هي تلتقي المذيعة السعودية الصاعدة كوثر عبد ربه

جدة – إسراء عماد كوثر عبد ربه، فتاة سعودية شجاعة وطموحة، لديها الشغف منذ صغرها بمجال الإعلام والتقديم الإذاعي، تُحِب الإستماع لنشرات الأخبار وقراءة الصحف، إلّا أن الفرصة لم تأتها لدراسة الإعلام بسبب عدم توفر المجال داخل المملكة العربية السعودية حينها، فتخصصت في مجال مختلف تماماً وهو مجال "العلوم الطبية" وتخرجت عام 2005 من جامعة الملك عبدالعزيز، ثم عملت في مجال التمريض بالحرس الوطني. إلّا أنَّها لم تنس شغفها منذ الطفولة بمجال التقديم، فقامت بالتقَدُّم لمسابقة "بنت الوطن" التي أجراها تلفزيون "الآن" لاكتشاف المواهب السعودية النسائية الشابة في مجال التقديم التلفزيوني، واستطاعت عبد ربه الفوز بالمركز الأول من بين 45 متقدمة من المملكة العربية السعودية. كان لـ "هي" الحوار التالي مع كوثر عبد ربه الوجه الإعلامي الصاعد على قناة "الآن"، حيث كشفت لنا الكثير من التفاصيل عن حياتها. كيف جاءتك الفكرة للتقديم في مسابقة "بنت الوطن" ؟ جاء الموضوع بالصدفة وبشكل سريع، حيث أنني شاهدت الإعلان عن مسابقة "بنت الوطن" على قناة "الآن" وكان ذلك في آخر يوم بالمسابقة، ولم يكن يتبقى على انتهاء التسجيل سوى 12 ساعة فقط، فلم يسعني حتى حفظ الكلمات التي قرأتها، حتى أنني قمت بالتصوير الساعة الحادية عشر ليلاً كي يسعني تحميل المقطع وإرساله. وبعد التقديم في "بنت الوطن" هل توقعت الفوز؟ لا لم أكن أتوقع الفوز على الإطلاق من بين 45 متقدمة، كان بينهنّ كفاءات عالية وأنا ليس لدي أي خبرة في مجال الإعلام، فكان تقدمي للبرنامج مجرد تجربة، ثم نسيت الأمر بسبب تأخر إعلان النتائج وطول فترة التصويت، إلى أن جاءني اتصال من صديقاتي المتابعات للمسابقة وأخبروني أنني الأعلى من حيث نسبة التصويت، فشعرت أن الأمر بدأ يدخل في حيز الجدية، ثم تم اختياري ضمن أفضل خمس متقدمات، حينها بدأت توقعاتي بالفوز. وبعد فوزي قام قسم الموارد البشرية بالاتصال بي للتنسيق معي فأرسلت لهم السيرة الذاتية الخاصة بي، ومازلت في انتظارهم، لا أعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك. هل كان هناك تشجيع ممن حولك بالتصويت لكِ، ومساعدتك في الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا ليس بذلك القدر، حيث إن معظم معارفي من الأوساط الطبية أشخاص مشغولين مثل الأطباء، وليس لديهم الوقت الكافي للاهتمام بالتصويت، فكنت أنا في البداية من أطلب من الكل التصويت. هل تم تحديد المجال الذي ستعملين فيه كمذيعة، وما هي ميولك؟ غالباً سأكون قارئة نشرة، بدايةً لم يتم التحديد ولم أكن أعرف في أي مجال سأقدم البرامج، إلّا أنه اتضح فيما بعد أن الفائزة في مسابقة "بنت الوطن" ستكون مذيعة نشرة أخبار، وعن ميولي ورغباتي في نوعية البرامج التي قد أقدمها مستقبلاً، لا أستطيع التحديد حالياً ربما بعد التدريب أستطيع أن أقرر، لأنني بعيدة كل البعد عن المجال، وليس لدي أي خبرة فيه ولم أدرس الإعلام، كما أنني لست محاورة جيدة في المواضيع العامة، فعلاقتي بالتقديم لم تكن بشكل مباشر في مجال الإعلام، ولكنني كنت متحدثة رئيسية "speaker” في مجال عملي. وما علاقة مجال عملك (التمريض) بأن تكوني متحدثة رسمية؟ تخصصي في مجال عملي هو تخصص طبي جديد انطلق قبل ثلاث سنوات وبدأ في الانتشار عالمياً، ونحن أربعة نساء فقط على مستوى المملكة نعمل في هذا المجال، فقاموا بإخضاعنا لدورات تدريبية مكثفة في عدة أماكن، إلى أن أصبحنا نحن المتحدثات في المؤتمرات كي نشرح للجميع عن هذا القسم الجديد في مجال الطب، وهو قسم "الرعاية التوقيفية” أي "الحالات التي لا يرجى شفاؤها" وحالات الاحتضار في مراحلها الأخيرة، ومسمى وظيفتي "منسقة رعاية تلطيفية". وكيف نمت لك هذه الوظيفة الصعبة شخصيتك؟ بحكم عملي ورؤيتي يومياً للأشخاص والشباب والأطفال يموتون أمام عيني، أوصلني ذلك لمرحلة سكينة ورضا داخلي ويقين بأن للحياة نهاية، كما نمَّت لي هذه الوظيفة الكثير في شخصيتي بالرغم من تعجب المجتمع لمجال عملي الصعب على من هي في عمري، بل وصفني البعض بقسوة القلب إلّا أن الأمر عكس ذلك تماماً، بل أصبحت أعي الحياة على حقيقتها، وأؤمن بأن لكل شيء نهاية. كيف كان تقبل أهلك لعملك في مجال التمريض؟ ربما كانت هناك بعض التحفظات والتخوفات منذ البداية من مجال عملي في التمريض بصفة عامة بسبب نظرة المجتمع غير الصحيحة اليه، إضافة إلى كونه يكثر به الاختلاط ونحن مجتمع محافظ، ولكنني أثبت للجميع أن العمل ليس عيباً وفرضت نفسي على الجميع، والفضل يعود لأهلي وزوجي الذين يدعمونني كثيراً. كيف كانت ردات فعل المحيطين بك بعد الفوز في المسابقة؟ في البداية لم يكن أحد يعلم بأنني تقدمت إلى هذه المسابقة سوى المقربين، ولكن بعد الفوز أصبح الإعلان يُعرَض باستمرار على قناة الآن بأنني أنا الفائزة، فجاءني سيل هائل من الاتصالات من جميع معارفي، وأصبح جميع زملائي وزميلاتي في العمل يهنئونني، بل وحتى المرضى يخبرونني بأنهم يعرفوني، حتى حين إجراء اتصالات العمل الروتينية ثم ذكر اسمي في نهاية المكالمة، يتساءلون "هل أنتي الفائزة في مسابقة بنت الوطن؟"فشعرت فجأة أنني مشهورة. بعد أن غَيَّرَت مسابقة "بنت الوطن" أشياء في حياتك ماذا تتمنين؟ كل ما أتمناه دعوة من أمي وأبي ودعم من أخي، وحب وثقة من زوجي.