
خاص لـ"هي": حكاية الحذاء الذي وُلد من الألم...علامة Flabelus تعيد تقديم الإسبادريل
حين تصطدم الحاجة بحدود الممكن، يُولد السؤال: ماذا لو أمكن إعادة صياغة المألوف بمنطق جديد؟ هكذا تبدأ الحكايات التي لا تُكتب بالحبر وحده، بل تُطرّز بالخيوط والألوان والأحلام. ومن بين تلك الحكايات، تلمع قصة العلامة الإسبانية Flabelus، حيث تحوّل الألم إلى إلهام، والتقليد إلى ابتكار يخطو بثقة بين أصالة الحرفة وأناقة الحداثة.
ومن هذه العتبة الفارقة، تحاور "هي" بياتريس دي لوس موزوس، مؤسِّسة علامة الأحذية Flabelus، لنمضي معها في رحلة إلى اللحظة التي تحوّلت فيها المعاناة إلى فكرة، والفكرة إلى أسلوب حياة ينضح بالجمال والراحة والاستدامة.

من الحاجة إلى الحلم... البدايات التي تُصنع من الألم
وراء كل فكرة عظيمة معاناة دفينة واحتياج ملحّ. وهكذا وُلدت Flabelus من تجربة شخصية خالصة، حين كانت بياتريس تعاني من آلام مزمنة في الظهر، ولم تجد في الأسواق حذاءً يجمع بين الأناقة والراحة.
تقول بياتريس لـ"هي": "إن فكرة العلامة لم تُبنَ على دراسة سوق أو خطة تسويقية، بل وُلدت من تجربة ذاتية خالصة. فقد كنت أعاني من آلام مزمنة في الظهر، وكنت ألجأ إلى الأحذية الفينيسية التقليدية رغم عدم ملاءمتها من الناحية الصحية.
وتكمل الحديث قائلة: "بعد محاولات فاشلة لتعديل هذا النمط من الأحذية، خطر لي أن أدمج بين الشكل الفينيسي المألوف وبنية الإسبادريل المريحة. وحين وجدت صانعًا يتبنى الفكرة، أبصرت Flabelus النور. لم أكن أدرك حينها أنني على وشك إعادة كتابة سيرة هذا الحذاء التاريخي، لكنني أيقنت أنني ابتكرت ما هو أفضل من كليهما معًا."
ولأن الأحلام لا تُبنى إلا على أسس صلبة... كانت الاستدامة البداية
وما إن وُلدت الفكرة، حتى كان لا بد أن تنمو على أسس راسخة تليق بعالم اليوم. أدركت بياتريس أن الجمال وحده لا يكفي، بل لا بد أن يحمل هذا الجمال رسالة أعمق ومسؤولية تجاه الأرض. وهكذا تبنّت Flabelus منذ نشأتها الاستدامة كقيمة جوهرية، لا كشعار تسويقي.
تقول مؤسسة Flabelus لـ"هي": "إن الاستدامة لم تكن قرارًا لاحقًا، بل جوهرًا أصيلًا منذ لحظة التأسيس. فقد ارتكزت فلسفة العلامة على استخدام الألياف الطبيعية، ذات الأثر البيئي الأقل، والتي تتفوق على نظيراتها الصناعية في سرعة التحلل وتقليل استهلاك الموارد. ولم نكتفِ بذلك، بل اخترنا أن نعمل مع ورش إسبانية تقليدية تعتمد على العمل اليدوي، ما يقلّص من البصمة الكربونية ويُحيي إرثًا صناعيًا عريقًا يتجاوز حدود الربح إلى صون الهوية."
ومن فلسفة الاستدامة إلى عالم يروي الحكايات... المتجر بوابة الحلم
لكن علامة Flabelus لم تتوقف عند صناعة الحذاء فحسب، بل أرادت أن تحوّل كل تفصيلة في تجربتها إلى قصة تُحكى، بدءًا من المنتج وانتهاءً بفضاء المتجر. هكذا تحوّلت متاجرها إلى عوالم أدبية تنبض بالحياة، حيث يصبح التسوق رحلة ثقافية قبل أن يكون فعل شراء.

توضح بياتريس دي لوس موزوس لـ"هي": "تجربة التسوق لدينا لا تقتصر على اقتناء منتج، بل هي انغماس في عالم أدبي فريد، حيث يحمل كل حذاء اسم شخصية، وكل رفّ يحاكي رفوف مكتبة. المتجر لدينا أشبه بمحطة سرد، تتلاقى فيها الألوان والنصوص، لتخلق بيئة تلامس الحواس وتستثير الخيال. فالرفاهية هنا ليست مظهرًا خارجيًا فحسب، بل تجربة وجدانية تنتمي إلى عوالم الأدب والثقافة بقدر ما تنتمي إلى عالم الموضة."
في تفاصيل الصنعة... يكمن سر الخلود
ومن فضاء المتجر الحالم، تعود بنا بياتريس إلى أصل الحكاية: الحرفة. فالجمال، في نظرها، لا يكتمل إلا عندما تحمله يد بارعة تصنعه بإتقان. لكل غرزة وحافة قصة تُروى، ولكل تفصيلة وزن ومعنى.
ولهذا تعبّر دي لوس موزوس لـ"هي": "ما يميز تصميماتنا لا يكمن فقط في شكلها الجمالي، بل في جوهرها الحرفي. إذ نُنفّذ كل قطعة على أيدي صنّاع مهرة، بتقنيات يدوية دقيقة تضمن المتانة والراحة والأناقة في آنٍ معًا. نحن نصنع تصاميم تتجاوز الاستهلاك العابر، وتُشبه القطع النادرة التي تصمد في وجه الزمن وتُروى على مدى المواسم."

وحين تتحد الألوان مع الحكايات... تولد لهجة بصرية لا تُخطئها العين
في عالم يميل إلى النمطية، قررت بياتريس أن يكون اللون هو صوتها المميّز، ولهجتها البصرية التي تميّزها عن غيرها. فتأتي ألوان التصاميم كاحتفال دائم بالحياة والأنوثة، وتعبير جريء عن شخصية المرأة العصرية.
تقول لـ"هي": "الجرأة في اختيار الألوان لا تأتي رغبة في التميّز فحسب، بل تعبيرًا عن روح المرأة المعاصرة التي تحتفي بنفسها من دون تكلّف. فكل حذاء من Flabelus هو بيان شخصي يُعبّر عن الذوق والحرية والراحة. تصاميمنا لا تتبع صيحات عابرة، بل تزرع جذورها في أناقة خالدة تُنيرها لمسة من البهجة."
ولأن الحكايات لا تكتمل إلا بجمهورها... اللقاء هو أصل الحضور
وفي الوقت الذي تبني فيه العلامات جدرانًا بينها وبين عملائها، اختارت العلامة أن تفتح أبوابها وتمدّ جسور التواصل مع مجتمعها. فاللقاء المباشر هو ما يحوّل المنتج إلى صلة، والعلامة إلى تجربة حيّة تتجدّد مع كل حكاية.

توضح بياتريس لـ"هي": "فعالياتنا، وعلى رأسها Flabelus Night Out، تمثل مساحات لقاء حيّة مع المجتمع الذي أحبّ العلامة وآمن بها. لا نرى في زبائننا مجرد مستهلكين، بل أفرادًا ينتمون إلى عائلة Flabelus، تجمعهم الرؤية والذوق والقصة. ومن خلال هذه الفعاليات، تتجسّد العلامة في وجوه وابتسامات وأحاديث، فتغدو أكثر من منتج... تغدو صلة."
وأخيرًا... من رحم الأزمات تُولد أجمل الحكايات
لم تكن رحلة Flabelus مفروشة بالورود؛ فقد شاءت الأقدار أن تولد فكرتها في خضم الجائحة، حيث توقفت عجلة العالم، وتعثرت سلاسل الإنتاج. لكن من قلب تلك العاصفة، ولدت عزيمة لا تعرف المستحيل، وإصرار على تحويل الأزمة إلى فرصة.
تقول بياتريس: "انطلاقتنا خلال الجائحة لم تكن سهلة؛ فقد تعطّلت سلاسل الإمداد، وتوقّف الإنتاج، واضطُر الفريق إلى بناء منظومة متكاملة من العدم. لكن تلك اللحظة كانت مدرسة في المرونة والتكيّف. لقد منحتنا هذه التجربة درسًا بالغ الأثر: أن الإبداع لا ينتظر الظروف المثالية، بل يُخلق منها، ويعيد ترتيب الفوضى على هيئة حلم متين." تتواجد العلامة في مختلف المتاجر في دول الخليج ودول الشرق الأوسط.