بمناسبة يوم الأرض.. مبادرتا "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" لحماية الأرض والطبيعة

يواجه كوكب الأرض العديد من التغيرات التي تهدد وجود الإنسان وبقاءه، وترتبط تلك التغيرات بالعوامل التي تأثر في البيئة، ومنها العوامل البشرية والعوامل الطبيعية، ونتيجة لتلك التغيرات تؤدي تلك المشكلات البيئية إلى إحداث تغيير سلبي بخصائص البيئة الحيوية. وقد لا يدرك الكثيرون أن تلك التغيرات قد تؤثر في الإنسان بشكل مباشر في المستقبل القريب، وتسعى المنظمات الدولية وحكومات الدول لمواجهة تلك التغيرات بتوعية الجميع لتعزيز أهمية الحفاظ على البيئة، ومكافحة التلوث، ورفع مستوى الحياة، والحد من تدهور الأراضي والحفاظ على الطبيعة. وتأكيدا لدور المملكة العربية السعودية الريادي والعالمي في مواجهة التحديات البيئية بالمنطقة أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي عن مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين سترسمان توجه المملكة ومنطقة الشرق الأوسط في حماية الأرض والطبيعة، ووضعها على خريطة ذات معالم واضحة وطموحة تسهم بشكل كبير في تحقيق المستهدفات العالمية في التغيير المناخي ومواجهة التحديات البيئية التي تهدد الإنسان والمنطقة والعالم.

وادي الديسة الجنة في وسط صحراء منطقة تبوك

'السعودية الخضراء"

تستهدف رؤية المملكة 2030 تحقيق استدامة بيئية للأجيال القادمة، وذلك من خلال حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، ومواجهة التحديات البيئية في المملكة. وتشكل تلك التحديات تهديدا اقتصاديا للمنطقة نتيجة التغيرات السلبية في الخصائص البيئية الحيوية، كارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسبة الأمطار وانجراف التربة، ونشاط الكثبان الرملية. وتشمل مبادرة "السعودية الخضراء" الوطنية أهدافا عدة لتنسيق الجهود ومواكبة التطورات الإقليمية والدولية، حيث شهد العالم ارتفاع العواصف الرملية بنسبة 25 في المئة، منذ القرن التاسع عشر، وانخفاض نسبة الأمطار الذي أدى لانجراف التربة ونشاط الكثبان الرملية.

وتسهم المبادرة في مواجهة التغيرات من خلال زيادة مستوى الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، وإيجاد حلول بديلة تساعد على ذلك. وتعمل المبادرة على الحفاظ على الحياة البحرية، وحماية الشعاب المرجانية.

"السعودية الخضراء"، المبادرة الوطنية الطموحة للمملكة العربية السعودية، تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة، وتسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة التغير المناخي، ومكافحة التلوث من خلال عدد من المبادرات الطموحة، ومن أبرزها مبادرة زراعة عشرة مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية، ومبادرة تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة أعلى من 4 في المئة من المساهمات العالمية. وتشمل المبادرات أيضا خطة مشاريع الطاقة المتجددة التي سترفع حصة الطاقة النظيفة لإنتاج الطاقة في المملكة من نسبة 0.3 في المئة إلى 50 في المئة بحلول عام 2030 م.

النمر العربي المهدد بالانقراض

مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" نحو مستقبل أكثر إشراقا

تجتمع دول مجلس التعاون لدول الخليج ودول الشرق الأوسط في مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، وبالتعاون مع الحلفاء والمنظمات لمواجهة التحديات البيئية والتغيرات السلبية في الخصائص البيئية الحيوية، والحد من التلوث والحفاظ على الطبيعة. وتتضمن آلية عمل مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقد قمة سنوية بمسمى "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، بحضور  قادة الدول والوزراء والمسؤولين في المجال البيئي لمناقشة تفاصيل الآلية وتطبيقها. وتعمل المملكة على إنشاء منظمة غير ربحية لتنفيذ القمة ومتابعة تحقيق مستهدفات المبادرة في مواجهة التحديات في المنطقة، ورسم مستقبل بيئي أكثر إشراقا في الشرق الأوسط.


مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" نحو مستقبل أكثر إشراقا تطلقها المملكة لتكون خريطة طريق إقليمية للمنطقة، وتسهم في مواجهة التحديات ضمن الجهود المشتركة من خلال تعزيز كفاءة الهيدروكربون في المنطقة، وإطلاق خطة لإعادة التشجير في العالم تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط. وهو ما يمثل نسبة 5 في المئة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

نيوم المستقبل الجديد

ريادة سعودية لإحداث تأثير عالمي يعزز الجهود البيئية

تشكل مبادرتا "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" تسلسلا طبيعيا لما أنجزته المملكة العربية السعودية في الشأن البيئي. ومنذ انطلاقة رؤية المملكة 2030 ، أولت الرؤية اهتماما كبيرا بالبيئة. وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهدت السعودية إنجازات عديدة في المجال البيئي، في إعادة هيكلة شاملة للقطاع البيئي، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي في عام 2019 . ورفعت المملكة نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4 في المئة إلى ما يزيد على 14 في المئة من مساحة المملكة. وخلال السنوات الأربع الماضية زادت نسبة الغطاء النباتي في المملكة 40 في المئة، وتمكنت المملكة من الوصول إلى أفضل مستوى في الانبعاثات الكربونية للدول المنتجة للنفط. إنجازات عديدة في المجال البيئي قدمتها المملكة لمواجهة تحديات التغير المناخي والبيئي، وبانطلاق مبادرة "السعودية الخضراء"، المبادرة الوطنية التي تسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية في مكافحة التلوث، ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط، تؤكد المملكة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإطلاقها للمبادرتين دور المملكة الريادي والعالمي في مواجهة التحديات البيئية، وتكوين مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.