مؤسسة مشروع “ياشكي” ياسمين الخواشكي لـ"هي": أميل إلى البساطة في التنسيق

حوار: "مشاعل الدخيل" Mashael Al Dakheel
تصوير: "مختار شاهين" Mokhtar Chahine

أصبحت ظاهرة تنسيق المنازل وترتيبها من الأولويات التي تحرص عليها العائلات والأفراد، لضمان الراحة العملية، وخاصة في ظل التغييرات الجذرية التي حلت علينا في مطلع 2020 . وتشهد مشاريع تنسيق وترتيب المنازل نقلة نوعية في عالم تصميم الديكور الداخلي، حيث تعد واحدة من أكثر الحلول العملية التي يميل إليها الأشخاص، للتفرد في مساكنهم، وتعكس شخصياتهم، وتساعدهم على خلق مساحات تحكي قصتهم.
التقينا بمنسقة المنزل واستغلال المساحات ياسمين الخواشكي صاحبة مشروع "ياشكي" التي تخصصت في هذا المجال، وصنعت من شغفها وهواياتها مهنة تسعى من خلالها إلى نشر ثقافة وعي جديدة في مجتمعاتنا حول فكرة وفلسفة تنسيق المنازل والمساحات بنظرة مثالية يتخللها حس فني متناسق. تعرفي معنا إلى مفهوم مشروع "ياشكي" وأبرز الصيحات الرائجة في عالم تنسيق المنازل واستغلال المساحات.

ما فكرة مشروع "ياشكي"؟

لدي شغف بما يتعلق بالمنزل وتنسيق مساحات جميلة واستغلالها لتواكب حياتنا اليومية. هدفي هو أن أكون مصدر إلهام للناس بأن يستمتعوا في منازلهم من خلال تحويلها إلى مسكن له هوية تحكي قصصهم. وأعمل في "ياشكي" على تنسيق المنزل وإضافة الإكسسوارات التي تمنح غرف المنزل المختلفة الحيوية، كما أحاول من خلال توزيع المفروشات استغلال مساحة الغرفة لاستخدامات متعددة. إضافة إلى ذلك، أقدم استشارات حول الترتيب والتنسيق، وهو ما يعطي الفرصة لأصحاب المنزل للاستمتاع بتنسيق منزلهم بأنفسهم من خلال تقديم الإرشادات الاحترافية من طرفنا. بالنسبة، لي تنسيق المنزل أو ما أفعله لا يقتصر على الأثاث أو الإكسسوارات فقط، بل على العكس، أستمتع برؤية سعادة الأشخاص وصفاء تفكيرهم بعد كل مشروع، وعلى هذا أحمد الله أنه أعطاني القدرة على مساعدة الناس من خلال هذه الخدمة التي أعتبرها شغفي.

تخصصتِ في تنسيق المنازل واستغلال المساحات، كيف يختلف مجالك عن مجال التصميم الداخلي؟
من وجهة نظري كل ما يخص المنزل من تنسيق أو تصميم أو بناء أو ترتيب مرتبط ببعضه البعض، وفي نهاية الأمر يخص عائلة أو أشخاصا معينين. لكن للرد على السؤال، التصميم الداخلي يهتم أكثر بمساحة الغرفة، وأثاثها، وتفاصيل الجداران، وينظر إلى مشروع تغيير الغرف جذريا. أما مجالي، فهو يسمح بإعادة استخدام ما هو موجود أساسا من مفروشات، واستغلالها بطريقة جميلة ومميزة. وتعتمد أغلب المشاريع في مجالي أحيانا التركيز على الإكسسوارات، أو تغيير مواقع الأثاث والمفروشات الموجودة بطريقة تسهم في استغلال مساحة الغرفة بشكل أكثر تناسقا، وتعطي المنزل هوية خاصة، وهو ما يساعد على ان يكون الروتين اليومي مريح وجميل لأصحاب المنزل.

حدثينا عن مشوارك المهني بداية من اكتشافك لهذا الشغف إلى تخصصك وتطوير مهاراتك فيه؟
لا أعتبر "ياشكي" بحد ذاتها مهنة، فقد أحببت كل ما يتعلق بالمنزل من تنسيق أو ترتيب أو حتى بالطبخ منذ الصغر. أستمتع بزيارات الضيوف إلى منزلنا، إذ كنت أساعد والدتي في ترتيب السفرة وتنسيق الورود. وعندما أصبح لدي منزلي الخاص زاد هذا الشغف، وأصبحت أهتم أكثر بالتفاصيل، وأستمتع بها. في بداية المشوار لم يخطر على بالي أن ما أفعله يمكن أن يتطور لخدمة أقدمها للناس. ومن سنة لأخرى، ومن مساعدة صديق إلى مساعدة آخر في تنسيق المنزل، قررت أن أحول هوايتي وشغفي إلى أسلوب حياة أو إلهام أقدمه للناس.

كونك في هذا المجال، يعني أنك مطلعة أولا بأول على آخر الصيحات في عالم تنسيق الديكور، واستغلال المساحات. من أين تحصلين على مصادرك؟
عن طريق الدورات الصغيرة لمختلف أنواع التنسيق، سواء كان للورود أو تنسيق سفرة أو كيفية تنسيق الإكسسوارات بحد ذاتها، إضافة إلى ذلك، أؤمن بتغذية البصر والعقل بصورة جميلة. أحب تصفح الإنترنت سواء على Pinterest أو الصور على الإنستغرام، لأنها بحد ذاتها تدريب على رؤية وتخزين الأفكار بطريقة جميلة.
هل لك أن تذكري لنا بعض التيارات الدارجة حاليا، وخاصة في فترة الحجر المنزلي؟
الحجر كان فترة صعبة على الأغلبية، لكن إذا نظرنا إليها بإيجابية، فقد أظهرت جوانب إيجابية كثيرة، كاكتشاف المواهب، وأتوقع أن الأغلبية اكتشف مواهبه في الطبخ أو الاهتمام بترتيب وتنسيق مائدة الطعام لمناسبات مختلفة.
كيف تختلف ثقافة التنسيق المنزلي في مجتمعنا عن العالم؟
في المجتمعات الأخرى وخاصة الغربية، يميلون إلى تطوير واستغلال الموجود في منازلهم من أثاث، حيث يستغلون قطعا موجودة لديهم مثل طاولة قديمة، وتجديدها من خلال طلائها أو تغيير مقابض الأدراج، ليصبح شكلها جديدا ومميزا، حتى إنهم في أغلب الأحيان يعتمدون على أنفسهم في دهان الغرف وقطع الأثاث. قد تكون هواية للشخص أو لتقليل المصاريف. أما الأغلبية في مجتمعنا، فعندما يضجرون من شيء في منازلهم يتجهون لشراء الجديد. هذا الأسلوب أو الفكر هو من ضمن الأشياء التي أسعى إلى تغييرها من حيث نشر الوعي والثقافة حول استغلال الموجود في المنزل، وتحويله إلى قطعة جديدة بإبداع.
كيف تصفين "ستايلك" أو فلسفتك في تنسيق المنازل؟ هل أنت من مناصري دمج الحضارات والثقافات؟
بالنسبة لـ "الستايل" فأنا دوما أميل للبساطة في التنسيق، و أؤمن بأن كل ما هو بسيط لا تمل منه العين، أما بالنسبة للفلسفة، فأنا أعتبرها إلهام الناس باستخدام منازلهم لأنفسهم ولعائلتهم. يجب أن يتغير مفهوم أن كل البيوت يجب أن تكون كما كانت بيوت آبائنا من قبل. الزمن تغير وحجم البيوت تغير، كل بيت يجب أن يتناسب مع روتين وأسلوب حياة العائلة فيه. دائما أطلب من عملائي أن يعتبروا أنفسهم ضيوفا في منازلهم كل يوم. ونعم بالتأكيد أؤيد دمج الحضارات والثقافات، لأنها في نظري تصنع هوية البيت.
برأيك، ما المساحة التي يجب أن تحظى بأكبر اهتمام من ناحية التنسيق في المنازل؟
المساحة التي تجلس فيها أو تستغلها العائلة بطريقة يومية أو روتينية، وذلك يختلف من عائلة لأخرى، حسب عدد أفراد الأسرة، وكذلك الأطفال وأعمارهم.
كيف تساعدين عملاءك في تنسيق منازلهم وفقا لشخصياتهم؟

في بداية كل مشروع أحب أن أتعرف إلى عملائي، وإلى شخصياتهم، وإلى هواياتهم وروتينهم. كل هذه الأسئلة تمكنني من التعرف إليهم بشكل أفضل، ومن ثم التفكير في الطريقة الفضلى لاستغلال المساحة، أو استخدام الألوان أو الإكسسوارات المناسبة بطريقة تمنحهم الطاقة الإيجابية في المكان. أؤمن بأن المكان أو المساحة من حولنا قد تمنح الإنسان الشعور بالسعادة أو العكس، وكيفية وضع الأثاث أو ترتيبه أو حتى الألوان المستخدمة في المساحات لها تأثير في النفسية بشكل يومي.
ما الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس عند تنسيق منازلهم؟
عدم استغلال المساحة بطريقة مفيدة، فمثلا الأغلبية يوفرون أكبر مساحة في المنزل للضيوف، وهو ما نسميه (الصالون)، بينما المجلس العائلي اليومي يكون من أصغر الغرف، وفي نظري يعود ذلك إلى الثقافات والعادات التي تعودنا عليها.

مؤسسة مشروع “ياشكي” ياسمين الخواشكي
ما التيار أو الاتجاه الذي استمتعت بتصميمه في السنوات القليلة الماضية، وما الاتجاه الذي وجدته أكثر صعوبة؟

أجد الاستمتاع في كل مشروع، وفي التحدي الذي يواجهني في إيجاد أفكار مختلفة كل مرة، إضافة إلى العمل على غرف متنوعة لأوسع نطاق تحدياتي، لكن مؤخرا استمتعت بالعمل على غرفة الألعاب، ووجدت فيها تحديات كثيرة، وتحتاج إلى أفكار خارجة عن المعتاد، لتصبح غرفة حتى الكبار يريدون البقاء فيها. أما بالنسبة للصعوبات، فهي موجودة من نواحٍ عديدة، لكن وجود هذه الصعوبات أمامنا تطور من مهاراتنا.
ما أهم إنجازاتك في عالم تنسيق المنازل واستغلال المساحات؟ شاركينا أهم المشاريع أو اللحظات في مسيرتك.

من أهم إنجازاتي ثقة عملائي في ما أقدمه، وهذا كله بفضل من الله، وكذلك توسعي في العمل ليس في مدينة جدة فقط، بل في المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية. ومن الإنجازات التي أعتز بها أيضا تعاوناتي مع العديد من المتاجر لتقديم ورش عمل، منها رباعيات، وأيكيا، وأورا، وبلندز، إضافة إلى العمل مع شركات ومجموعات كبيرة على الصعيد الإقليمي. وصولي إلى ما أنا عليه، واعتبار البعض من الناس أنني مصدر إلهام لحياتهم اليومية بالنسبة لي من أكبر إنجازتي. كل مشروع أعمل عليه هو مهم، وأستمد منه إلهامي، لأستمر في تقديم الأفضل.
هل لديك غرفة أو مساحة معينة في منزلك تفضلين قضاء معظم أوقاتك فيها؟
غرفة المعيشة بالنسبة لي هي قلب البيت، حيث تجمعني وأسرتي يوميا.
ما المقتنيات الثمينة التي تهتمين بوجودها كجزء من ديكور المنزل؟ وتنصحين عملاءك بالاستثمار بها؟

صدقا لا أؤمن كثيرا بأنه يجب أن تكون هناك مقتنيات ثمينة، أؤمن بالجودة المصاحبة للجمال.
هل لديك وجهات محلية مفضلة متخصصة في الأثاث والإضاءة والديكورات المنزلية؟

عند البحث عن أثاث أو الديكورات عموما، أحاول دائما البدء بالمتاجر المحلية الموجودة إيمانا مني بأهمية دعم هذه المحلات والاقتصاد المحلي، إضافة إلى أنه يقلل من مدة انتظار وصول المنتج، لكن إذا لم أجدها محليا، فأعتمد على بعض المتاجر والشركات العالمية وأطلبها من الخارج.
هل تأثرت طريقة عملك في ظل الأزمة الراهنة؟ وكيف تأقلمت مع هذه التغييرات؟

بالطبع، أصبحت أركز أكثر على إعطاء الناس محتوى نظري يستطيعون الاستفادة منه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تقديم استشارات عبر الهاتف والتواصل المرئي. فهذه واحدة من إيجابيات الحظر، حيث اكتسب معظمنا مهارة التواصل الذكي عن بُعد.
هل من نصيحة توجهينها لتطوير مهارات تنسيق المنازل واستغلال المساحات؟
تغذية العين دائما بما هو جميل، التفكير في كل غرفة أنها مهمة أولا لمن في المنزل، ثم للضيوف، والتركيز على ما لديكم في المنزل، وكيفية استغلاله بطريقة أو أخرى.
تعرفي أكثر إلى خدمات مشروع "ياشكي" بالتواصل عبر الحساب الرسمي على الإنستغرام @yashki