الزمرد.. حجر كريم بتاريخ ملكي عريق

طوال تاريخ الحضارة، احتفظ الزمرد بمكانته كواحد من أكثر الأحجار الكريمة الملونة قيمة، واستحوذ بلونه الأخضر الخلاب على حب الملوك والملكات منذ آلاف السنين.

يُشتق الزمرد من كلمة فارسية تعني "جوهرة خضراء" ثم تغيرت من اليونانية إلى اللاتينية مثل smaragdus ، ثم إلى esmaurde ، esmralde ، وفي القرن السادس عشر إلى  Esmeralde.

فصوص من حجر الزمرد

يمتلئ التاريخ وراء الزمرد Emeralds بالملوك الذين سعوا للحصول على هذا النوع من الأحجار الكريمة الثمينة لندرتها وجمالها البليغ.

وفي التقرير التالي، نستعرض لكم قصة الزمرد على مر السنين، الحجر الكريم ذو التاريخ الملكي العريق.

-الزمرد في الحضارة الفرعونية

كان الزمرد من الأحجار الكريمة المفضلة لتيجان وتمائم الملوك والملكات في أقدم الحضارات في العالم، من أولهم وأبرزهم الحضارة الفرعونية.

قبل بدء التعدين في المصادر الكولومبية الحالية، جاء معظم الزمرد من صعيد مصر، حيث استخرجت أول أحجار الزمرد المعروفة في مصر حوالي 1500 قبل الميلاد.

 قلادة مصرية من الذهب الأصفر والمينا والزمرد واللؤلؤ تعود لحوالي عام 1875

-الزمرد والملكة كليوباترا

خلال عهد الملكة الفرعونية كليوباترا (51 قبل الميلاد - 21 قبل الميلاد)، عندما بدأ التعدين يكون نشاطاً أكثر انتظاماً، أصبح الزمرد هو الحجر الكريم المفضل لها وشغفها الكبير  لدرجة أنها أحاطت نفسها به، إذ كانت ترتديه كزينة، وتزين قصرها به، الحجر الذي أسر قلبها فخصصت  من أجل استخراجه منجماً خاصاً بها.

 ومن اشتهار صحراء مصر النوبية في العصور الفرعونية بمناجم الزمرد، كانت تصدره إلى قصور حكام بلاد فارس والهند وبيزنطة.

-حبة زمرد يوليوس قيصر

عرف عن يوليوس قيصر امتلاكه حبّة زمرد كبيرة شفافة كان يستخدمها لإراحة نظره وتحسين الرؤية.

قلادة من الزمرد الطبيعي

-عدسة زمرد نيرون

اشتهر نيرون، آخر إمبراطور لروما بضعف الرؤية، ومن هنا قيل إنه كان يستخدم عدسة أحادية مع عدسة الزمرد لمشاهدة ألعاب المصارع، وذلك لاعتقاده بأن الألوان الخضراء للزمرد تخفف التعب في رؤيته.

- الإمبراطور شاه جهان وتزيين تاج محل بالزمرد

استخدم الإمبراطور المغولي الخامس شاه جهان أكثر من 250 رطلاً من الزمرد لتزيين الجدران الرخامية البيضاء وتماثيل الطاووس لتاج محل (الضريح الذي بناه لجمع رفات زوجته الحبيبة ممتاز محل في مدينة أغرا في وسط الهند ويعد من أروع النصب التذكارية في العالم)، حيث نقشت الزمردات المستخدمة بنصوص مقدسة وألقاب وأسماء حكام المغول.

-الزمرد الكولومبي

عندما غزا الغزاة الأسبان في القرن الـ16 ما يُعرف اليوم بكولومبيا، فوجئوا بالعثور على أحجار الزمرد الخام الضخمة والمجوهرات التي شكلتها الإنكا (إمبراطورية قديمة بنتها شعوب من الهنود الحمر في منطقة أمريكا الجنوبية)، التي كانت تستخدم بالفعل الزمرد في مجوهراتهم واحتفالاتهم الدينية منذ 500 عام.

بعد ذلك، قام الإسبان بتداول الزمرد في جميع أنحاء أوروبا وآسيا مقابل المعادن الثمينة، مما فتح تجارة الزمرد لبقية العالم.

بروش من الزمرد وزهور المينا على الذهب من منتصف القرن الـ17 في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن

-الزمرد في العصر الحديث

تنتج كولومبيا الآن أكبر كمية من الزمرد، حيث تساهم بأكثر من 50 في المائة من إجمالي إنتاج الزمرد في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أن كولومبيا هي المصدر الأكثر شهرة للزمرد الأخضر الداكن، فإن زامبيا والبرازيل من بين المنتجين الرئيسين لأحجار الزمرد الرائعة.

عقد Theia مرصع بالزمرد الكولومبي والكريستال الصخري والماس والأونيكس والذهب الأبيض من cartier

-المجوهرات المرصعة بالزمرد في الماركات العالمية

أدخلت الكثير من دور المجوهرات الراقية حجر الزمرد الملكي ليكون بطل أرقى قطعها التي تسحر بها جميع النساء من محبات الفخامة والملكية والتي تباع بملايين وآلاف الجنيهات، من أبرز هذه العلامات، هاري وينستون وكارتييه وبياجيه وشوبارد وغيرها الكثير.