دانييلا رحمه نجمة عدد الحبّ من "هي": أجمل قصة حب عشتها هي التي ما زلت أعيشها اليوم

في قلبي طفل صغير لا يكفّ عن الحلم

كل ما نفعله بعيدا عن الحب يؤذينا

ننضج بسرعة كبيرة في مجالنا ونتعلم الكثير إن لم يكن من أخطائنا فمن أخطاء الشخصيات التي نؤدّيها

مسلسل "أولاد آدم" كان التجربة المفصلية والنقلة النوعية في مسيرتي

حققت جزءا كبيرا من أحلامي وطموحاتي التي لا تنتهي وما زال أمامي الكثير

أحلم منذ صغري بطموحات وأهداف كبيرة وعرفت أن كل ما أراه حين أغمض عينيّ سيصبح واقعا يوما ما

أرى في المرآة امرأة قوية لكنني لدى الغوص في أعماقي ما زلت أجد تلك الطفلة البريئة التي قد تبكيها أو تحطمها كلمة

في "دانييلا رحمة"، تجتمع معظم أوجه الأنوثة، فهي حساسة وقوية، بريئة وحكيمة، حنونة وحازمة. تعرف ما تريد.. تطمح وتحلم، تسعى وتتعب لتحقق ما تريد.. من عرض الأزياء والفوز بلقب ملكة جمال لبنان للمغتربين، إلى الرقص والتمثيل وتقديم البرامج التلفزيونية، ومن الشاشة إلى السجادة الحمراء، أحبّها الجمهور العربي، وحضّها على متابعة مسيرتها المهنية وتطويرها وصقلها. وعملا تلو الآخر، أثبتت للجميع، وقبل كل شيء لنفسها، قدراتها الفنية وموهبتها الحقيقية وشغفها المندفع. بمناسبة عيد الحب، استضفنا هذه النجمة اللبنانية-الأسترالية لتصوير غلاف عدد فبراير، واستمتعت وأنا أحاورها عن الحبيب! وعن الحب وعيده، وأشكاله، ومعناه، وتأثيره، وعن العمل، والصحة النفسية، والطموح، والسعادة، ونشاطاتها، ومسلسلها التالي. كان حديثنا صريحا وشفافا، تماما مثلها، فدانييلا تفعل كل شيء بحب وبدافع الحب، ولم تفقد الاتصال بطفلها الداخلي الذي لا يكفّ عن الحلم ولا العطاء.

من هي "دانييلا رحمة"؟
في بيتها، "دانييلا" ابنة وأخت وصديقة وشريكة. إنسانة يسكن في قلبها طفل لا يكفّ عن الحلم. أما "دانييلا" التي ترونها تحت الأضواء وفي حياتها المهنية، فهي مليئة بالشغف ومحاربة من الدرجة الأولى. أحلامها وطموحاتها لا تنتهي، قد حققت جزءا كبيرا منها، وما زال أمامها الكثير مما تعتزم تحقيقه.

كيف كانت 2023 على صعيد الحب؟ وهل استقبلت 2024 بالحب والتفاؤل؟
على صعيد الحب، كانت السنوات الأخيرة جميلة ومثمرة. فيوما بعد آخر، تصبح العلاقة أكثر قوة ونضوجا ومتانة. أنا شخص متفائل جدا، وأسعى كل يوم إلى التركيز على كل الأشياء الإيجابية في حياتي، ومنها وجودي مع الشخص المناسب.

هل ستكون "دانييلا" عروس عام 2024؟
هذا قرار مصيري، ويتطلب اتّخاذه وقتا. سأقول "إنشاء الله خير".

ماذا يعني الحبّ بالنسبة إليك؟ وما أهميته في حياتك؟
الحب أساس كل شيء في الحياة. أُعطي كل ما لدي لعملي، لأنني أحب عملي، وأيضاً لعلاقتي، لأنني أحب شريكي، وكل شيء لأفراد عائلتي لأنني أحبهم. كل ما أفعله يبدأ من الحب؛ وحين نعطي الحب، يعود إلينا، فكل ما نفعله بحب يعيد الحب إلينا أضعافا، وكل ما نفعله بعيدا عن الحب يؤذينا.

بصفتك ممثلة ونجمة لديها ملايين المتابعين والمحبين، كيف تتعاملين معهم؟ وما تأثير حبهم في حياتك؟
دائما أقول إن حب المتابعين والداعمين هو وقود لاستمراري كممثلة. حياة الممثل ليست سهلة أبدا، على غرار ما قد يعتقده البعض، فكثيرا ما يتعب، وأحيانا ينكسر، فيقرر الابتعاد عن هذا العالم. لكن محبة الناس اللامحدودة تثبت أن كل شيء يهون أمام حب الجمهور ودعمه اللامتناهي. لا أستطيع أن أبعد عنهم، لأنني سرعان ما أشتاق وأعود إليهم.

معروف عنك تعلّقك الكبير بعائلتك. كيف ينعكس هذا الحب على علاقاتك اليوم، سواء كانت اجتماعية أو عاطفية؟
يقال إن نشأتنا وما نأخذه من عائلتنا يكوّنان شخصياتنا. وأنا أخذت شيئا من كل فرد من أفراد عائلتي: ثقتي وحبّي وعطائي وعفويتي كلها تأتي من عائلتي. من يعرف عائلتي، يعرف شخصيتي وصفاتي، وفي المقابل، من يتعرّف إلي يتعرّف مباشرة إلى عائلتي وقيمها من خلالي.

ما أكثر تجربة أثّرت في حياتك وفي نظرتك إلى نفسك؟
التجارب كثيرة، ومعظمها تجارب مهنية، لأن عملي صاغ شخصيتي إلى حد كبير. مهنتنا مختلفة عن المهن الأخرى، لأننا من خلالها نتعرف إلى شخصيات كثيرة، في المسلسلات التي نشارك فيها. كلما تعرّفت إلى شخصية جديدة، أكتشف أشياء جديدة في ذاتي. ننضج بسرعة كبيرة في مجالنا على صعيد شخصي، ونتعلم الكثير، إن لم يكن من أخطائنا فمن أخطاء الشخصيات التي نؤدّيها. عشت تجارب مؤلمة وأخرى جميلة. الأكيد أنني أصبحت اليوم أكثر قوة وثقة، بعد أن كنت أعاني من قلة الثقة الذاتية، وترددت في خوض مجال التمثيل لهذا السبب. لكنني سعيت وما زلت أسعى إلى تعزيز ثقتي بنفسي وحبي لذاتي وعطائي لها.

حدثينا عن أهم الأدوار التي أدّيتها في مسيرتك الفنّية.
البداية كانت مع "تانغو". كنت وقتها فتاة صغيرة آمن بموهبتها المخرج والمنتج أكثر مما آمنت هي بنفسها. وقد أعطاني طاقم العمل تلك الدفعة التي كنت بحاجة إليها حتى أشعر بأنني قوية. حين نكون أصغر في السن، لا نفكر بقدر ما نفكر في سن أكثر نضجا، ونكون أكثر عفوية. وقد تعلّمت الكثير من الممثلين الذين عملت إلى جانبهم على هذا المشروع. بعد ذلك، أتى مسلسل "أولاد آدم" وشكّل التجربة المفصلية والنقلة النوعية في مسيرتي. كان هناك من وثق بقدرتي على تأدية دور الراقصة "مايا"، وفي المقابل كان هناك أشخاص لم يروا أنني سأستطيع تنفيذ المهمة، ومنهم شخص أساسي في تنفيذ المشروع ظنّ أنني غير قادرة على تعلّم الرقص الشرقي واكتساب اللهجة الصحيحة. كان تحديا كبيرا جدا قررت أن أواجهه، وأثبت لذلك الشخص الذي أحترمه جدا أنه مخطئ، وأجعله يرغب في العمل معي ثانية. وهذا تماما ما حصل بفضل هذا الدور الذي أعتقد أنه برهن للجمهور أن "دانييلا" ممثلة حقيقية جدّية. تعلّمت من ذلك الإنسان أخلاقيات عمل كثيرة، مثل الانضباط، إلى درجة أنني لم أكن أنظر إلى هاتفي أبدا في موقع التصوير، حتى لو استمر التصوير 12 ساعة.

ثالثا، كان هناك مسلسل "للموت" بأجزائه الثلاثة. في كل جزء، عشت تجربة شخصية، وبقدر ما كان ذلك المسلسل جميلا، كان صعبا عليّ. كبرت معه ونضجت وتألمت وفرحت وضحكت واختبرت معه عواطف متقلبة.. وقبول تصوير جزئه الثالث حين طُلب منّي ذلك فور الانتهاء من تصوير الجزء الثاني كان قرارا شخصيا جدا. أعرف أن الناس أحبوا هذا المسلسل، وأنا أحببته، وأحببت "ريم" التي عاشت في داخلي لفترة طويلة.

حين تنظرين في المرآة، ماذا تقولين لنفسك؟
من النظرة الأولى، أرى امرأة قوية، لكنني لدى الغوص في أعماقي، ما زلت أجد تلك الطفلة البريئة التي قد تبكيها أو تحطمها كلمة. أنا شخص حساس للغاية يؤذيه الكلام بسهولة، ولست أبدا من الأشخاص القادرين على صدّ الأصوات الخارجية، بل أسمع كل شيء وأسمعه جيّدا، وتؤثر في نفسي الكلمة مباشرة، جميلة كانت أم قبيحة.

لو تحدثت الآن إلى "دانييلا" الصغيرة، ماذا تقولين؟
امتلكت "دانييلا" الصغيرة مخيلة واسعة، فأقول لها إن كل ما كانت تراه وتتخيله يتحقق اليوم، وما زلنا في البداية! وأشكرها على خيالها الرائع، وعلى كونها حالمة، لأنني منذ صغري أحلم بطموحات وأهداف كبيرة، ولطالما قلت لنفسي إنني أريد تحقيق كل أحلامي. عرفت أن كل ما أراه حين أغمض عينيّ سيصبح واقعا يوما ما، وهذا ما يحدث اليوم.

ما أكثر ما يفرحك؟ وما أكثر ما يحزنك؟
الحب أكثر ما يفرحني وأكثر ما يحزنني. فأكون سعيدة حين أرى من أحبهم سعداء، وأرى نفسي أحقق أحلامي، وأفعل ما أنا شغوفة به. وفي الوقت نفسه، أحزن لرؤية من أحبهم حزينين أو مرضى أو محطّمين لأي سبب كان. أتمنّى أن يكون كل من حولي سعيدا وقويا وبخير.

ما الذي تفعلينه لضمان سعادتك؟
أنا واعية بمشاعري، إن كنت سعيدة أم حزينة، ولا أسكت عن الموضوع. من المهم جدا أن نتكلّم عما نمرّ به، لأنها أولى خطوات التعافي. أتكلّم كثيرا وبصدق وصراحة، وتزعجني رؤية أشخاص مجروحين ومقهورين لا يعبّرون عما في داخلهم. وإضافة إلى التعبير والكلام، أفعل أشياء كثيرة لأكون سعيدة: أعتني بصحّتي النفسية، وأرقص، وأخصص وقتا لنفسي، وأطهو، وأمضي وقتا مع أحبائي، وأسافر إلى وطني لرؤية عائلتي، وأقرأ سيناريوهات، وأشاهد أفلاما.. وأصلّي، فالصلاة تفرحني جدا وتعطيني سعادة حقيقية، لأنني إنسان روحاني للغاية.

كيف تحبّين نفسك؟ ولماذا؟ وكيف تنصحين الشابات بحب أنفسهن؟
أحب نفسي طبعا، لأن من لا يحب نفسه، لن يعرف كيف يحب الآخر. وحين أقول إنني أحب نفسي، أعني أنني أحمي نفسي من الخيبات والوجع، وأقدّر كل إنجاز أحققه، وأنتقد نفسي حتى أتطور، وأحاول قدر الإمكان أن أحيط نفسي بأشخاص يعززون الروح الإيجابية في حياتي، وفي المقابل لا أسمح لأحد بأن يرمي طاقته السلبية نحوي. هكذا أحب نفسي، وأنصح كل شابة بأن تفعل الشيء نفسه، فلا أحد أهم منك، ولا تسمحي لأحد بأن يكسرك أو يقلل من قيمتك أو احترامك.

ما الأولوية بالنسبة لك؟ وكيف تنظرين إلى الرفاهية؟
الأولوية بالنسبة إلي عملي وأحبائي. في عملي لا أساوم، وأسعى إلى تقديم الأفضل دائما، والأمر نفسه ينطبق على علاقتي بعائلتي ومن أحبهم، لأنهم من أولوياتي في الحياة، وأرى فيهم الملجأ والدافع الأساسي للاستمرار. أما الرفاهية، فيمكن أن تكون من الأمور التي أحبها، لكنها بالتأكيد ليست من أولوياتي.

إلى أي مدى تهمّك الخصوصية؟
حين يكون في حياتنا ما هو مهمّ جدا بالنسبة إلينا، نشعر بأننا نريد الحفاظ عليه وصونه بأي طريقة ممكنة. في الآونة الأخيرة، صرت أكثر خصوصية لأن هناك أشياء هي لي وحدي وتنتمي إلى عالمي الصغير. لدي عالمي الكبير، وعالمي الصغير الذي لا يستطيع الجميع الدخول إليه.

ما دور الحـــب في حياتــــك الفـنــيـــة؟ وكيـــف يـــؤثـــــــــر في أدائـــــــك كممثّلة؟
لو لم أحب عملي هذا الحب الكبير، لما حرصت على الاهتمام بما أقدّمه كما أحرص اليوم، ولما عملت على نفسي نهارا وليلا لتقديم أفضل ما عندي. لذلك، إن الحب هو سبب وصولي إلى حيث أنا اليوم.

هل تعتقدين أن الفن اليوم قادر على التعبير عن الحب؟
الفن قادر على أن يعبّر عن كل شيء. هو مرآة المجتمع، ويعكس حالات مختلفة نمرّ بها كلنا: من الحب والأمل إلى الانكسار والألم وغيرها الكثير.

من الممثَّل الذي تعتقدين أن هناك كاريزما بينكما لعمل عن الحب؟
drتعاونت مع الكثير من الممثلين، وأسعدني العمل إلى جانبهم كلّهم. لكن ثنائيتي مع "محمد الأحمد" هي التي كان لها الوقع الأكبر على الجمهور، وقد دفعنا ذلك بعد مسلسل "للموت" إلى تكرار التجربة، ولكن في إطار جديد ومختلف سترونه قريبا.

ما أجمل قصة حب عاشتها "دانييلا رحمة" في حياتها؟
حين تجد الشخص المناسب، تكتشف أن الذي اعتقدته حبّا، لم يكن في الحقيقة حبّا. لهذا السبب سأقول بكل عفوية وصدق إن أجمل قصة حب عشتها هي التي ما زلت أعيشها اليوم.

أخبرينا عن أول حب في حياتك، وكيف أثّر فيك؟
لطالما أحببت الحب. أن المرة الأولى التي أحببت فيها شخصا كانت خلال أيام المدرسة، وكنت بعمر 13 سنة، ولكن هل كنت أعرف معنى الحب آنذاك؟ وهل كان فعلا هذا حبّي الأول؟ كثيرا ما نتساءل حول معنى الحب الحقيقي، لكنني أعتقد أن الحب الحقيقي هو حين لا نعرف كيف نجيب عن السؤال. ويسألني الكثيرون عن سبب حبّي لشخص ما، أما ردّي، فهو دائما أنني لا أعرف السبب وببساطة أحبّه! حين يمكننا وصفه، يفقد سحره ولا يكون حبا حقيقيا. أستطيع استخدام كلمات وعبارات كثيرة، لكن الحب هو الحب.

ما نصائحك لمن يبحث عن الحب في حياته؟
كل شيء يأتي في وقته. لا تصبّوا تركيزكم على الموضوع، ولا تدعوه يكون هاجسا لديكم، لأن الحب الحقيقي يأتي غالبا على حين غفلة وعندما لا يكون أبدا في الحسبان.

كيف تحتفلين بعيد الحب على الصعيد الشخصي؟
لأن حياة الممثل مغمورة بالأضواء والناس والضجيج، حين يتعلق الأمر بحياتي الشخصية، أفضّل أن أبعد عن كل شيء. وبالتأكيد لا أنتظر عيدا لأحتفل، فالحب موجود كل يوم، ويزداد قوة كل يوم.

ما أجمل هديّة تلقَّيتها في عيد الحب؟
تلقيت هدايا كثيرة، لكن أكثر هدية أعتبرها مميزة كانت رسالة مكتوبة بخط اليد ومختومة بالشمع الأحمر. ما زلت أحتفظ بها على الرغم من أنني حصلت عليها قبل فترة طويلة.

وما الهدية التي تنتظرينها في عيد الحب هذا العام؟
لا أنتظر هدية. أتمنّى ألا ينتهي ما أعيشه الآن، وأن يكون الشخص الموجود في حياتي اليوم هو الشخص الذي سأكمل معه بقية حياتي.. هذه أجمل هدية.

ما رسالتك للمرأة العربية في عيد الحب؟
هناك مقولة أحبها وأطبقها في حياتي وأنصح الكل باعتمادها: الحب هو ذكاء المسافة. فلا تقتربي كثيرا لأنك ستلغين اللهفة، ولا تبتعدي كثيرا فتُنسَين. وأحبّي من عمق قلبك!

هل كنت سعيدة بالتعاون مع مجلة "هي"؟
كانت بالفعل تجربة رائعة بكل تفاصيلها، من أجواء التصوير الجميلة إلى فريق العمل المحترف. كل عناصر النجاح كانت موجودة. وهذه اللحظات التي نلمس فيها حبّا من محيطنا تملؤنا بفرح حقيقي، فشكرا لكم على هذه التجربة. ولنستمرّ في نشر الحب!

حصلت على جائزة أفضل ممثلة لبنانية لعام 2023 في العراق. كيف يشجّعك هذا النوع من الجوائز على تقديم الأفضل؟
ذكرتُ كيف كانت "دانييلا" الصغيرة ترى نجاحاتها المستقبلية وتحلم بها، لكن هناك شيئا لم أتخيّله في صغري وهو أن أنال تكريما في بلد عربي. إنه إنجاز كبير لفتاة أسترالية كانت بالكاد تتكلم اللغة العربية. من الجميل والمؤثر بالنسبة إلي أن يشاهد أعمالي جمهور من كل أنحاء الوطن العربي، وأن أحظى بتقدير في بلد ليس بلدي. لكن ذلك طبعا يشعرني بالمسؤولية الكبيرة الموجودة أمامي.

شاركتِ في فعالية لتمكين الشباب تمحورت حول الصحة النفسية. أخبرينا أكثر عن أهمية الإضاءة على موضوع الصحة النفسية، وكيف تحافظين أنت على صحتك النفسية؟
كما قلت، من المهم جدا أن نكون واعين بما يجري في داخلنا، ونعبّر ونتحدّث عنه. شاركتُ في هذا النشاط مع "منتور العربية"، لأنني أرى اليوم الكثير من المراهقين وأبناء جيلي ومن هم أكبر سنّا منّي يعيشون مراحل صعبة للغاية، ولا يتكلمون عنها، ولا يعرفون كيف يعالجونها. من المهم أن نلقي الضوء على هذه القضية، وألا نربطها بوصمة عار، فالأمر طبيعي والجميع يختبره، خصوصا مع كل ما نمر به اليوم من صعوبات لا نلاحظها أحيانا. قد نقسو على أنفسنا ونقول إن علينا ألّا نتعب وألّا نتأثر، لكن لا، من المقبول والأساسي أن نستريح ونخصص وقتا لأنفسنا قبل النهوض والمضي قدما من جديد.

حضورك في المملكة العربية السعودية كان مميزا، من مهرجان البحر الأحمر السينمائي إلى حفل جوائز صناع الترفيه أو "جوي أواردز". ما رأيك بالنهضة التي تشهدها السعودية والتي رأيتها مباشرة؟
زيارتي الأولى إلى المملكة كانت قبل سنتين من أجل إجراء مقابلة، وبعد ذلك حضرت مهرجان البحر الأحمر وحفل "جوي أواردز"، وشاركت في فعالية "هي هب" التي كانت تجربة رائعة بنيت فيها صداقات كثيرة ما زالت حيّة مع نساء سعوديات ما زلن صديقات لي. ما يجري في السعودية رائع، وقد وحّد العالم العربي، وجمع مواهب من مختلف البلدان العربية، فسمح لهم بتشارك الخبرات والأفكار. أتاحت هذه النهضة الوصول إلى أحلامنا الكبرى لنحققها، ونرى ما يجري عادة في هوليوود يجري هنا اليوم في العالم العربي، في المملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، التقيت في النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر بشخص أجنبي تمنّيت منذ عدة أعوام التعرف إليه والتواصل معه، وأنا ممتنة جدا على هذه الفرصة. ما يحصل اليوم في السعودية هو رؤية تتحول إلى حقيقة، وإن كان علي وصف السعودية في عبارة واحدة، فسأقول إنها مكان لا حدود فيه.

أخيرا.. لماذا تم استبعاد عملكم من قائمة مسلسلات رمضان؟ وهل هناك أعمال أخرى لجمهورك في الفترة المقبلة؟
لضيق الوقت وعدم جهوزية النص، انسحبت من العمل. وطبعا هناك عمل جديد أتشوق ليراه الجمهور ويجمعني بالممثل "محمد الأحمد". هو من إنتاج "نتفليكس" مع "إيغل فيلمز"، أما عرضه على المنصة، فمن المقرر أن يكون بعد شهر رمضان. ما يمكنني قوله هو أن هذا المسلسل لا يشبه أي شيء قدمته من قبل. خرجت عن نفسي من أجله، وكانت التجربة مميزة جدا؛ على أمل أن يترك بصمة في قلوب المشاهدين.