مع إطلاق مجموعة المجوهرات الراقية Colors of Nature دار "تيفاني أند كو" تؤكد إصرارها على التفرد والإبداع

أطلقت دار "تيفاني أند كو" Tiffany & Co العنان لحرية الابتكار في مجموعتها الأخيرة من المجوهرات الراقية، والتي حملت عنوان "ألوان الطبيعة" Colors of Nature . وأبدعت بذلك في تقديم قطع مجوهرات فريدة عصرية التصميم، ورصعتها بلوحة ألوان واسعة من الأحجار الكريمة. تميزت المجموعة باحتوائها على مجموعة ثرية من الأحجار الكريمة والنادرة، مثل عقيق الديمانتويد الروسي وتورمالين كوبريان البايت والإسبينل، وبجمع الأحجار الكريمة في توليفات مدهشة ومبتكرة ضمن تصاميم باهرة حقا. تحتفي "ألوان الطبيعة" Colors of Nature بملامح الطبيعة من خلال أربعة مواضيع، هي اليابسة والبحر والسماء والأرض مزجت فيها تصاميم قابلة للتغيير، وتوليفات مبتكرة تتزاوج فيها الألوان بشكل أنيق. ودلالة على خبرات "تيفاني أند كو" النادرة، ضمت المجموعة ثمانية خواتم فريدة استوحي من كل منها تصميم علبة ثمينة تحتضنها. وقد صنعتها ورش الدار المتخصصة، فأتت بأعمال فنية نحتية ثمينة تميزت بها الخواتم الفاخرة. وبمناسبة إطلاق المجموعة كان لنا حوار مع "فيكتوريا ورث رينولدز" Victoria Wirth Reynolds كبيرة خبراء الجواهر في دار "تيفاني أند كو"، جلنا خلاله في عالم "تيفاني أند كو" المتألق.

تشدد "رينولدز" في بداية الحوار على تاريخ الدار العريق، الذي يمتد عبر أكثر من 180 عاما، تميزت في تقديم أجود أنواع الماس والأحجار الكريمة الملونة، فهذه الدار كانت السباقة في تقديم بعضها إلى عالم المجوهرات، مثل الكونزايت والمورغانيت والتزافوريت والتنزانيت. وهكذا كان موضوع "ألوان الطبيعة" مثاليا يتناسب مع تراث "تيفاني أند كو” العريق. قالت: "كان هذا المشروع مشروع الأحلام بالنسبة لي ولفريقي، لأننا دائما نبحث عن أندر الأحجار التي تجود بها الطبيعة وأكثرها روعة. وكان من الرائع حقا أن نرتقي بهذه الأحجار في مجموعة تستخدم الإبداع الاستثنائي المبتكر لرئيس الدار الإبداعي "ريد كراكوف" وفريقه، وتقديمها في هذه الأساليب غير المعتادة من حيث التقنيات والحرفيات التي جهدت في صياغتها.

تشير "رينولدز" إلى أن الأحجار لعبت دورا في توجه بعض التصاميم، وتضرب مثالا حجر الأوبال الأسود الاستثنائي الذي يتمتع بظلال لونية نادرة تميل إلى الأحمر والبرتقالي وبعيار يفوق السبعة قراريط، وتضيف قائلة: "أحب كراكوف وفريقه الإبداعي هذا الحجر الاستثنائي، وأراد أن يرتقي به بخاتم رصع أيضا بماس قطع خصيصا ليتناسب مع الرسم التصميمي. واستوحى من حجر الأوبال هذا فكرة إنشاء علبة ثمينة تحتضن الخاتم، وتبدو كأنها الصخرة التي يرسو عليها هذا الحجر في الطبيعة. وصيغت العلبة من أربعين شريحة فضة مؤكسدة، فإذا فُتحت انفجرت ألوان الأوبال الجميلة".

عقد من البلاتين والذهب الأصفر المرصع بأكثر من 36 قيراطا من الصفير الأصفر و 8 قراريط من الماس، وتتوسطه حجرة صفير أصفر يزيد عيارها على 21 قيراطا

وفي قطع أخرى فرض الرسم التصميمي أشكال وألوان الأحجار التي رصعتها، كان بينها عقد أتى بتصميم عصري غير متوقع تضمن موتيف "الدباسات" Staples الذهبية. تلاعب هذا التصميم بألوان الصفير الطيفية وأتى بتأثير تدرجات الألوان بدءا بالماس الأبيض، ثم الصفير الأصفر الباهت، ووصولا إلى الأصفر النابض بالحياة في حجرة صفير سيريلانكية غير معززة رصعت في وسط قلادة العقد. وتقول "رينولدز": "إن حجرة الصفير، التي يزيد وزنها على 21 قيراطا، هي نجمة القطعة دون شك، إلا أن عناصر التصميم وطريقة تقديمنا لها مختلفة تماما. وفي هذا العقد أراد كراكوف تقديم الحجر بطريقة غير متوقعة، ليبدو وكأن خيوط الصفير الأصفر تمسكه في شبكة، وتثبته في مكانه دباسات من الذهب".

خاتم من البلاتين مرصع بحجرة تورمالين كوبريان البايت نادرة يفوق وزنها 11 قيراطا وبالماس بقطع تريليون المثلث

وتؤكد "رينولدز" أن العمل على هذه المجموعة كان ممتعا للغاية، فقد بحث فريقها عن أفضل أنواع الأحجار وعن الألوان غير المعتادة، وخاصة أن الشيء الوحيد، برأيها، الذي يمكنه أن يعكس جمال الطبيعة هو الطبيعة نفسها، ومن خلال هذه الأنواع والألوان الاستثنائية للجواهر. أما عن الجواهر غير المتوقعة، فتلفت إلى أحجار الإسبينل التي ترصع عقدا في فصل السماء من المجموعة. وتقول: "الإسبينل من الأحجار التي يعشقها خبراء الجواهر لندرتها. ونظرا لندرتها فلا تُستخدم كثيرا، ولذا هي غير معروفة كثيرا بين الناس. وقد حصلنا على مجموعة نادرة جدا من الإسبينل وبظلال لونية مذهلة، فأردنا أن نرفعها ونعلو بها في عقد أبدع كراكوف وفريقه في تصميمه. وهو برأيي كأنه يجمع شروق الشمس وغروبها في قطعة واحدة". وقد رصع هذا العقد بأحجار
الإسبينل الزرقاء والأرجوانية والوردية التي بلغ وزنها الإجمالي 81 قيراطا، وبأكثر من 39 قيراطا من الصفير الأرجواني بقطع الباغيت، وبأكثر من سبعة قراريط من الماس. وتستطرد "رينولدز" الحديث عنه قائلة: "استغرق العثور على هذه المجموعة من أحجار الإسبينل نحو عامين، فقد يكون من السهل الحصول على واحدة منها، ولكن جمع صف مثل هذا شكل تحديا كبيرا لنا. وكان التحدي الأصعب هو كيفية جمع هذا التنوع من الأطياف اللونية والنوعيات المختلفة دون أن تكون طاغية. وأتى التصميم مبتكرا
وأطال صف الإسبينل، بحيث يمكنك رؤية كل الأحجار الكريمة بطريقة بديعة، فهو مرصع من مؤخرة العنق، ويتدفق بجمال إلى الأمام".

عقد مرصع بأحجار الإسبينل الزرقاء والأرجوانية والوردية التي بلغ وزنها الإجمالي 81 قيراطا، وبأكثر من 39 قيراطا من الصفير الأرجواني وبأكثر من 7 قراريط من الماس

وتلفت "رينولدز" إلى مجموعة أحجار عقيق الديمانتويد الروسي النادرة التي شكلت تحديا كبيرا لفريقها، واستغرق جمعها زمنا طويلا، فتقول: "إن العثور على واحدة منها أمر صعب، فما بالك إن أردت مجموعة متناسقة اللون والجودة. وقد رصعنا خمس عشرة حجرة عقيق من الديمانتويد الروسي تتمتع جميعها بلون أخضر براق، وبوزن إجمالي يزيد على 22 قيراطا، في عقد قابل للتحول في فصل اليابسة. وأتى العقد بصف مرصع بالماس بقطع مختلف، وبصف آخر مرصع بالماس يتزاوج مع عقيق الديمانتويد الروسي. ويمكن تحويله والتزين بأي من الصفين منفردين أو مجتمعين".

عند سؤالها عن ميزة عقيق الديمانتويد الروسي تجيب بأنه حجر كريم اكتشف في روسيا في القرن التاسع عشر، وهو نادر جدا، أما ميزته، فهي في لونه وبريقه الاستثنائي. وتزيد: "تشتهر الأحجار الكريمة بألوانها، ولكن من النادر جدا العثور على أحجار كريمة ملونة ذات تشتت ضوئي أعلى من الماس، ولذلك عندما تنظرين إلى ذلك العقد سترين ومضات رائعة من الألوان التي تنعكس منه. وقد وضعناه في فصل اليابسة، لأن هذا اللون الأخضر يذكرنا بلون الأعشاب المورقة في فصل الصيف. وتتميز مجموعة الأحجار التي ترصع العقد بتضمين رقيق للغاية وجميل في أسفل قاعدتها يشبه شكل ذيل الحصان".

براعة تقنية

خاتم من الذهب الأصفر والبلاتين، مرصع بماسة صفراء يفوق وزنها 5 قراريط ونحو قيراطين من الماس. أما الآنية فمصنوعة من الذهب الأصفر والفضة

تعبّر مجوهرات "تيفاني أند كو" الراقية عن البراعة الفنية الجريئة والتصميم المبتكر، وتستعرض إبداعاتها مهارات الدار التقنية العالية. وقد تميزت الدار عبر تاريخها الذي يقارب القرنين بخبرة لا تضاهى بالعمل على الأحجار الكريمة والماس، وابتكرت عبر السنين أشكال قطع ألماس مختلفة، كان أحدثها قطع "الجليد المتصدع" التي قدمتها عام 2018 . فتقول "رينولدز": "منذ نحو ثلاث سنوات، صمم كبير خبراء الجواهر السابق في الدار: ملفين كيركلي قطعا مبتكرا أطلقنا عليه اسم الجليد المتصدع. بدأت فكرته من أنك لو أخذت ماسة وقطعتها في شكل بالغ الرقة لبدت وكأنها تحطمت. أعجب المدير الإبداعي "ريد كراكوف" بالفكرة، لأنها تقدم الماس بشكل مختلف جدا، وأدرجها للمرة الأولى في بعض قطع مجموعة المجوهرات الراقية لعام 2019 . ومنذ ذلك الحين نحاول أن نقدم في بعض تصاميمنا قطع "الجليد المتصدع" بأسلوب مختلف. وترينه في مجموعة ألوان الطبيعة، وفي ثلاث قطع رائعة، أذكر منها دبوس السلحفاة الاستثنائي الذي يتحول إلى قلادة. وقد رصعنا صدفة هذه الحلية بماسات قطعت خصيصا حسب التصميم، فجاءت بشكل بديع يشابه المشكال الماسي".

بروش السلحفاة الاستثنائي يمكن تحويله إلى قلادة

وتلاعب فريق التصميم بعنصر الشفافية في قطع "الجليد المتصدع" في بروش الفراشة القابل للتحول، التي تصفه "رينولدز" بأنه من أكثر القطع المذهلة من الناحية التقنية. وتقول: "أردنا أن نعكس رقة وجمال وشفافية ريش الفراشة في هذه القطعة، لكن هذا أمر تصعب ترجمته بالمعدن الصلب. إلا أن حرفيي الدار من الصاغة أدوا عملا باهرا بأن صاغوا هيكلا برقة الورق، لكنه متين في الوقت نفسه، وبآلية خفية تسمح بتحريك وضعية الجناحين ليأخذ البروش أشكالا مختلفة عند تحريكها. رصعنا هذا الهيكل بالماس من جهة، وبالصفير الأرجواني من جهة أخرى. وقطعت الأحجار الكريمة لتكون رقيقة جدا لتعطينا هذا التأثير الشفاف. وأشير إلى أن قطع الصفير بهذه الرقة مع الحفاظ على الإشباع اللوني أمر شاق وصعب، وتطلب العمل عليه نحو عامين. وكانت النتيجة بالغة الجمال، وهي دون شك من أجمل القطع التي شاركت في العمل بها، من الناحية الجمالية والتقنية والندرة".

تأصل في الماضي

عقد مرصع بالماس وبأكثر من 22 قيراطا من العقيق الديمانتويد الروسي النادر، وهو قابل للتحول

يرتكز فريق التصميم في الدار على تراث مؤسسها "تشارلز لويس تيفاني"، ويجدد الموتيفات الكلاسيكية ويجمع بين القطع التصويرية والتجريدية، ويبدع قطع مجوهرات راقية تتأصل في الماضي، لكنها تكتسب معاني جديدة وبطلة عصرية. وقد ضمت المجموعة بروش اليعسوب، وهو من الموتيفات التي آثرها مؤسس الدار، فظهرت في الكثير من إنتاجها عبر السنين. أما في مجموعة العام، فقد تلاعب تصميمه بعنصر تدرج ألوان الأحجار الكريمة التي ترصعه وبشفافيتها.

أقراط أذن من المجموعة

وتقول "رينولدز": "إن الفراشة واليعسوب من الموتيفات الأيقونية لدارنا، لكن من المثير للاهتمام أننا قدمناهما بشكل مختلف تماما. فقد ركزنا في الفراشة على الخفة والقدرة على التحول، في حين أن بروش اليعسوب يأتي كبيان لون يرتقي بأشكال خلية النحل، ويعرض تدرجات ألوان أحجار الصفير التي ترصعه، وهو حلية لافتة للنظر، كبيرة الحجم والمظهر". وقد صيغ البروش من الذهب الأصفر، ورصع بنحو 39 قيراطا من الصفير، ونحو 5 قراريط من الماس. في نهاية الحوار، عبرت "رينولدز" عن فخرها بهذه المجموعة الراقية. وقالت: "أشيد بالعمل الاستثنائي الذي قدمه ريد كراكوف وفريقه الإبداعي، فقد نجحوا في الارتقاء بالأحجار الكريمة والماس وتقديمها بطريقة مبتكرة وحديثة. إن كل قطع المجموعة قطع فنية يمكن التزين بها، ونأمل أن يتزين بها زبائن الدار، ويقيّموها ويستمتعوا بها بقدر ما استمتعنا نحن بتصميمها".