خبير يشرح كيفية علاج وإدارة مرض السمنة

السمنة هي آفة العصر الحديث، ويوماً بعد يوم تتزايد أعداد المصابين بها خاصة بين صفوف الشباب والأطفال الصغار.

وتحدث السمنة لأسباب عدة، بعضها ناجم عن زيادة الوزن وزيادة عدد الكيلوجرامات في الجسم، والبعض الآخر يحدث جراء تغيرات هرمونية واستقلابية معقدة.

بحسب الإحصائيات الأخيرة، فقد تضاعف معدل السمنة حول العالم لأكثر من ثلاثة أضعاف منذ العام 1975، حيث وصل إلى حوالي 2.1 مليار شخص، أي ما يقرب من 30 ٪ من إجمالي عدد السكان، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم أكثر مستقبلاً. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها، تؤثر السمنة على حوالي 20٪ من السكان وفقاً لأبحاث وزارة الصحة.

وتقلل السمنة من جودة الحياة ومدتها، كما ترفع من التكاليف الطبية على المستوى الفردي والوطني والعالمي.

يستعرض لنا الدكتور عصام حريراتي، أخصائي الجراحة العامة في مستشفى فقيه الجامعي، لكيفية علاج وإدارة مرض السمنة بعدما قدم لنا في موضوع آخر لأسباب ومضاعفات السمنة على الصحة بشكل عام.

خبير يشرح كيفية علاج وإدارة مرض السمنة

كيفية علاج وإدارة مرض السمنة

بحسب الدكتور حريراتي، يهدف علاج السمنة إلى مساعدة الأشخاص في الوصول لوزن صحي والحفاظ عليه، والذي يؤدي بدوره إلى تحسين الصحة العامة وتقليل فرص الإصابة بالأمراض المتعلقة بالسمنة. ولفهم أنماط الطعام والتمارين الرياضية وتعديلها، قد يحتاج الشخص المصاب بالمصاب لاستشارة فريق من المتخصصين، بما في ذلك أخصائي التغذية ومستشار السلوك وأخصائي السمنة.

ويطلعنا الدكتور حريراتي على أبرز النصائح العامة في إدارة السمنة على الشكل التالي:

  1. تغيير العادات الغذائية: يمكن أن يساعد تقليل السعرات الحرارية واتباع عادات الأكل الصحية في إنقاص الوزن. وعلى الرغم من اتباع بعض خطط النظام الغذائي القاسي الذي يساعد في فقدان الوزن بسرعة في البداية، إلا أنها لا تعتبر خياراً آمناً بشكل عام. ولإنقاص الوزن على المدى الطويل والحفاظ عليه، فإن الطريقة الأكثر أماناً هي إنقاص الوزن تدريجياً والتحكم والتخطيط للوجبات الغذائية، وعادة ما تكون هذه أفضل الخيارات لتفادي السمنة مستقبلاً.

ويضيف الدكتور حريراتي أنه لا يوجد شيء اسمه أفضل نظام غذائي لإنقاص الوزن، إذ عليك أن تختار النظام الذي يتضمن وجبات مغذية ومفيدة ومناسبة لك.

2. التمارين الرياضية: تُعتبر ممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني من العوامل الأساسية لعلاج السمنة. ويجب أن يمارس الأشخاص الذين يعانون من السمنة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين البدنية متوسطة الشدة كل أسبوع، لتجنب زيادة الوزن والحفاظ على مستوى معين من فقدان الوزن.

وعلى الرغم من أن التمارين الهوائية المنتظمة هي الإستراتيجية الأكثر فاعلية لحرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن، فإن أي حركة إضافية ستساعدك على حرق المزيد من السعرات الحرارية.

3. الجراحة: يمكن أن تساعد جراحات إنقاص الوزن على إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بالمشكلات الطبية المتعلقة بالسمنة. ويتم إنقاص الوزن من خلال العمليات الجراحية عن طريق الآتي:

كيفية ادارة وعلاج مرض السمنة-رئيسية واولى

  • جراحة السمنة: وتركز على طريقتين هما:

 1) التقييد: عملية جراحية للحد من كميات الطعام الداخلة إلى المعدة، وبالتالي الحد من عدد السعرات الحرارية التي يمكن أن تستهلكها.

 2) تقليل الإمتصاص: جراحة لتقليل أو تجاوز جزء الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من عدد السعرات الحرارية والمواد الغذائية التي يمتصها الجسم.

  • حزام ربط المعدة القابل للتعديل: وهو شريط قابل للنفخ يُقسم المعدة إلى جيبين أثناء هذه الجراحة، حيث يشد الجراح الشريط مثل الحزام ليشكل ممراً صغيراً بين الجيبين، بحيث يصنع كيساً صغيرًا للمعدة، مما يعني أنك ستشعر بالشبع حتى لو كنت تأكل كميات أقل. ويمنع الشريط الفتحة من النمو ويهدف عادة للبقاء في مكانه بشكل دائم، على الرغم من أنه إجراء قابل للعكس.
  • تكميم المعدة: في جراحة تكميم المعدة، يقوم الجراح بإزالة معظم المعدة، تاركاً فقط جزءا على شكل موزة يتم غلقها بالتدبيس. ونظراً لأن العملية تقلل من كمية الطعام الداخل للمعدة، فسوف تشعر بالشبع عاجلاً.

إن عملية تكميم المعدة، على عكس ربط المعدة، لا يمكن عكسها. وتُعد العدوى، وتسرب الكم، والجلطات الدموية من المخاطر الشائعة لهذا الإجراء.

  • جراحة المجازة المعدية: يتضمن إجراء المجازة المعدية طريقتي التقييد وتقليل الإمتصاص. وأثناء العملية، يُقسم الجراح المعدة إلى نصفين، ويغلق القسمين العلوي والسفلي، ثم يتم ربط الجزء العلوي من المعدة مباشرة بالجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة.

يقوم الجراح بشكل أساسي بعمل مجازة للوجبة، متجاوزاً جزءاً من المعدة والأمعاء الدقيقة. وعن طريق تجنب أقسام معينة من الجهاز الهضمي، يمتص الجسم سعرات حرارية أقل.

  • تحويل مسار البنكرياس الصفراوي: هو إجراء أكثر خطورة من تحويل مسار المعدة. وفيه تتم إزالة ما يصل إلى 70٪ من المعدة، ويتم تجاوز جزء أكبر من الأمعاء الدقيقة. وبالمقارنة مع العمليات الجراحية الأخرى التي تم ذكرها أعلاه، فإن هذا النوع من الجراحة يساعد على إنقاص المزيد من الوزن. ومع ذلك، فمن المرجح أيضاً أن يؤدي إلى مضاعفات متعلقة بالجراحة، بالإضافة إلى نقص الفيتامينات والمعادن والبروتينات في الجسم.

ونتيجة لهذه العوامل، نادراً ما يقوم الجراحون بإجراء أو اقتراح هذه الجراحة.

وفي النهاية، يقول الدكتور حريراتي لا يحتاج كل شخص إلى جراحة للتحكم في السمنة، لكن الطبيب المختص هو الشخص المناسب لإرشادك في رحلة علاج السمنة. وعند التفكير في إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن، يُنصح بالتواصل مع أخصائي طبي مسبقاً، والذي سوف يساعدك في التعرف على الجراحة التي تناسبك وتناسب صحتك.

تحتاج جميع إجراءات إنقاص الوزن، سواء كانت عملية جراحية أو شيء آخر، إلى تعديلات في النظام الغذائي، بالإضافة إلى زيادة النشاط البدني. ويتم تحديد خيارات العلاج الأفضل بالنسبة لك بناء على درجة السمنة لديك وصحتك العامة ومدى رغبتك واستعدادك للمشاركة في برامج إنقاص الوزن.