Chanel تجدد تاريخها في أحدث مجموعاتها

اسكتلندا: سهى حامد Souha Hamed قدم كارل لاغرفيلد مبدع دار «شانيل» Chanel في الرابع من الشهر الماضي أحدث عروض "ميتيه داغ" Metiers D’Art تحت عنوان "باريس إدنبورغ" Paris-Edinbourg في قصر لينليثغو الذي كان كرسي أسرة ستيوارت ففيه، ولدت ماري ستيورات ملكة الاسكتلنديين في عام 1542. وباختيار اسكتلندا موقعا لعرض "ميتييه داغ" الأخير، يعيد كارل لاغرفيلد ابتكار تاريخ ورموز الدار بتفنن مميز واقتدار، فقد ركز على عدد من العناصر التي تربط الحضارة الاسكتلندية وأسلوب "شانيل"، مثل قماش التويد، وسترات الصوف، وقماش الترتان. يتوجه لاغرفيلد، مبدع دار "شانيل" Chanel، في كل عام بمجموعة "ميتيه داغ" Metiers D’Art إلى وجهة مختلفة في العالم، يزورها بخياله فتثري ابتكاراته. يستلهم بعضا من حضارة ذلك البلد وتراثه، ويزاوجهما مع الأناقة الفرنسية الباريسية، ليقدم تصاميم تتلون بها. مجموعة هذا العام كانت باهرة، تألقت بها الأقمشة الاسكتلندية من الترتان والتويد وأنواع الصوف المحاك. فقد شهدناها بتنانير وبناطيل وجاكيتات عصرية. الكنزات الصوفية أتت على طبقات متناسقة مع أوشحة وجوارب عالية وقبعات تذكر بالقبعات الاسكتلندية التقليدية، فيما كانت المعاطف طويلة بها ثنيات تذكر بتنورة "الكلتية" التقليدية. وأومأ لاغرفيلد إلى الملكة ماري بالفساتين ذات الياقات العالية، وبتسريحات الشعر المرفوعة المزينة بالجواهر. أما الحقائب، فكان بعضها تفسير "شانيلي" للجزدان الاسكتلندي التقليدي الذي يلبس مع تنورة "الكلتية" التقليدية. "شانيل" واسكتلندا قصة الحب التي ربطت دار "شانيل" مع اسكتلندا بدأت في نهاية عام 1923 عندما التقت غابرييل شانيل بدوق وستمينستر، الذي كان أحد أغنى أغنياء العالم آنذاك، والذي كان يعرف بأناقته وحبه للحياة. كان الدوق يقضي أوقاته بين قصوره في فرنسا وإنجلترا واسكتلندا أو في الإبحار على متن يخته "فلاينغ كلاود" أو سفينته "كاتي سارك". وكان يفضل اسكتلندا لممارسة رياضاته المتعددة، ومنها الصيد والغولف والإبحار، ومعه اكتشفت غابرييل اسكتلندا وشاركته هواياته، بل وبذته في صيد سمك السلمون. علق وينستون تشرشيل (الذي أصبح في ما بعد رئيس وزراء بريطانيا) مادحا على مهارتها في عام 1927 فقال: "إنها تصطاد السمك من الصباح إلى المساء، وخلال شهرين اصطادت 50 سمكة سلمون". شانيل اتخذت منذ بدايتها من ملابس الرجال تفاصيل تحرر المرأة في هندامها وأناقتها، وكان لأناقة الدوق تأثير فيها، فارتدت السترات الصوفية والبناطيل وجاكيتات التويد، كما صممت أزياء أنيقة من قماش الجيرسي لترتديها على متن يخته. ورغم أن شانيل استخدمت صوف "شيتلاند" الاسكتلندي في تصاميمها قبل تعرفها إلى الدوق، إلا إنها أغنت أسلوبها، في تلك المرحلة، بمفردات جديدة مثل الكنزات المحاكة بتصاميم "فير آيل" وقماش الترتان. وبدأت من عام 1924 بتصميم ملابس سبور، منها بدلات وجاكيتات من التويد، واختارت ورشة اسكتلندية لحياكتها بمزج الألوان التي تختارها. وكثيرا ما كانت تحضر لمجموعاتها بجمع أوراق الشجر والنباتات خلال نزهات في الريف الاسكتلندي، تستلهم ألوان تلك الوريقات البنية والكريمية تمزجها مع البنفسجي أو الأحمر في تصاميمها. مفردة مهمة في أسلوب الدار الملابس المحبوكة بالصنارة knitwear من المفردات المهمة التي يعرف بها أسلوب "شانيل"، سواء كانت تلك في قماش الجيرسي أو في الصوف أو في القطن. حيث كانت شانيل تفضل التصاميم النقية الشكل والمريحة التي تحرر المرأة وتنبذ كل ما يقيدها. وهي اكتشفت قماش الجيرسي من خلال حبها الأكبر لرجل الأعمال البريطاني آرثر كابيل، فكانت ترتدي كنزاته وستراته المريحة. ومن ثم اكتشفت القمصان المضلعة التي كان يلبسها البحارة والتي كانت تصنع من الجيرسي. ومع شانيل تحول قماش الجيرسي، في مطلع القرن العشرين، من اختيار عملي إلى قمة الأناقة المريحة. وقالت عنه غابرييل شانيل: "باختراع الجيرسي حررت الجسد، وهجرت الخصر، وتخيلت شكلا جديدا". واستمرت غابرييل شانيل بتصميم ملابس تتماشى مع حياتها الزاخرة بالرياضة والإبحار في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، فتضمنت كنزات من الكاشمير، وبذلات من الجيرسي وسترات من الصوف المحبوك، وقد استوحت رسوماتها من أشكال "فير آيل" الاسكتلندية، إضافة إلى السترات المحبوكة من الصوف الناعم، والتي كانت ترتديها مع البناطيل الرجالية. الملابس المحبوكة بالصنارة أغرت غابرييل شانيل التي سعت دائما لابتكار تصاميم أنيقة ومريحة. وقد تابع كارل لاغرفيلد مشوارها، بإبداعاته التي ضمت الملابس المحبوكة التي تجمع الأناقة الضاهية مع العصرية والراحة في مجموعات الدار عبر السنوات. وبعد 25 عاما من التعامل مع شركة "باري" الاسكتلندية المتخصصة بصناعة أجود أنواع الكاشمير، اشترتها "شانيل" في أكتوبر 2012 لتضمن استمراريتها، وتحافظ على خبرات العاملين فيها. الحوار كاملا مع مجموعة قيمة ومميزة من الصور تجدوه في العدد 228