المهندسة المعمارية الاستشارية نسرين كيالي لـ"هي": أنا في حالة سعي مستمر للتميز وحدودي هي السماء

المهندسة المعمارية الاستشارية نسرين كيالي هي أحد النماذج النسائية الملهمة التي كسرت تلك الصوّر النمطية لقصص النجاح، ورسخت مكانتها من خلال مهارتها اللافتة في الجمع بين أنماط التصاميم المختلفة لتناسب احتياجات العملاء.

تتطرق المهندسة نسرين في حديثها الخاص مع مجلة "هي" إلى طبيعة التجربة الاستشارية والخدمات الهندسية التي تقدمها في شركتها "نسرين كيالي للاستشارات الهندسية" Nisreen Kayyali Consulting Engineers، وأهمية التوجه لمكتب واحد للتصميم المعماري والتصميم الداخلي، إضافة إلى نهجها المستدام. إليك تفاصيل الحوار:

المهندسة المعمارية الاستشارية نسرين كيالي لـ"هي": أنا في حالة سعي مستمر للتميز وحدودي هي السماء

تفوقت بإبداعك وفنك بتصاميم خارجة عن المألوف، حدثينا عن طبيعة الاستشارات والخدمات الهندسية والديكور التي تقدمينها في مكتبك.

في الواقع أنا عملت بجد ليكون مكتب نسرين كيالي للاستشارات الهندسية” Nisreen Kayyali Consulting Engineers متكاملا، ويتضمن كل التخصصات الهندسية الأساسية كالمعمارية والإنشائية والكهرباء والميكانيك، وأيضا الداعمة كتصميم الحدائق والإنارة والتصميم الداخلي والديكور، فنحن فعليا نصمم ونشرف على المشاريع من الألف إلى الياء وبشكل كامل.

نحن لسنا فقط مصممين بل استشاريين، أي أن عملنا لا يقتصر فقط على التصميم، وإنما على تحصيل الرخص من البلديات، إضافة إلى الإشراف على المشاريع.

كيف تصفين أسلوبك في العمارة الفاخرة ولمستك المعمارية الخاصة؟

يمكنني القول إن أسلوبي الخاص يكمن في التوازن، فهو يجمع بين المنطق في الحلول المعمارية والشكل الهندسي البسيط، ولكن بقالب مميز وأنيق لا يخلو من الفخامة.

ما مصادر إلهامك؟

تتنوع مصادر إلهامي فقد تكون من الفن أو الطبيعة، إلأ أنني اعتبر السفر ومشاهدة الأشياء الجديدة مصدر إلهامي الأكبر لابتكار تصاميم جديدة. وأيضا أنا على اطلاع مستمر على كل ما هو جديد في عالم الأبنية والتصاميم المعمارية.

هناك علاقة مباشرة بين التصميم المعماري والتصميم الداخلي، ما القيمة المضافة عند التوجه لمكتب واحد للتصميم المعماري والتصميم الداخلي أو الديكور؟

من تجربتي الخاصة في التصميم والاستشارة، فإنه عند البدء بتصميم أي مشروع يكون لديّ تصور متكامل للشكل من الخارج والداخل على حد سواء حتى الديكور وشكل المفروشات، فالصورة تتضح لدي تماما بمجرد رسمي للخطوط الأولى للتصميم.

وعندما يطلب العميل تصميم البناء من الألف إلى الياء سيستفيد في أخذ وتطبيق الفكرة بشكل متكامل، وفي خلق نوع من الترابط بين الداخل والخارج والحديقة وشكل هندسة الإضاءة، وهو الأمر الذي يجعل التصميم مترابطا بشكل أصح.

كيف تتعاملون مع العملاء عند زيارة مكاتبكم؟ وما طبيعة التجربة الاستشارية التي قد يتوقعونها؟

عند زيارة العملاء لمكاتبنا للمرة الأولى نشرح ونوضح لهم طبيعة عملنا، ونطلعهم على نماذج من مشاريعنا السابقة، وأيضا الوقت الذي قد يحتاجه المشروع من البداية إلى النهاية.

بعد ذلك نطلعهم على التكاليف، لنخلق لديهم نوعا من التوازن بين الاحتياجات والرغبات وميزانيتهم للمشروع، إضافة إلى شرح عن طريقة الإشراف المتبّعة.

كم من الوقت يستغرق لديكم إنجاز عمليات التصميم الهندسي و الديكور من بعد زيارة العميل لمكاتبكم؟

لدينا عدة مراحل. المرحلة الأولى التي تدعى المخطط المبدئي، ثم الإظهار الخارجي 3D، ثم مرحلة المخططات لجميع الاختصاصات، وبعدها الحصول على رخصة البناء في البلديات أو الجهات المختصة، هذه المراحل تحتاج نحو 4 أشهر من العمل، ولكن طبعا في الأغلب تكون هنالك بعض التعديلات والتغييرات خلال مرحلة التصميم الأولى، وهو ما يحتاج أيضا إلى بعض من الوقت، وذلك بحسب عدد وحجم التعديلات.

لكن في المتوسط تستغرق عمليات التصميم لحين أخذ الرخص والبدء بالعمل الفعلي على أرض الواقع نحو ستة أشهر، وذلك اعتبارا من الزيارة الأولى، متضمنة الوقت الذي يستغرقه العميل للموافقة وطلب التعديلات.

بالنسبة لك، ما المشروع المفضل الذي أشرفت عليه وتعتبرينه بمنزلة تحدٍّ لك؟

إنه ليس مشروعا معيّنا بحد ذاته، كل مشروع جديد أعمل عليه أعتبره بمنزلة تحدٍّ جديد، فأنا في حال سعي مستمر للتميز وابتكار أفكار جديدة، خاصة في المشاريع الجديدة التي أعمل عليها، وأيضا ابتكار منازل تحاكي شخصية واحتياجات العميل.

باختصار المشروع المفضل هو المشروع الذي أتمكن فيه من تطبيق وتنفيذ الفكرة التي تبلورت واتضحت في مخيلتي.

ما أبرز النقاط التي تختلف فيها الثقافة المعمارية وهوية ديكور المنازل الخليجية عن المنازل في دول الغرب؟

بالفترة الأخيرة هناك توجه كبير في دول الخليج للطراز المعماري الحديث الذي لا يخلو من الفخامة مع لمسة خاصة، فلدينا طلب متزايد من العملاء على هذا النوع من التصميم. إلا أننا نصممه بأسلوبنا و بلمساتنا الخاصة وبأسلوب يتماشى مع روح المنطقة.

أيضا يلعب أسلوب الحياة في دول الخليج دورا أساسيا، من الضروري مراعاة تصميم مخططات منازل تستوعب العائلات الكبيرة، وتأخذ بعين الاعتبار موضوع العلاقات الأسرية والترابط القوي، فالتجمعات العائلية تتضمن أعدادا كبيرة.

كيف تغيّرت التصاميم ومتطلبات العملاء في فترة ما بعد الجائحة؟

في فترة ما بعد الجائحة لاحظنا تغيرا كبيرا في النظرة للتوجه الوظيفي للمنزل، فالمنزل في السابق كان ملاذا للراحة وتناول الطعام والنوم، أما الجزء المتعلق بالمرح والترفيه، فيكون خارج البيت.

لكن مع بدء الجائحة أدرك الناس أنهم قد يضطرون لقضاء أوقات طويلة في المنزل كالعمل والتمرين والترفيه، والمثير للاهتمام أن الاختلاف في المتطلبات لم يكن في حجم المنزل، بل في التقسيمات كاختصار مساحات المجالس، فأصبح هناك إلمام بفكرة أن المنزل هو لأهل البيت، وليس للضيوف.

حدثينا عن نهجك المستدام، وكيف يمكن دمج الاستدامة في مراحل التصميم الأولى؟

الإمارات العربية سباقة في موضوع الاستدامة، ونحن محظوظون بأن البلديات على مستوى وعي كبير بالاستدامة، فهي تعمل على وضع قوانين واشتراطات لتحقيق قدر كبير من الاستدامة.

أما عن نهجي المستدام في مراحل التصميم الأولى، فيكون من خلال توجيه التصميم لتقليل كميات الحرارة المنبعثة من وإلى المنزل من خلال معرفة اتجاه حركة الشمس والتوجيه الأمثل لكل مشروع لتفادي أشعة الشمس المباشرة.

ما النصيحة التي تشاركينها مع المهندسين اليافعين المتخرجين حديثا؟

أنصح بالتطوير المستمر للقدرات، وإتقان البرامج الهندسية والإلمام بها خلال سنوات الدراسة، لترغيب الشركات في توظيفهم.

ما مشاريعك المستقبلية؟

المواظبة على تطوير أعمالي والخدمات المقدمة، وأيضا تنفيذ أعمال الديكور كمنتج كامل متكامل فبالنسبة لي "السماء هي الحدود".