هزاع بن زايد يبارك لخريجي مصدر خطواتهم نحو بيئة مستدامة

أبوظبي - فاتن أمان احتفل الأربعاء 11 يونيو، ‬28 مواطناً ومواطنة بحصولهم على درجة الماجستير من معهد "مصدر" للعلوم والتكنولوجيا، شكلوا ‬30٪ من إجمالي الخريجين لعام ‬2013 البالغ عددهم 90 طالبا من مختلف دول العالم. وضمت رسائل الماجستير ثمانية تخصصات رئيسة هي الهندسة الكيميائية وعلوم الحوسبة والمعلومات وهندسة القوى الكهربائية وإدارة النظم وهندسة المواد وهندسة النظم الدقيقة والهندسة الميكانيكية وهندسة المياه والبيئة. مجلة "هي" التقت عدداً من الطلبة المواطنين الحاصلين على الماجستير في عدد من الخصصات المختلفة وحاورتهم عن رسائلهم التي أعدوها وسبب اختيارهم لموضوع بعينه، وخطوتهم المستقبلية نحو توفير مصادر بديلة للطاقة قاموا بإبتكارها وما هي الرسالة التي يوجهونها لأبناء الجيل الحالي. ورغم اختلاف إجاباتهم، اتفق الجميع أن اختيارهم للدراسة في "مصدر" هو إنجاز شخصي ووطني، وهم يتطلعون قدما لخدمة الإمارات والعالم من خلال ما تعلموه خلال فترة دراستهم الأكاديمية. برنامج إلكتروني لتشغيل الموانئ البحرية شيخة أحمد جمعة الزعابي: "تضمنت رسالتي للماجستير تطوير برنامج إلكتروني يمكن استخدامه عبر الحاسوب، لخفض تكاليف تشغيل الموانئ واختصار الوقت المستغرق في عمليات المناولة إذ يعمل البرنامج عبر إدخال خصائص وبيانات الميناء والسفن الواردة إليه، وتوجهت لهذه الفكرة التي كانت موجودة نظريا ولم يتم تطبيقها عمليا. وقد دعمت الدراسة توجه الإمارة للتنوع الاقتصادي ونمو التجارة البحرية وازدهارها، خصوصاً بعد افتتاح ميناء خليفة ثالث أكبر ميناء في العالم، واستحواذ الإمارات على نحو ‬65٪ من عمليات المناولة والتجارة البحرية بين الدول بنهاية العام 2012. مستقبلاً أفكر في الحصول على الدكتوراة في نفس المجال، من أجل تطبيق المشروع والوقوف على نتائج هذه الدراسة عمليا ومن خلال التجربة التي مررت بها أنصح الشباب منذ بداية انخراطهم في التعليم وليس الجامعة فقط، بالتوجه للدراسة العملية والتقنية التي هي أساس التعليم مستقبلا للتماشي مع التوجه المحلي والعالمي نحو تطبيق التقنيات الحديثة في كافة مناحي الحياة، إذ أن الدولة بحاجة إلى أيد عاملة ماهرة بخلفية دراسية تعتمد على التقنية المتطورة، تخدم توجهات الدولة نحو تأسيس بنية تحتية بمواصفات قياسية عالمية تضعها في مراكز أكثر تقدما بين الدول الأخرى. المركز الثالث للإمارات سلطان العوضي كان موضوع رسالة الماجستير التي حصل عليها: "إدارة تطوير النظم" من خلال بحث قام به تضمن أكثر من 600 مشروع في مجال الطاقة النظيفة حول العالم، خلال عامي 2009 و2010 من إجمالي 770 مشروعاً في العالم حينها، ثلاثة منها في الإمارات، لتحتل الإمارات المرتبة الثالثة عالميا من حيث النتائج الإقتصادية والبيئية لمشاريع الطاقة النظيفة. واعتمدت الدراسة في اختيارها للمشاريع على حجم المشروع وكيفية عمله والفترة الزمنية المحددة، وقيمت الدراسة هذه المشاريع وفق 12 مؤشراً للنتائج الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وتضمن البحث عددا من التوصيات عن كيفية إستقطاب المزيد من مشروعات التنمية المستدامة في جميع المجالات وبالأخص في مجال الطاقة المتجددة والتغير المناخي محليا وعالميا. الحافلات والسيارات الكهربائية بديل آمن ريم الجنيبي من قسم هندسة وإدارة النظم، تناولت في رسالتها للماجستير مدى اهلية طرق أبوظبي لاستيعاب السيارات الكهربائية، ومستوى البنية التحتية القائمة لسير المركبات العاملة بالكهرباء، من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية. وقالت الجنيبي إن الدراسة التي تقدمت بها، هي أول دراسة متكاملة تناولت ثلاثة أنظمة هي الكهرباء والطرق ونظام "آي تي إس" لكي نحصل على المعلومات المطلوبة لتقليل الإنبعاثات الكربونية، ونقلل من استهلاكنا للوقود. وأكثر الصعوبات التي أظهرتها الدراسة تمثلت في غياب الترابط بين المؤسسات الحكومية في قطاع النقل الخاص بها، لذلك أوصت الرسالة بضرورة إيجاد أسطول نقل موحد لجميع هذه الجهات حيث أن السنوات المقبلة ستشهد ارتفاع السيارات الكهربائية بالإمارة بنسبة 3 إلى 5% من إجمالي السيارات على الطرق. والأهم الذي بينته الدراسة، أن استخدام التقنيات الحديثة في تنظيم السيارات وتزويدها بالكهرباء سيسهم في الحد من الازدحام المروري. اعتمدت الدراسة على تجربة عدد من الدول التي طبقت تجربة السيارات الكهربائية، وهناك تواصل مع دائرة النقل بأبوظبي للاستفادة من الدراسة، وأنوي إكمال رسالة الدكتوراة أيضا في مصدر. واضافت: "أنصح أبناء وبنات الجيل الحالي بأن يطلعوا على مجالات مختلفة، ويوسعوا من مجالات نظرهم وزؤيتهم الشاملة لمواكبة توجه دولة الإمارات نحو مجتمع المعرفة السلمي". جدير بالذكر أن ريم الجنيبي قد شاركت العام الماضي هي وزميلتها ميثاء الكعبي، ضمن فريق البعثة الاستطلاعية الدولية للقارة القطبية الجنوبية التي استغرقت 16 يوماً، من أجل تسليط الضوء على التنمية المستدامة. الكربون لإنتاج الغاز الطبيعي مشاعل عمران عيسى "تخصص هندسة وإدارة النظم" قالت: :ركزت في رسالة الماجستير الخاصة بي على إيجاد آلية جديدة تساعد على تخزين غاز الكربون في التشكيلات الأرضية وحقول الغاز، بما يزيد من إنتاج الإمارة للغاز الطبيعي والنفط، حيث تركزت الدراسة على استخدام آلية جديدة لإلتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، والذي تنتجه مصانع الحديد بكمية وافرة حيث تصل نسبته في الغازات التي تنبعث من تلك المصانع 90% من إجمالي الغازات المنبعثة، وبذلك نتخلص من الكربون في الجو، ونعيد استخدامه للحصول على الغاز الطبيعي ما يقلل من وجود الكربون في الجو، الذي هو عامل رئيسي لتفاقم مشكلة الإنحباس الحراري وإتساع ثقب الأوزون، والدراسة تتماشى مع توجه الإمارات في البحث عن أفضل الإستراتيجيات التي تركز على الاستدامة الاقتصادية والبيئية، في ظل وجود 30 إستراتيجية مقترحة، علينا أن نحدد أفضلها اقتصاديا وبيئيا". واردفت: "حاليا أفكر في الانخراط في سوق العمل لأفيد الدولة بما تعلمته، وأرد لها الجميل، وأود توجيه رسالة للجيل الحالي بأن يتذكروا دائما مقولة أبونا زايد رحمة الله عليه، علينا أن نتسلح بالعلم، ونطلب منه المزيد، ولو في الصين، والمرأة بالأخص في دولة الإمارات توفرت لها فرص كثيرة بدعم أم الإمارات الشيخ فاطمة، فعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة ونستغلها لمصلحتنا ومصلحة دولتنا الحبيبة". المياه عصب الحياة وائل المعيني درس في برنامج هندسة وإدارة النظم قدم رسالة الماجستير عن الاحتياطي الاستراتيجي من المياه في أبوظبي ومن المتوقع أن تساعد نتائجه صناع القرار في أبوظبي على اختيار أفضل خطط التوسعة لتأمين إمدادات المياه في حالات الطوارئ. وقال المعيني: "أعددت تحليلاً اقتصادياً عن خطة التنمية المثالية وتبين لي أن الاحتياطي الاستراتيجي من المياه سيضمن تأمين إمدادات المياه لجميع سكان أبوظبي في حالة الطوارئ كحدوث عطل كبير في محطات التحلية وستحدد الدراسة دورة حياة الطاقة الإنتاجية الحالية للاحتياطي الاستراتيجي وقياس تناسبها مع النمو السكاني الحالي والتنمية الاقتصادية لصياغة الخطة الأمثل لتوسيع الطاقة الإنتاجية". وشارك المعيني في المؤتمر الدولي الثاني والعشرين للمجلس العالمي لهندسة النظم الذي أقيمت فعالياته في روما خلال يوليو من عام 2012 وذلك لتسهيل افتتاح فرع للمجلس العالمي لهندسة النظم في دولة الإمارات ومن ثم تأسيس شعبة للطلاب في معهد "مصدر". مصدر إلهامه مبنى "مصدر" سلطان الكعبي الطالب في هندسة القوى الكهربائية أعد رسالة الماجستير عن "تخطيط وتحسين التوليد الموزع لشبكات التوزيع النشطة"، والتي يهدف من خلالها إلى المساهمة في التنمية المستدامة ونشر حلول الطاقة المتجددة في الإمارات. وذكر: "إستمديت فكرة الرسالة من البيئة المحيطة، إذ أن بيئة الأبحاث في المعهد شكلت مصدر إلهام وتحفيز لي حيث أن معهد مصدر وفر لي فرصة القيام بمزيد من البحوث حول الطاقة المتجددة والمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدولة من خلال التصميم المعماري الفريد والمستدام للحرم الجامعي للمعهد إلى جانب المختبرات الجديدة ونظام النقل السريع والمميزات الخاصة الأخرى التي أتاحت لكثير من التجارب الحياتية المتميزة". الخلايا الشمسية مصدر لا ينضب للطاقة وقالت منى آل علي الطالبة في برنامج هندسة النظم الدقيقة: "من خلال الأبحاث التي قمت بها تكونت لدي رؤى مهمة لفهم كيفية صنع الخلايا الشمسية حيث عملت على تطوير وصنع خلايا شمسية من طبقات السيليكون المتبلور الرقيقة، بأقل التكاليف، وضرورة وضع قوانين لأفضل التطبيقات والتقنيات الأقل كلفة وأكثرها مردودا". واضافت: "تم نشر نتيجة البحث في عدة أوراق في مجلات أكاديمية ومؤتمرات علمية مثل مجلة العلوم التطبيقية ومؤتمر أخصائيي التكنولوجيا الكهروضوئية الذي تنظمه جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات ،كما أنني عضو في فريق سفراء الطاقة الذي تم تكوينه من الطلبة الإماراتيين، وتم نشر عدة مواضيع في الصحف عن ذهابنا إلى سريلانكا لنقوم بتركيب خلايا شمسية في المناطق الفقيرة، كما سأسافر إلى المغرب الإسبوع الفادم لتقديم مقالة علمية عن رسالة الماجستير التي قمت بإعدادها". واكدت: "اخترت هذا الموضوع لأن أساس دراستي هندسة معمارية، فكان توجهي للمباني، وأيضا تخصص جديد، حيث التوجه الآن للمباني الخضراء، ومن خلال سائل الماجستير التي أعددناها والأبحاث التي قمنا بها، أتمنى أن تكون دافع لأبناء جيلنا أن يتعرفوا على كل مايخص الطاقة المتجددة، وتصبح أسلوب حياة من أجل الاستدامة". فاكهة الحفل كانت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة "فاكهة الحفل" فبعد انتهاء مراسم حفل التخرج، حرصت على التواجد بين الخريجين لإلتقاط الصور التذكارية معهم، وكانت فرحة بفرحتهم وسعيدة بتخرجهم وفخورة بإنجازاتهم. وعندما سألتها مجلة "هي"، عن شعورها في هذا الوقت تحديدا قالت وبريق البهجة يشع من عينيها: "الموقف تعجز الكلمات عن وصفه ومهما قيل، لن نفيه حقه، اليوم أحس بالفخر والاعتزاز بهذا الصرح العظيم، الذي كان نتيجة تميز الفكر وجهود الحكومة من أجل تأسيس هذا المعهد، الذي يحدم العالم بأسره وليس فقط الإمارات، من خلال تنوع وتعدد جنسيات الطلبة الذين يدرسون في المعهد، والمشاريع والأبحاث التي يقدمونها لمستقبل أفضل للجميع، وهذا بحد ذاته شهادة بأن الإمارات ماضية قدما وبنجاح نحو الريادة، التي تبوأت فيها مكانة مرموقة، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة للبلاد". واكدت ان "دولة الإمارات العربية المتحدة اتخذت خطوات ريادية سباقة في شتى ميادين الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة عقب إطلاق مبادرة "مصدر" كما أن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة من خلال مشاريع "مصدر" والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة - أيرينا – ومن أبرزها افتتاح محطة شمس 1 (أكبر محطة طاقة شمسية في العالم) قد ضمن لدولة الإمارات مكانة راسخة في قلب النهضة التي تشهدها الطاقة النظيفة والمساعي الدؤوبة للحد من تأثيرات تغير المناخ السلبية".