Stacy London: ارتدي ملابسك حتى أراك

إعداد:عمرو رضا الحكمة القديمة تقول تكلم حتى أراك، بينما المؤلفة المتخصصة في عالم الموضة والأزياء Stacy London تقول في كتابها المهم "The Truth About Style" "ارتدي ملابسك حتى أراك" في إشارة واضحة إلى أن إطلالة كل فتاة هي مفتاحها لتقديم نفسها للعالم وأحد أبرز وسائل التعبير عن شخصيتها. Stacy London التي علمت جمهورها طوال السنوات الماضية الكثير عما لا ينبغي ارتداءه، تطرح في هذا الكتاب فكرة أخرى عن "كيف تختار إطلالة تعبر عنك". وهي هنا تفرق بين الأناقة بمفهومها العام وبين الإطلالة بوصفها مفهوما خاصا لا يجب لشخص مستقل استعارته من إطلالات الآخرين. فتقول: "كل الأزياء أنيقة ولكن ما الذي يناسب شخصيتك؟".هذا هو السؤال الذي يشغل معظم فصول الكتاب والإجابة ليست سلسلة نصائح كالتي اعتدنا سماعها من خبيرات الموضة ولكنها مفاتيح للمصالحة مع النفس وفهمها حتى نتمكن من التعبير عنها بإطلالة صادقة وحقيقية. نعرف جميعا أن الفتاة النحيفة ترتدي أزياء تداري نحافتها  وللبدينات حيل لا تنتهي لنيل فرصة الظهور كرشيقات، لكن لماذا لا تستثمر كل واحدة منهن جمالها الخاص وهل النحافة في ذاتها ضد الجمال؟ وهل الأناقة تتعارض مع البدانة؟ خبرة Stacy London كاستشارية لكبرى بيوت ومجلات الأزياء ومقدمة لواحد من أفضل البرامج المتخصصة في تقديم الاستشارات للجمهور تؤكد أن الجمال نسبي والرشاقة نسبية وأن الجمال الحقيقي مصدره الأساسي أن تكون نفسك وأنه لا يمكن أن تنال إعجاب الناس وأنت شخصيا غير راض عن نفسك ولهذا تنصح كل باحثة عن إطلالة صادقة بالتفتيش عن مواطن الجمال بداخلها وتسعى لإبرازها بدلا من الانشغال بالعيوب ومحاولة مداراتها. المؤلفة استلهمت تجربتها مع مرض الصدفية وآثاره العميقة على جلدها لتكشف للجميع أن الأناقة لا يمكن أن تختصر في جمال الشكل ولا أناقة الملبس ولا روعة الإكسسوارات ولا بهجة الماكياج، لأنها باختصار خليط من هذا كله لا يعرف سر مقاديره المثالية إلا صاحبة الإطلالة بشرط أن تكون صادقة ومتصالحة مع شكلها وعلى علم بأساسيات علوم الأناقة والجمال مع إدراك أن الوصول للكمال وهم لا يجب أن ننشغل بتحقيقه. في الفصل الثاني تخرج المؤلفة من محنتها مع ندبات جسمها إلى تجربتها مع ثماني نساء ساعدتهن في التصالح مع أنفسهن وعلمتهن الأناقة الحقيقية وكشفت عن أن المشكلة الأولى التي واجهتها تكمن في العلاقة العاطفية بين المرأة وملابسها فالخبرات السابقة سواء كانت شخصية أو عامة تحكم أحيانا على علاقة الشخص بالزي. مثلا تجربة سيئة واحدة مع ارتداء التنورة قد تفضي إلى رفض ارتدائها بقية العمر كما أن الإعجاب بأناقة قطعة ملابس على أحد الأقارب والمشاهير يجعلك أحيانا لا تنتبه إلى أنها لا تناسبك، والأمر نفسه ينسحب على الإكسسوارات والماكياج ولهذا كانت النصيحة "انس تجاربك القديمة مع أزيائك فأنت مع كل صباح تولد كشخص جديد يتوجب عليه أن يتعرف على العالم بنظرة جديدة". وتضيف: "الأناقة برغم أنها نسبية ولكنها في الوقت نفسه علم ولهذا عليك بعد أن تتعرف على نفسك أن تسعى للإطلاع على ما يناسبك سواء من القصات أو الأقمشة أو الألوان، وبعدها يجب أن تتمتع بذوق فطرى لمعرفة كيف يمكن استخدام الإكسسوارات والماكياج بشرط أن يبدو طبيعيا، كما ينبغي الحصول على لمحة عامة عن الفروق الجوهرية بين المناسبات فالإطلالات النهارية للتسوق تحتاج لمظهر عملي إذا كانت للعمل فهي تحتاج مع الجانب العملي إلى بعض الأناقة والجمال الهادئ وحفلات الزفاف النهارية تحتاج على العكس إلى إطلالة مبهجة تحتمل الكثير من الإكسسوارات والماكياج. الأمر نفسه يتكرر في الإطلالات المسائية فالخروج لتناول عشاء خفيف مع الأصدقاء يختلف في إطلالته عن تلبية دعوة للسهر في حفل سينما أو مسرح، وكل هذا يختلف عن تلبية دعوة رسمية، وهذا يعني باختصار أن إطلالتك رهن بالتعبير عن شخصيتك وفي الوقت نفسه بالوفاء بمتطلبات الحدث". هل تفتش خزانة ملابسك يوميا وتيأس في العثور على ما يناسبك؟ إذا كنت هذا الشخص فاعلم أنك لا تحظى بالثقة اللازمة في النفس ولهذا فأنت لا تحتاج لتغيير محتويات خزانة ملابسك بقدر احتياجك لوقفة مع النفس لتعرف ما تريد وأعلم أن حل مشاكلك غير موجود في عروض الأزياء ولكن في عقلك وعليك وقتها أن تختار دوما إطلالة حظيت بإعجاب من حولك سابقا لتحظى بالمزيد من الثقة ثم حاول أن تغير ترتيبك لخزانة ملابسك وفك الارتباط بين القطع الموجودة ومحاولة تشكيل إطلالة جديدة بسيطة قدر الإمكان في البداية وبعدها يمكنك إضافة المزيد من التعقيدات. النصيحة الأخيرة من Stacy London تدور حول الهدف من الإطلالة الصادقة فهي تؤكد أن المطلوب من إطلالة كل إنسان أن تمنحه المزيد من حب الناس واحترامهم لذاته وتقدير قوة شخصيته واستقلاليتها، ولهذا حاول قدر الإمكان إلا تقلد أحدا أبدا والا ترتدي زيا يجلب لك السخرية.