11
قبل يوم من انطلاق أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس، أطلّ المصمم "مايكل رايدر" Michael Rider على رأس مجموعة دار "سيلين" Celine للأزياء الجاهزة لموسم ربيع 2026، ليدشّن حقبة الدار الرؤيوية الجديدة بأول عرض أزياء لها منذ عام 2022.
لم تتمكن سحب الصيف الرعدية وأمطار باريس المفاجئة من إخماد وهج اللحظة التي طال انتظارها. عادت دار سيلين العريقة إلى ساحة عروض الأزياء الراقية، وفي جعبتها الكثير لتقدمه. ترقب كبير وملحوظ أحاط بالجميع، فالعالم ينتظر بفارغ الصبر ظهور المدير الفني الجديد.
كان المشهد آسرًا بحق؛ فساحة العرض في المقر الرئيسي للعلامة في باريس، تحوّلت إلى ملاذ ساحر تحت وشاح حريري كبير يتهادى برقة، يحمي الضيوف من زخات المطر الباريسية التي هطلت بلا سابق إنذار. لعلها كانت إشارة سماوية بأن لا شيء سيقف في وجه انطلاق هذه الحقبة الجديدة، وأن الأناقة لا تعرف حدودًا ولا تتأثر بالعوامل الجوية. وهكذا، وتحت سقف الحرير، انطلقت مجموعة "سيلين" للأزياء الجاهزة لربيع 2026، كاشفة عن رؤية رايدر التي وعدت بإعادة تعريف الأناقة الباريسية بلمسة عصرية وجريئة.
مايكل رايدر: التجربة مؤثرة
مرت سبع سنوات منذ آخر مرة كان فيها "مايكل رايدر" في سيلين، حيث عمل لمدة عقد كمدير تصميم تحت إدارة "فيبي فيلو".
في هذا الإطار، قال المصمم "العودة إلى سيلين، وإلى باريس، إلى 16 شارع "فيفيان" في عالم متغيّر، كانت تجربة مؤثرة للغاية بالنسبة لي. وفرحة حقيقية"، مضيفًا "سيلين ترمز إلى الجودة، الخلود، والأناقة، وهي مُثُلٌّ يصعب إدراكها، بل يصعب التمسك بها، وتحديدها، رغم كثرة الحديث عنها. عملنا على ترجمتها إلى أسلوب ارتداء ملابس - ذلك الموقف، أو المواقف، التي نشعر أنها تصف هويتنا وما نؤمن به."
وتابع رايد في ملاحظات العرض "لطالما أحببتُ فكرة الملابس التي تدوم، والتي تصبح جزءًا من حياة من يرتديها، والتي قد تلتقط لحظة من الزمن، ولكنها أيضًا تُعبّر عن سنوات طويلة من الإيماءات والمناسبات والتغيير، عن الماضي والحاضر والمستقبل، عن الذكريات، عن الفائدة والخيال، عن الحياة حقًا."
خياطة متقنة ولمسة من الثمانينات تلاقي الأناقة العصرية
الخياطة كانت مميزة للغاية: سترات بأكتاف بارزة وأزرار عالية، تُضفي عليها طابعًا إمبراطوريًا أنيقًا وجذابًا، ومعاطف ضيقة بدون أزرار بفتحات أنيقة. من جهتها، كانت البناطيل أنيقة، بقصات ضيقة جداً أو فضفاضة.
ليس هناك شك في أن نسخة قوية ولامعة للغاية من الثمانينات تهيمن حاليًا على منصات العروض، وحضرت في عرض سيلين أيضًا: بناطيل بقصة carrot shape وسراويل "هاريم" المدسوسة في أحذية ناعمة، غذّت أجواء الثمانينيات المبهمة.
احتفظ رايدر بأفضل قطع حقبة "هيدي سليمان"، وعصر "فيبي فيلو" - الذي كان جزءًا لا يتجزأ منه - وأضفى بعضًا من ماضيه القريب كمدير إبداعي في بولو رالف لورين، مثل السترات الصوفية التي ظهرت على الأكتاف في بعض الإطلالات، بأسلوب أنيق. في المقابل، ترك بعض الأشياء خلفه، لا سيما موجة الإشارات الأخيرة إلى شارع كامبون.
شمل هذا العرض المختلط جميع الفئات، من النهار إلى المساء. تألقت فساتين رايدر السوداء القصيرة بأكاليل من الخرز النفاث، بينما كان فستانه العاجي البسيط كالتيشيرت، خاليًا من الزخارف باستثناء جيب صغير على الصدر.
الإكسسوارات والأوشحة تصدّرت المشهد: لمسة عصرية وتقدير للتاريخ
ثلاثة عناصر برزت بوضوح تام في العرض: الإكسسوارات المعدنية المميزة، الأوشحة تاحريرية بتصميم مختلف، والعودة إلى حقيبة "سيلين" الشهيرة.
تصدرت الإكسسوارات والتنسيق المشهد بقوة. وبهذه الطريقة، تخلق هذه المنهجية رؤية فاخرة يسهل الوصول إليها بشكل لا يصدق، مع نقاط دخول ملموسة. كذلك، كانت الأوشحة نجمة العرض بلا منازع، فحضرت بقوة على منصة سيلين، بل وشكّل أحدها دعوة الحضور نفسها. العديد من هذه الأوشحة زينها شعار "C" الجديد، ليمنحها طابعًا عصريًا ومميزًا.
لم يكتفِ رايدر بالنظر إلى الأمام فحسب، بل استلهم من أرشيف الدار الغني. إحدى الإكسسوارات ذات الأجنحة العريضة، على وجه الخصوص، استحضرت ببراعة شبح أناقة الماضي. هنا، يبرز ذكاء رايدر في استغلال عودة جنون حقائب "It-bag" الشهيرة، وذلك بإعادة إصدار حقيبة "فانتوم" Phantom الأيقونية التي اشتهرت بها المصممة "فيبي فيلو". هذه الخطوة لم تكن مجرد إعادة إحياء، بل كانت لمسة ذكية تربط الماضي بالحاضر.
الحقائب الكبيرة واللمسة الأكاديمية الشبابية
بالنسبة للحقائب التي تُحمل على الكتف، والتي ظهرت إحداها متناسقة بشكل مثالي مع سترة جلدية بتصميم الباتشوورك باللون البني الفاتح، كان الحجم الأكبر هو الاتجاه السائد. هذا الاختيار يحاكي جمالية الشباب الأكاديمي.
بعض الحقائب والمجوهرات كانت تتدلى منها الكثير من الحُلي، ولكن كان بالإمكان تمييز أشكال وألوان جديدة في قماش Triomphe، وحقائب الرافيا بجميع الأحجام أيضًا.
