وسواس النظافة عند الزوج... كيف تتعاملين معه؟

جدة- ولاء حداد تعاني الزوجة بشكل كبير في كيفية التعامل مع الزوج المصاب بوسواس النظافة وهو أحد أنواع الوسواس القهري المنتشر في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة. فنجد أن الرجل المصاب بهذا المرض النفسي يشكك في نظافة زوجته البدنية ونظافة كل شيء من حوله ويعلل ذلك أن النظافة من الإيمان. وبما أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب لضده، فإن كثرة اهتمام الرجل بنظافته وإلحاحه على زوجته بأن تهتم أكثر بنظافتها ينعكس عكسياً على علاقتهما الحميمية والشخصية بشكل كبير ويؤدي إلى نفور الزوج من زوجته أو العكس. تقول الدكتورة النفسية فاطمة العلي ان "النظافة هي سلوك ديني وحضاري يجب علينا التمسك به والحض عليه وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله علية وسلم تحض على النظافة سواء كانت بدنية (شخصية) أو عامة. ونحن في مجتمعنا السعودي نحرص على النظافة والطهارة فهي من مبادئ الدين وشرط أساسي لأداء العبادات. كما أنها ميزة يتميز بها المجتمع السعودي في كل جوانب الحياة. ولكن تتسبب اضطرابات الوساوس القهرية في ايجاد حوائط من الشك والريبة بين الشخص وبين الناس الذين يعيشون معه ويتصلون به يوميا ويصل البعض بهذه الأمور حد الهوس والمرض من جراء الحرص الشديد على النظافة والطهارة ويصبح الشخص قلقاً من نظافة المكان والملابس وحتى الأشخاص وبالأخص زوجته، ما يجعله يبتعد عنها أو يحرجها بطلبه لها أن تكون طاهرة ونظيفة. وهذا يؤثر على نفسيتها وعلى مشاعرها تجاهه وقد يؤدي إلى كثرة المشاكل بينهما والتي تصل إلى الانفصال غالباً". توصي الطبيبة النفسية فاطمة العلي زوجة المريض بوسواس النظافة بالتحلي بالبصر وعدم اليأس وتحمل كثرة طلبات الزوج المتعلقة بزيادة النظافة. وتحاول أن تكون نظيفة البدن والملبس والمظهر وأن تشعره أن نظافتها الشخصية هي من اهتماماتها الأولى. والأهم، عليها أن تقف مع زوجها للتغلب على هذا المرض النفسي الذي يتطلب دعما معنويا كبيرا ومساعدة في تخطي مراحل العلاج. أما علاج الوسواس القهري بشكل عام عبارة عن: - العلاج السلوكي المعرفي ويشمل تدريب المريض على اكتساب القدرة على مقاومة الأفكار المتعلقة بوسواس النظافة، مع الحرص على تقليل نسبة القلق المصاحب للحالة. - استخدام بعض الأدوية المعالجة للوسواس على مدة عدة اشهر حتى تزول الحالة تماماً.