بعد العلاج الكيميائي كيف تؤثر عمليات تجميل الثدي على صحة المرأة؟

ما هي مخاطر عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي؟

ندى الحاج
14 أكتوبر 2025

يعد شهر أكتوبر الوردي فرصةً سنوية لتسليط الضوء على قصص النساء اللواتي واجهن سرطان الثدي بشجاعة، واستطعن استعادة صحتهن وثقتهن بأنفسهن. ومع التقدّم في الطبّ التجميلي، أصبحت عمليات إعادة بناء أو تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي خطوة أساسية في رحلة الشفاء الجسدي والنفسي للعديد من النساء، فهي تمنح المرأة الإحساس باستعادة أنوثتها بعد مرحلة طويلة من العلاج والتحدي.

ورغم أن النتائج قد تكون مبهرة وتعيد التوازن الجسدي والثقة بالنفس، إلا أن إجراء عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي يتطلب دقة طبية عالية، نظراً لتأثير العلاج الكيميائي على أنسجة الجسم والمناعة والجلد. في لذلك إليك أهم المخاطر التي قد تواجه النساء بعد العلاج الكيميائي عند إجراء العملية، وكيفية تفاديها.

مصدر صورة اليسا من حسابها على إنستاغرام.
مصدر صورة اليسا من حسابها على إنستاغرام.

ما هي عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي؟

تعرف عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي باسم إعادة بناء الثدي، وهي تهدف إلى إعادة تكوين شكل الثدي الذي تمت إزالته أو تغيّر بفعل العلاج.
يمكن أن تتم العملية فور الانتهاء من الجراحة الخاصة باستئصال الورم، أو بعد فترة زمنية يحددها الطبيب بناءً على حالة الجسم ومدى تعافيه من آثار العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

وتعتمد الطريقة المستخدمة في الترميم على عدة عوامل، منها:

  • استخدام غرسات سيليكون أو محلول ملحي لإعادة بناء الشكل.
  • استخدام أنسجة ذاتية من جسم المريضة مثل نسيج البطن أو الظهر لتكوين الثدي من خلايا حية.
  • أو دمج الطريقتين معاً في بعض الحالات لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.

لكن رغم التطور الكبير في هذه الإجراءات، فإن الجسم الذي خضع للعلاج الكيميائي يحتاج عناية مضاعفة ومتابعة دقيقة لتجنب أي مضاعفات محتملة.

عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي تهدف إلى إعادة تكوين شكل الثدي
عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي تهدف إلى إعادة تكوين شكل الثدي

أبرز مخاطر عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي

ضعف التئام الجروح

من أكثر التحديات شيوعاً بعد العلاج الكيميائي هو بطء تجدد خلايا الجلد وضعف التئام الجروح.

فالعلاج الكيميائي يؤثر على قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة، ما يجعل الجروح أكثر عرضة للالتهاب أو النزف أو تأخر الشفاء.

لذلك قبل العملية، يجب أن يخضع الجسم لفترة نقاهة كافية يحددها الطبيب المختص بالأورام بالتعاون مع جراح التجميل، حتى يستعيد الجسم توازنه المناعي والخلوي.كما يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالبروتين والفيتامينات مثل فيتامين C وE لتحفيز التئام الأنسجة بعد الجراحة.

زيادة خطر العدوى

يضعف العلاج الكيميائي جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بعد أي عملية جراحية، بما في ذلك عملية تجميل الثدي. فالعدوى قد تظهر على شكل تورم، ألم، احمرار أو إفرازات في مكان الجرح.لذا يجب إجراء العملية في مركز طبي مجهّز ومعتمد حيث تتوفر أعلى معايير التعقيم.
كما يجب الالتزام التام بتعليمات الطبيب المتعلقة بتنظيف الجرح وتناول المضادات الحيوية الوقائية في المواعيد المحددة، وتجنب لمس المنطقة دون تعقيم اليدين.

أبرز مخاطر عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي هو العدوى التي قد تظهر على شكل ألم
أبرز مخاطر عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي هو العدوى التي قد تظهر على شكل ألم

تمزق الغرسة أو رفض الجسم لها

بعد العلاج الكيميائي، قد تصبح الأنسجة المحيطة بالثدي أكثر هشاشة، ما يزيد من خطر تحرك الغرسة أو رفض الجسم لها. وقد يظهر ذلك على شكل تصلب أو ألم أو تشوه في شكل الثدي.

فمن الأفضل باستخدام غرسات طبية مرنة ذات جودة عالية ومصنوعة من مواد معتمدة آمنة.

كما يجب أن يتم اختيار الحجم المناسب وفقاً لمرونة الجلد وسمك الأنسجة، لتجنب الضغط الزائد على المنطقة التي تم علاجها سابقاً.

التليّف أو التصلّب في منطقة الغرسة

بعض النساء قد يعانين من تكون أنسجة ليفية حول الغرسة، وهي من المضاعفات التي قد تحدث بعد العلاج الكيميائي بسبب حساسية الأنسجة وتلفها.تؤدي هذه الحالة إلى صلابة في شكل الثدي أو شعور بعدم الراحة.

لتفادي ذلكمن الضروري أن يتم الإجراء بواسطة جراح مختص بإعادة بناء الثدي بعد السرطان، حيث يمتلك الخبرة في التعامل مع الأنسجة الحساسة.
كما يمكن استخدام أنواع غرسات حديثة بتقنيات تقلل من خطر التليف، مثل الغرسات المغطاة بنسيج ناعم أو سطح حيوي متطور.

فقدان الإحساس أو تغيره في الحلمات

في بعض الحالات، قد تؤثر العملية على الأعصاب في منطقة الصدر، خاصة إذا كانت الأعصاب قد تضررت سابقاً بالعلاج الإشعاعي أو الجراحي، ما يؤدي إلى فقدان مؤقت أو دائم للإحساس في الحلمة أو الجلد المحيط.لذا يجب على الجراح استخدام تقنيات دقيقة تحافظ على الأعصاب قدر الإمكان، وتوضيح هذا الاحتمال للمريضة قبل العملية لتكون على دراية بكل التفاصيل المحتملة.

فقدان الإحساس أو تغيره في الحلمات من أبرز مخاطر عملية تجميل الثدي
فقدان الإحساس أو تغيره في الحلمات من أبرز مخاطر عملية تجميل الثدي

ظهور ندبات واضحة

الجلد بعد العلاج الكيميائي يكون أكثر حساسية وقد يتفاعل بشكل مختلف مع الجروح، ما قد يسبب ندبات أكثر وضوحاً أو تصبغات جلدية.لذا من المهم اختيار جراح محترف يعرف كيفية إخفاء الشقوق في أماكن غير مرئية مثل تحت الثدي.كما يمكنها استخدام كريمات تحتوي على سيليكون طبي أو فيتامين E بعد شفاء الجروح لتقليل بروز الندبات.

العوامل التي تضمن نجاح العملية بعد العلاج الكيميائي

  • التوقيت المناسب:
    لا يجب التسرع في إجراء عملية تجميل الثدي بعد العلاج الكيميائي. بل يجب الانتظار حتى يتعافى الجسم تماماً ويُسمح بذلك من قبل طبيب الأورام.
  • التعاون بين فريق طبي متكامل:
    نجاح العملية يعتمد على التنسيق بين طبيب الأورام، وجراح التجميل، وأخصائي التغذية، لضمان أن جميع الجوانب الصحية والجمالية مأخوذة بعين الاعتبار.
  • العناية الذاتية:
    اتباع نظام غذائي صحي، شرب كميات كافية من الماء، وتجنب التدخين أو المنبهات كلها عوامل تساعد الجسم على الشفاء بسرعة وتقلل احتمال حدوث مضاعفات.

مصدر صورةاليسا من حسابها على إنستاغرام.