Charles & Keith X لينا ملائكة... صانعة أفلام وريادية سعودية تحتفي بالهُوية بمناسبة اليوم الوطني السعودي

حوار: Mashael Al Dakheel
بمناسبة اليوم الوطني السعودي، تطل لينا ملائكة في تعاون خاص مع Charles & Keith لتجسد من خلاله صورة المرأة السعودية العصرية. لينا، صانعة أفلام ووجه ثقافي بارز، عُرفت بقدرتها على نسج السرديات البصرية التي تمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين جدة كمدينة ملهمة والسعودية كحاضنة لمشهد إبداعي متجدد.

لماذا لينا ملائكة؟ لأنها النموذج الأمثل لامرأة سعودية تصنع قصتها بنفسها: مخرجة تصوغ عوالم موازية بعدسة السينما، وملهمة ترى في الأزياء وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الهُوية. في هذا التعاون، تعكس لينا كيف يمكن للموضة أن تتحول إلى منصة لتمثيل ثقافة كاملة، وتصبح مرآة لروح اليوم الوطني التي تحتفي بالانتماء والجرأة والتجديد.

تعكس السينما والموضة عوالم موازية، أين تلتقيان في رؤيتك؟

كلتاهما تحت مظلة واحدة، بل في عالم واحد. في السينما هناك دائما أزياء، من تصميم الأزياء إلى تصميم المشاهد والإخراج الفني، إلى التفاصيل مثل الشعر والماكياج… كل هذه عناصر أساسية في الفيلم. هذه الطبقات متداخلة مع بعضها البعض، وفهمهما معا يمنح التجربة بُعدا أعمق وأكثر إشباعا.

ما دور الموضة في عالم الإخراج والسينما ؟ هل هو بناء صورة أم خلق هُوية؟

أشعر بأن كل هذه المجالات تندرج تحت مظلة واحدة وهي التعبير عن الذات والإبداع. لا أفكر فيها كأشياء منفصلة، بل هي جزء من "من أنتِ؟" و"كيف تخرجين إبداعك؟". لا أراها كشيء محسوب أو مخطط له مسبقا، بل تأتي بشكل طبيعي من خلال شخصيتك، سواء كان ذلك في الفن أو الأزياء أو السينما. لكن بالتأكيد هناك مراحل عديدة تمر بها الفكرة حتى تتحول إلى واقع.

كيف تعكسين روح المرأة السعودية اليوم من خلال هذا التعاون مع Charles & Keith؟

أنا أعشق فكرة التعاون، فهي من أكثر الأشياء التي أحب القيام بها. دائما ما تكون أولوية عملي مع العلامات التجارية المحلية، لكن عندما أعمل مع علامة عالمية أجد متعة خاصة في إبراز المرأة السعودية على منصة دولية.

من وجهة نظرك، كيف تساعدك الأزياء في أن تكوني أداة للتأثير والتغيير؟

لا أرى أن الأزياء مجرد مظهر، بل هي امتداد للتعبير عن الذات ومن تكونين. طريقة لبسي تعكس شخصيتي، وأعتقد أن لكل شخص هوية خاصة به في عالم الأزياء. كما أنني أحب استخدام الأزياء وسيلة للسرد القصصي، أو لطرح أفكار ورسائل معينة. مثل السينما والفن، الأزياء أيضا وسيلة قوية للتعبير والتأثير، وأعتبرها من أقوى الأدوات لذلك.

حقيبة، حذاء، أو نظارة شمسية.. أي قطعة أزياء تحمل القوة الكبرى لتروي قصة لينا؟

أشعر بأن جميعها معا تحمل قوة السرد، بغض النظر عن نوع القطعة. فالشخص نفسه والطاقة التي يحملها وراء هذه الإكسسوارات أو الملابس هي التي تملك القوة الحقيقية لرواية القصة.

في اليوم الوطني، كيف تترجمين فكرة الانتماء إلى أسلوب وأناقة؟

لطالما قلت إن هُويتي تتكون من ثقافتي وعقيدتي وجذوري، وأيضا من شخصيتي كفرد مستقل. دائما ما أمزج كل هذه الطبقات في شخصيتي في كل ما أفعله. وجزء من ذلك أنني امرأة سعودية، وهذا يظهر بشكل طبيعي في أسلوبي.

هل الموضة بالنسبة لك وسيلة للهروب من الواقع أم لمواجهته بجرأة؟

بالنسبة لي الموضة شيء حدسي جدا. أرتدي دائما بما يتناسب مع المكان والبيئة التي أتواجد فيها، ولكن الأهم بالنسبة لي أن أشعر بالراحة والرضى، لأنها امتداد للذات. لا أستطيع ارتداء شيء إن لم أشعر بأنه يعبر عني أو يجعلني مرتاحة نفسيا وجسديا. الأزياء بالنسبة لي وسيلة للشعور بالثقة والانسجام الداخلي، وليست مجرد مظهر خارجي.

جدة مدينة مفعمة بالتفاصيل، كيف تلهمك في بناء صور سينمائية أو حالة بصرية مثلما تفعل الأزياء في تكوين إطلالة؟

جدة بالنسبة لي أجمل مدينة في العالم، هي ميناء الشرق الأوسط وبوابة الحرمين الشريفين. تحمل في داخلها الكثير من التاريخ الديني والثقافي المحفوظ في هذا الموقع الجغرافي الفريد. أشعر بأنها قلب العالم، وهذا التنوع الهائل بحد ذاته ملهم وجميل. كل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة تنعكس عليّ لكوني ابنة هذه المدينة، وكثير من مشاريعي وأعمالي الفنية مستوحاة منها بشكل طبيعي. الكثير من السرديات التي عملت عليها دارت حول جدة وما تمثله بالنسبة إلي.

نظاراتك الشمسية أصبحت جزءا من هُويتك، هل هي توقيع شخصي أم رسالة حول قوة التفاصيل الصغيرة؟

منذ طفولتي وأنا أرتـــــدي النظــــــارات الشــــمــسـيــــــة، فهي تمنحني خصــوصيــــة، وأشـــعـــر بأنـــــــها أصبــحت جزءا طبيـــعــيـــــا مني. وأيضا عندما ألتقط صورا في المناسبات، عيني غالبا ما تكون مغمضة في الصور، فالنـــــظارات تنقــــــذني من إفــــســــــاد الكثير من الصور! أحبها أيضا كإكسسوار، فهي تضيف لمســــة خاصة لإطلالتي.

ما الذي يـــجــعـــل من الإكســـســــوار البسيط رمزا لهُوية كاملة؟

إذا كان الإكسسوار جزءا حقيقيا من شخصيتك ويأتي بشكل غريزي، فإن طاقته بحد ذاتها تتحدث عنك. لا أرى أنه شيء مخطط أو مصمم عمدا، بل يأتي بشكل طبيعي. كثير من الأشخاص يُعرفون بأشياء بسيطة، لكنها جزء أصيل من هُويتهم، وهذا ما يمنحها قوتها الرمزية.

إذا كـــان الأســلـــوب الشخصـــي سيــــرة ذاتــيـــة، فــمـــاذا تـــقــــول سيرتك عنك اليوم مع Charles & Keith؟

أشعر بأنه من الصعب اليوم أن يتمتع الناس بأسلوب فردي خالص بسبب كثرة الصيحات والاتجاهات في الوقت نفسه. لكنني أؤمن بأن لكل إنسان في العالم هوية وأسلوبا خاصا به يجب أن يعكس ثقافته، وطبيعة جسده، وطريقته في التعبير عن ذاته. أنا لا أؤمن بالترندات بقدر ما أؤمن بصدق التعبير عن نفسك كما أنت، بعيدا عن القوالب النمطية. والأهم هو أن تبقى صادقا وحقيقيا مع نفسك.