
خاص لـ"هي": المصممة السعودية نورة الغليسي تكشف عن مجموعة Glint لصيف 2025 المستوحاة من هدوء البحر
مع بدايات الصيف وهدوئه المتدرّج، تطل المصممة السعودية نورة الغليسي برؤية جديدة تنسجها في مجموعتها لصيف 2025 تحت عنوان" Glint، وميض" التي كترجمة لحالة شعورية تنبع من لحظة ضوء عابرة فوق سطح البحر، لحظة تكشف الكثير من دون أن تتكلم، وتترك أثرها دون أن تُرى بوضوح.

في هذا اللقاء الحصري مع "هي"، تكشف نورة الغليسي كيف يتحوّل الإحساس إلى تصميم ملموس، وكيف تُصبح الخامة وسيلة لإيصال ما لا يُقال بالكلمات. بين حركة الضوء وتكوين القماش، تسرد الغليسي مسارات الإلهام التي قادتها إلى Glint، مجموعة تنبع من الداخل وتعكس أنوثة سعودية هادئة، تشبه البحر حين يلمع بصمت في ساعات الصباح الأولى.
الوميض الأول... من جدة تبدأ الحكاية
تروي نورة لـ"هي" أن الفكرة لم تولد من مخطط مسبق، بل من لحظة صامتة على شاطئ جدة، لحظة تراها تتكرر في كل عودة إليها من الرياض. مشهد البحر في سكون الفجر، بلونه المتبدّل وصمته العميق، شكّل بذرة الإلهام. تقول: "كنت أراقب البحر وهو يستقبل الضوء بصبر، يلتقطه للحظة ثم يتركه ينساب. أحسست أن هذه الحركة تُشبه المرأة—تعرف متى تحتفظ ومتى تترك، ومتى تتجلّى من دون أن تُعلن عن نفسها."
تفاصيل المجموعة: أناقة تنبع من حركة الضوء
تضم مجموعة Glint نحو عشر قطع تنوّعت بين الفساتين، التوبات، التنانير، والبناطيل التي تبرز فيها الحياكة المقوّسة كعلامة بصرية مميزة في تصميمات نورة الغليسي. تنسج كل قطعة حكايتها الخاصة: فستان بكتف واحدة يستلهم خفة النسيم، تنانير دائرية تتماوج مع الحركة، توبات شفافة بتفاصيل هندسية دقيقة، وكورسيهات تنحت هيئة الجسد بأنوثة هادئة لا تستعرض نفسها.

الشفافية كدلالة على الصنعة لا على الكشف
لا تُستخدم الأقمشة الشفافة في Glint بوصفها وسيلة للإظهار، بل بوصفها طبقة حسّية تدعونا للتمعّن. تقول نورة: "أقوى ما في القطعة أحيانًا ليس ما تراه، بل ما تلمحه." فالتول الخفيف لا يكشف قدر ما يضيء التفاصيل الدقيقة: طريقة القص، حدة الخياطة، وحدود الصمت داخل التصميم. الشفافية هنا ليست جمالية فحسب، بل موقف تصميمي يعكس إدراكًا داخليًا للخصوصية والحضور.
إيقاع داخلي يتحرّك بهدوء
تصف نورة علاقتها بالحركة في التصميم بأنها "إيقاع غير معلن". لا تعتمد على الدراما أو المبالغة في التوسّع، بل على تفصيل يجعل القطعة تبدو وكأنها تنبض حتى في وقوفها. تقول: "التصميم لا يحتاج إلى حركة ظاهرة كي يشعر بها من يراه، أحيانًا يكفي أن تراه مستقرًا، لكنك تعرف أنه يتحرّك داخليًا." وهذا ما يظهر في بعض القطع التي تنسدل بخفة، وأخرى تحتفظ ببنية واضحة، لكنها جميعًا تنتمي إلى لغة تصميم تُراعي الإحساس قبل البصر.

هوية لا تحتاج إلى تصدير مباشر
في Glint، تظهر العلاقة مع البحر لا كصورة نمطية، بل كحالة تم اختزانها داخل الخامة واللون والإيقاع. نورة لا تُصرّح بالهوية، بل تُضمّنها بهدوء. تقول: "لم أكن بحاجة إلى رموز واضحة لأقول إن هذه المجموعة من جدة أو من السعودية. البحر كان حاضرًا، لكن بطريقة تُشبه كيف نحفظ الأماكن داخلنا: عبر إحساسها، لا شكلها." وهكذا، تصبح القطعة امتدادًا لمكان مألوف، دون أن تصرخ باسمه.
هوية لا تُعلن عن نفسها، بل تُستَشعر
رغم أن البحر هو بطل القصة، إلا أن نورة ترفض تقديمه بصورة تقليدية. لا نقوش لأسماك أو قواقع، بل خامات وألوان تحاكي شعوره لا شكله من هذا المنطلق تنتمي Glint إلى الساحل السعودي كما ينتمي الضوء إلى سطح الماء — وجود طبيعي، لا يحتاج إلى شرح.
في نهاية الحوار، تختصر نورة رؤيتها للمرأة التي صُممت لها هذه المجموعة بقولها: "هي لا تطلب أن تُرى، لكنها حاضرة. لا تصرخ، لكنها تُسمع. ليست بحاجة لأن تبرر أناقتها، فهي جزء منها."