدا، لأنني عشت ودرست وعملت في سنغافورة وكوالالمبور ولوس أنجلوس وبوسطن ونيويورك والآن لندن، حيث أقمت قبل 10 سنوات مع زوجي.

ما الدروس المهمة التي تعلمتها من الوباء الذي اجتاح العالم؟

أشعر وكأنني عشت عمرا كاملا خلال العام الماضي! ففي بداية مارس 2020 أُصبت أنا وزوجي بفيروس كورونا (كوفيد- 19 ) لمدة أسبوعين، كانت فترة صعبة جدا، خاصة مع محاولتنا رعاية أطفالنا، إلا أننا شفينا تماما بعد فترة أسبوعين. ولكن لولا الوباء لما أسست .It’s SO Simple

فقد تم إغلاق الصالات الرياضية، وتعطل عالم الصحة واللياقة تماما، وهو ما جعل الناس أكثر انفتاحا لإيجاد طرق جديدة للتمرين. وبذلت جهدا كبيرا في الأشهر العشرة الماضية، فبناء مشروع تجاري هو أكثر من مجرد وظيفة، إنه هاجس، خاصة مع وجود الأطفال في المنزل طوال الوقت، لأنهم يدرسون عبر الإنترنت. وتعلمت مدى أهمية وجود شبكة دعم رائعة، لقد كان زوجي سندا لي ودعما كبيرا لمشروعي. وأسهم أيضا في رعاية الأطفال، وعمل مديرا للشؤون المالية في المشروع ودعم تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى عمله وحياته المهنية. كما أنني أعدت اكتشاف قوتي باعتباري امرأة وقدرتي على الإبداع والتحفيز والإلهام، إضافة إلى أنني كوّنت علاقات صداقة مع أكثر من 150 امرأة رائعة من جميع أنحاء العالم.

Rachael Sacerdoti مؤسسة برنامج اللياقة It’s SO Simple : نساعد النساء على الوفاء لأنفسهن ودعم بعضهن البعض

أخبرينا عن It’s SO Simple ، وكيف يختلف عن برامج اللياقة البدنية الأخرى المتوفرة عبر الإنترنت؟

البرنامج مدته 12 أسبوعا، وينشط العقل والجسم معا، ويوفر مجموعة من التمارين الرياضية وخططا للوجبات الغذائية، ومن اسمه نعلم أن أولى الميزات التي تميزه عن غيره من البرامج موجودة في الاسم. أما الميزة الثانية، فهي أنه يوفر متابعة التقدم مع ميزة الاستشارة الشخصية، والتواصل عبر مجموعة الدعم الخاصة، ويتمحور البرنامج حول ثلاث ركائز:

1 - التغذية: من خلال مشاركة ثروة من الوصفات والمنتجات الغذائية التي وجدناها مفيدة، إنه ليس نظاما غذائيا إلزاميا يستبعد بعض أنواع المجموعات الغذائية. وإنما هو عبارة عن مفاهيم عن الطعام، كما أنني أشجع الصيام المتقطع لأولئك الذين يرغبون في ممارسته (تناول الطعام لمدة 8 ساعات فقط يوميا).

2 - اللياقة البدنية: أرشد النساء حول أنواع التمارين التي تجب ممارستها،  ووتيرتها ثم أتتبع سيرهن وتقدمهن.

3- المساءلة: هذا هو الجزء المهم حقا، وهو مساعدة النساء على الوفاء لأنفسهن، ودعم بعضهن البعض، فأن تخذل فريقك أصعب بكثير من أن تخذل نفسك.

ونعمل في البرنامج على تثقيف النساء، وتمكينهن من إجراء تغييرات دائمة في أسلوب حياتهن. نحن نعمل ضمن مجتمع، حيث تنضم النساء اللائي يبدأن البرنامج إلى مجموعة WhatsApp مكونة من 10 إلى 16 امرأة من جميع أنحاء العالم، ونتعلم معا، ونشارك نجاحاتنا وتحدياتنا، ونشكل مجتمعا رائعا وداعما وراعيا، ليساعد الجميع على الاستمرار وتحمل المسؤولية.

أنا وفريقي موجودون على WhatsApp على مدار اليوم لتقديم الإجابات والنصائح، وحض المشتركين على الالتزام. في حين أن البرامج الأخرى تخبرك بما يجب عليك فعله ثم تتركك وحدك، لكننا نؤمن بأسلوب دعم النساء في كل خطوة خلال الرحلة.

كوّنت علاقات صداقة مع أكثر من 150 امرأة رائعة من جميع أنحاء العالم

ما الذي جعلك تطلقين المشروع؟

خلال أول إغلاق بسبب كوفيد- 19 في المملكة المتحدة، طلبت مني أقرب صديقاتي المساعدة في الحصول على شكل أفضل، لأنهن لم يعد بإمكانهن الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية. فكونت مجموعة WhatsApp لتشجيعهن في رحلتهن ومتابعتهن. ومع مرور الوقت، بدأ عدد آخر من الأشخاص في طلب مساعدتي، فأطلقت .It’s SO Simple

لماذا قررت التوسع في الإمارات؟

أجمل ما في الطريقة التي نعمل بها أن الجغرافيا ليست عاملا مقيدا. في البداية انضم إلى البرنامج زوجان من أصدقائي القدامى من الإمارات والذين درسوا معي في الكلية نفسها في بوسطن. وبدأت بعدها في تلقي العديد من الاستفسارات عن البرنامج من النساء في الإمارات. أنتظر بفارغ الصبر انتهاء قيود السفر لأتمكن من مقابلة عملائي في الإمارات.. أنعم الله علينا بانضمام نساء من 4 قارات: أمريكا الشمالية، وأوروبا، وإفريقيا وآسيا وأستراليا. ولدي عملاء من دول لم أحظَ بزيارتها بعد!

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور مؤسسة برنامج اللياقة It’s SO Simple

كيف أسهمت رحلة اللياقة الخاصة بك في نجاح عمل البرنامج؟

كانت تجربتي الشخصية بداية كل شيء. بعد حمل لأربع مرات وإنجاب ثلاثة أطفال، وجدت نفسي في حالة سيئة وزني 85 كغ، وجسدي متعب وعقلي مستنزف. شعرت بأنني محاصرة في جسدي، وأدركت أنه يجب علي فعل شيء ما. بعد إجراء بعض الأبحاث العميقة أدركت أنني إذا ما أردت أن أصبح أمّا نشيطة مفعمة باللياقة والصحة، يجب علي أن أعمل بجد وأن أخرج من منطقة الراحة التي حاصرت نفسي بها. على مدار السنوات الثلاث التالية كان هدفي الأول هو فقدان الوزن واستعادة هويتي، وخسرت ما يعادل 30 كغ، وغيّرت طريقة تفكيري بالكامل، لذلك أعلم جيدا

أن كل شيء ممكن مع الإصرار. لدي رغبة كبيرة في تثقيف النساء بكل ما تعلمته خلال رحلتي، ولذلك بدأت .It’s SO Simple

 

بِمَ تنصحين النساء اللواتي يجدن صعوبة في إيجاد الوقت لممارسة الرياضة؟

هذا سؤال شائع جدا طرحته علي العديد من النساء عندما سمعن للمرة الأولى عن برنامجي. تفرض الحياة العصرية مطالب هائلة على النساء. أن تكون زوجة، وأما، وابنة رائعة، وأن تبدو جميلة، وأن تتفوق في حياتها المهنية، ولكن هذا غالبا ما يتركنا نشعر بالارتباك والتوتر.

أنا أؤمن بشدة بأن الرعاية الذاتية وحب الذات هو الوسيلة الوحيدة للظهور بأفضل صورة ممكنة. تعاني العديد من النساء الشعور بالذنب، حيث سيعتقدن أن تخصيص 40 دقيقة في اليوم لممارسة الرياضة أمر أناني، ولكن في الحقيقة إذا لم نهتم بذاتنا، فلن نستطيع الاهتمام بالآخرين.

يبقيني عملي مشغولة للغاية، وغالبا ما يبدأ في الساعة07:30 ، ولا ينتهي حتى الساعة 23:00 ، لم أكن شخصا صباحيا من قبل، لكنني الآن أستيقظ من الفراش في الساعة 6:30صباحا لأتمرن، يسمح لي هذا العمل بالتواصل مع نفسي، وإعادة شحن طاقتي، والتحكم في مزاجي خلال اليوم.

وبمجرد أن تعتادي على تخصيص نافذة قصيرة من اليوم لممارسة الرياضة، لن تنظري إلى الوراء أبدا، بل ستصبح من متطلبات حياتك اليومية التي لايمكنك الاستغناء عنها.