الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة سيف العميمي لـ"هي": أعمالي الفنية تعيد المرء عبر الزمن

فاطمة سيف العميمي، فنانة إماراتية شابة تتنفّس الفن وتهواه. منذ نعومة أظافرها، تأثرت بأخيها خالد، عاشق الفن، وها هي اليوم تطلق لوحاتها المميزة التي ترتكز على كرات جميلة غنية بالألوان المشرقة، تعكس لحظات وتجارب تركت أثراً في نفسها.

دبي : "سينتيا قطار" Cynthia Kattar

تصوير: Elena من The Factory
ماكياج: دانيال من Guerlain

إطلالة من YNM وحقيبة من  Maison Amalia 


كيف بدأت رحلتك الإبداعية؟ وما الذي دفعك إلى اختيار الفن؟
أخي هو السبب الأساسي. أتذكر بوضوح دخول غرفته، وكيف كنت تلك الفتاة الصغيرة الفضولية والمندهشة بكل ما حولها من أعمال فنية معلقة ومنتشرة على الجدران والطاولة. جمالياته كانت غريبة بعض الشيء وجميلة جدا، فكان من الطبيعي أن تشعل شيئا داخل الفتاة الصغيرة، فشكرا لك خالد. ومنذ ذلك الحين، عرفت أنني أريد سلك درب الفن، ولحسن الحظ، أنعم علي الله بوالدين محبين وحنونين سمحا لي بالتطور وباستكشاف اهتماماتي بتعمق وحرية.


كيف تصفين أعمالك الفنية؟

هل سمعت يوما قطعة موسيقى أو شاهدت فيلما وتحرّك شيء ما في داخلك لم تستطيعي وصفه؟ هذا ما تمثله كرات الألوان التي أبتكرها. إنها حزمة مشاعر تحييها الألوان.
هلا أخبرتنا أكثر عن قطعك الفنية وعن الدوائر والكرات الجميلة الغنية الألوان؟
هذا ما أسميه حمض الفنان النووي. أعمالي الفنية تستطيع أن تعود بك عبر الزمن، عاطفيا. كل عمل فني فريد حقا، ومن غير الممكن إعادة ابتكاره. هي أشبه بلحظة نختبرها في فترة زمنية ولا يمكننا إعادة عيشها. الألوان المائية تمثلني: هي حرة وثائرة وعفوية. والألوان المدورة تمثل شخصيتي وأحساسي ومزاجي في اللحظة التي أرسم فيها. لدى رؤية القطعة، يمكن أن يعود المرء عبر الزمن إلى ذكرى معينة وإحساس معين يتفاعل معه، فيعيش أقرب تجربة إلى السفر عبر الزمن. كل عمل فني يخبر قصة، وفني يخبر قصتي. إنه بالفعل حمضي النووي. كفنانة، من الصعب أن أقدّم عملا فنيا يلقى تجاوبا من الجميع. لكن الجانب الفريد من أعمالي هو أن الشخص ذاته يمكن أن يختبر أحاسيس مختلفة تجاه كل قطعة، ويمكن أن يتجاوب معها في أوقات مختلفة بحسب مشاعره وأفكاره ووجهة نظره في اللحظة المعنية.
خصصت دولة الإمارات فعاليات مختلفة عبر السنة للفن، وأنشأت منصات عديدة للمواهب الشابة الناشئة. كيف تصفين مشهد الفن في الإمارات وكيف ترين مستقبله؟
من الرائع أن نرى مدينة يافعة تحتضن فعاليات ومنابر فنية مختلفة وعديدة، ومن بينها الفعالية المفضلة لدي "آرت دبي" التي تسلط الضوء على أنواع كثيرة من الفن والفنانين، ما يسمح لنا بالتعارف والتواصل وربما التعاون. لكن، عن خبرة، أدركت أن غاليريهات كثيرة في دبي تميل إلى اختيار الفنانين الأكثر نجاحا وشهرة، بدلا من لفت الأضواء نحو الفنانين الصاعدين الذين ما زالوا في بداية مسيرتهم والذين يستحقون فرصة للتألق. على أمل أن يلقى هذا الموضوع اهتماما أكبر وأن تستمر الأمور بالتطور نحو الأفضل.
جائحة "كوفيد - 19" أثرت على الجميع بمن في ذلك الفنانين. كيف أثرت على عالم الفن؟ وما هو أبرز درس علمتك إياه هذه الأزمة؟
حين نكون مقيدين، نجبر على ابتكار طرق مختلفة لإنتاج التصاميم. رؤية فنانين يجدون طريقهم للتغلب على ما نمر به واجتيازه أمر ملهم حقا، ويثبت أنه مهما كانت الظروف، سيجد الفنانون دوما اتجاها يسلكونه ويتطورون من خلاله ويزدهرون.
ما هي التجربة الأهم التي تشعرين بأنها ستعيد صياغة نظرتك بعد هذه الفترة الصعبة التي نعيشها؟
من المهم أن نأخذ خطوة إلى الوراء، وألا نحاول فرض تصميم أو مشروع أو فكرة إبداعية. علّمتني هذه الجائحة أن أعامل نفسي بلطف وألا ألزمها بما قد أعتقده واجبا.
ما رأيك بريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة في الإمارات؟
إمكانيات النمو كثيرة، والفرص لا تنتهي. تستطيع الشركات الصغيرة أن تنمو بسرعة مع الدعم الصحيح، وهي فقط مسألة عزيمة وتكوين شبكة علاقات مناسبة. قد نواجه صعوبات عديدة في طريقنا، لكنها جزء من نمونا. لذلك، لطالما أننا نسعى إلى العمل في هذا القطاع لنكون جزءا منه، سنجد دائما وسيلة للنجاح فيه.
من هم الفنانون العالميون والمحليون المفضلون لديك، ولماذا؟
سأشيد أولا بالفنان المحلي الموهوب "فارس الشعفار" (faris.alshafar @). أعماله إحياء حرفي لأحلام خيالية تحرّك الحواس البصرية، وهو معروف بأشكاله التي تحوّل الأنماط الموجودة في الطبيعة وبالتصاميم شبه التجريدية لأغصان الأشجار ولحائها. وبالنسبة إلى الفنانين العالميين، أحب "إليانور جونسون"(@eleanorJohnsonstudio) فعملها مزيج جميل من لوحات عصر النهضة وأعمال الأسلوب التنقيطي للفنان "ماتيس".
ما هي مشاريعك التالية؟
حاليا، أناقش مع عدد من الفنانين والمصممين في دبي احتمالات العمل على مشاريع تعاون مشوقة أتمنى أن أكشف عنها في الأشهر المقبلة. غير أن محور تركيزي هو نموي الذاتي كفنانة ومبتكرة. وأؤمن حقا بأنه من المعرفة تولد إمكانات كثيرة.
بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها من الإمارات إلى العالم؟
دولتنا عمرها 49 سنة، هي يافعة لكن جديرة بكل تقدير لما وصلت إليه. وذلك بفضل توجيه قادتنا وإصرارهم، وسعيهم المثابر لإبقائنا في سلام ونمو متواصل في كل النواحي.