رئيسة التحرير مي بدر تكتب في افتتاحية عدد ديسمبر

رئيسة التحرير مي بدر تكتب في افتتاحية عدد ديسمبر: الأكثر وعيًا وإبداعًا وقدرة على التكيّف

مي بدر
23 ديسمبر 2025

مع نهاية كل عام أحاول أن أتوقف قليلا مع ذاتي، لأعيد النظر في مفاهيم كنت أظنها ثابتة: في العمل، في العلاقات، في معنى النجاح، وحتى في شكل أحلامي ونوعها.

أعترف اليوم بأنني بعد كل تلك السنين ما زلت أؤمن بأن السرعة لا تعني التقدم، وأن البقاء ليس دائما للذين يظنون أنفسهم أقوى، بل للأفضل، والأكثر وعيا وإبداعا، وقدرة على التكيّف.

مع فريق "هي" الذي أعتز به، واجهت تحديات جعلتني أعيد ترتيب أولوياتي، ودفعتني إلى التساؤل: ما الذي يستحق أن نكمله معا، ونحمله معنا إلى العام الجديد؟ وما الذي علينا أن نتركه خلفنا؟

قناعتي بأن علينا أن نكون أكثر وعيا، أكثر حذرا، وأكثر نضجا. ففي العام الماضي وعلى الرغم من أن بعض الدروس كانت قاسية، لكنها صاغت وعيي، وعلمتني أن نجاحنا لا يولد في الراحة، بل في التحدي والقدرة على الاستمرار من دون أن نفقد أنفسنا. ففي هذا العالم الذي يتغير بسرعة، أصبحت التحديات التي تواجهنا أكثر تعقيدا، والإبداع لم يعد ترفا، بل بات وسيلة للبقاء، والصوت الصادق الصريح أصبح ثمينا جدا.

مع نهاية 2025 الحافل بالمتغيرات، نصل في عدد ديسمبر إلى لحظة تأمل واحتفاء.. احتفاء بالإبداع حين يصبح لغة، وبالإنسان حين يختار أن يترك أثرا لا يزول.

على الغلاف، تتألق النجمة مرام علي ليس بوصفها وجها لمرحلة، بل بوصفها صوتا لجيل يعرف كيف يحول التحدي إلى نضج، والموهبة إلى إبداع. فهي تتقدم بثقة، وتختار أعمالها كما تختار ملامحها: بصدق، وجرأة، وهدوء، وقوة.

وهناك لقاء خاص جدا مع النجمة "سارة جيسيكا باركر"، التي اكتشفت خلال حواري معها على مدى يومين أنها امرأة استثنائية تجمع بين الأناقة والوعي، وتعيد تعريف الفخامة بوصفها مسؤولية قبل أن تكون مظهرا. وأن الجمال يتألق حين يتحالف مع الإبداع والاستدامة، وخاصة حين نفكر بالإنسان وبحماية الكوكب الذي نعيش فيه.

لقاء خاص جدا مع النجمة "سارة جيسيكا باركر"
لقاء خاص جدا مع النجمة "سارة جيسيكا باركر"

ومن قلب المشهد السينمائي في السعودية، وخلال "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي"، فتحنا أبواب "استديو هي" لنجوم عرب وعالميين، عبر لقاءات تجاوزت الصورة إلى حوارات إنسانية صادقة حول السينما، والتمثيل، والتأثير، ودور الفن في تشكيل الوعي.

في صفحات الموضة، نحتفي بمجموعات Resort 2026، ونقرأ تحوّلات العام الماضي الذي أعاد للموضة معناها، حيث لم تعد الملابس مجرد صيحات، بل حكايات شخصية وإبداعية وانعكاسات بصرية للهُوية.

باختصار، عدد ديسمبر يقول: الجمال لا يكتمل إلا حين يكون إبداعيا وواعيا، وإن نهاية العام ليست ختاما، بل هي حلم ووعد ببدايات أكثر تألقا. وهي دعوة للاحتفال بإنجازاتنا، وقصصنا التي تستحق أن تُروى.