ثلاث مبدعات يخبرننا عبر فنّهن حكاية سعودية جديدة

يعكس رواة القصص العصر الحالي، والتطور، والمواهب الخام الطموحة التي تمثلها المملكة العربية السعودية. يجسّدون الجديد، والآمال والأحلام الكبيرة، والاحتمالات اللامحدودة المتاحة أمام أجيال اليوم والغد.

الكاتبة.. المغنية.. صانعة الأفلام

لا شك في أن هناك قوة كبيرة في القصة الرائعة. سواء وجدناها في كتاب أو صحيفة أو محادثة مع صديق أو زميل أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وسواء كانت في مكان فعلي أم افتراضي، نقابل في حياتنا اليومية الكثير من القصص المتداخلة. لكن كيف نستعمل قوة القصة في الفنون والثقافة؟

حين نتحدث عن مصادر إلهامنا والجهود التي بذلناها في عملنا الفني، نسمح للقراء أو المستمعين برؤية فنّنا من عيوننا. وذلك يعطي المتلقي شيئا ملموسا يتشاركه ويتناقشه مع الآخرين، ويقدّم إليه مرآة تعكس العصر الحالي، وهو أمر نادرا ما تستطيع قصة ثنائية البعد أن تفعله ضمن حدودها. كما في كل حرفة، هناك هيكلية محددة تثمر عن قصة ناجحة.

هنا نتعرف إلى ثلاث فنانات يظهرن لنا أهمية السرد القصصي من خلال حرفهن.

الكاتبة أمل الحربي

تصوير: "نايف القبع"   Naif Alquba

"أمل الحربي" كاتبة سعودية وناشطة في مجال الصحة النفسية. لديها رواية "فعلا" التي نالت جائزة الأدب في مبادرة الجوائز الوطنية من وزارة الثقافة، ومسرحية "الدائرة المستقيمة" التي عرضت في مهرجان جدة الترفيهي، وفيلم "ممسوس" الذي نال جائزة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي.

المغنية سوسن البهيتي

تعد "سوسن البهيتي" المولودة في جدة أول سوبرانو سعودية، وقد بدأ مشوارها الفني في سنين الطفولة حين تعلمت العزف بنفسها. طوّرت مهاراتها الصوتية مع أغانٍ وألحان من أنواع موسيقية مختلفة، واكتُشفت موهبتها الغنائية وإمكاناتها الصوتية أثناء دراستها في الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2008.

حققت إنجازا مهنيا مهما ارتقى بمسيرتها الفنية، حين غنّت في موسم الرياض. في عام 2020، وأحيت حفلا للجمعية السعودية البريطانية، واستضافتها قمة النساء لدول مجموعة العشرين، وغنّت في احتفال يوم الأوبرا العالمي مع شبكة "أوبرا من أجل السلام"، وكتبت عنها مطبوعات ومنصات إلكترونية عدّة، مثل الموقع النيويوركي "أوبرا واير". وأحدث حفل شاركت فيه كان في المتحف الوطني بالرياض، احتفاء باليوم العالمي للمتاحف.

بعد خبرة فنّية طويلة وغنيّة، أثارت اهتمامها تقنيات الغناء، فتخصصت فيها، وحصلت على شهادة مدربة صوت. وقد دفعها شغفها بالموسيقى إلى تأسيس معهد The Soulful Voice Institute الذي يقدّم برنامج تدريب أصوات هو الأول من نوعه في جدة. كما أنها أول مدرب سعودي في مجموعة خريجي مركز نيويورك لتدريب الصوت NYVC، وهي عضو منتسب في شبكة "أوبرا من أجل السلام".

 

صانعة الأفلام عهد العمودي

مرتكزة على أبحاثها في الدراسات الإثنوغرافية السعودية التي تعكس التغيرات المعاصرة، تهدف "عهد" من خلال أعمال التصوير الفوتوغرافي والفيديو والمطبوعات التركيبية التي تبتدعها، إلى إثراء التمثيل التاريخي للمملكة العربية السعودية.

ولدت "العمودي" في مدينة جدة عام 1991، وترعرعت بين المملكة المتحدة والسعودية، وهي تقيم وتعمل اليوم في جدة. وقد تأُثر عملها بتنقلها المستمر بين المملكتين، ليتناول التاريخ ومقاربات التمثيل الفني. تخّرجت في عام 2014 من جامعة دار الحكمة في جدّة، حائزة شهادة باكالوريوس في الاتصالات المرئية، ونالت درجة الماجستير في الطباعة من الكلية الملكية للفنون في لندن عام 2017. كما حصلت "عهد" سنة 2018 على منحة برنامج الإقامة في فلورنسا من مهرجان "ميدل إيست ناو" ومؤسسة "كروسواي فاونديشن".