
منسقة الأزياء السعودية مها العنقري تتحدث لـ"هي" عن الأناقة كحوار بصري بين أجيال الموضة وصياغة الهوية
تدرك منسقة الأزياء السعودية مها العنقري أن الأناقة ليست مجرد مظهر، بل هي لغة وحوار ممتد بين الأجيال والثقافات. بمنظور سعودي وصوت إبداعي تشكّل بين شوارع لندن الفاخرة، تقرأ مها أسلوب الجيل الجديد بعيون ترى ما هو أعمق من مجرد صيحات مؤقتة. بين جرأة جيل Z وتعبيره الحر، لا يزال ذوقه مشبعا بتأثيرات من سبقوه من تباين جيل الألفية بين الماكسيمالية والمينيمالية، إلى نوستالجيا جيل X، وصولا إلى لمسات كلاسيكية من عقود ماضية لا تزال تلهم. لكن الإلهام لا يسير في اتجاه واحد، وثقافة إعادة التفسير التي يتقنها الجيل الجديد، كما فعلت الأجيال من قبله، أعادت إشعال شرارة الإبداع لدى من سبقوه. ما كان يُعدّ موضة قديمة، تحوّل اليوم إلى ظاهرة أو "ترند" يعاد تقديمها بروح معاصرة وهوية فردية.
في هذا الحوار الحصري مع "هي"، تشارك مها العنقري، منسقة الأزياء السعودية المقيمة في لندن، رؤيتها حول صيحات صيف 2025، وتوازنها بين الذوق الشخصي واحتياجات عميلاتها، وأفكارها حول إعادة إحياء أساليب جيل X وأوائل الألفينيات من خلال عدسة الجيل الجديد. كيف ترى علاقة الأزياء بالهوية؟ وما الذي يمكن أن تتعلّمه الأجيال الأكبر من حرية التعبير التي يقودها جيل Z؟

ما أكثر ما يشجعك اليوم على العمل في مجال الأزياء بصفتك منسقة أزياء سعودية، خصوصا في عام 2025؟ وكيف يؤثر وجودك في لندن في ذلك؟
في عام 2025، أصبح هناك تقدير أوسع للأصالة والأصوات المتنوعة وسرد القصص الثقافية. لكوني منسقة أزياء سعودية، أعتز بأن أكون جزءا من هذا المشهد الإبداعي الذي يمزج بين التقاليد والحداثة، ويقدّم رؤيتنا للعالم بشكل أنيق وشخصي. لندن من أكثر المدن الغنية بالثقافة والجمال والإلهام. الهندسة المعمارية، والطبيعة، والمشهد الفني والموضة، والمتاحف، ونمط الحياة فيها كل ذلك يلهمني يوميا. أن أحمل منظورا سعوديا عصريا في مدينة مثل لندن وعلى منصة عالمية يمنحني شعورا بالقوة والفخر.
ماذا يعني لكِ تنسيق الإطلالات على مستوى أعمق من المظهر؟ وكيف ترين دورك بصفتك منسقة أزياء سعودية في تمكين الآخرين؟
التنسيق هو أداة تواصل قوية. إنه وسيلة لسرد الحكايات، وتعزيز الثقة، وتمكين الناس من التعبير عن أنفسهم. لكوني سعودية، أحرص على أن يحمل عملي رسالة تتجاوز الجمال، رسالة هُوية وصدق ونية.
برأيك، ما الذي يمكن أن يتعلّمه الجيل الأكبر من جيل Z فيما يخص التعبير عن النفس من خلال الموضة؟
جيل Z يعلمنا التعبير بلا خوف، وتقبل العيوب، والأسلوب العفوي. اختياراتهم تبدو طبيعية وغير مصطنعة، وهذا بحد ذاته ملهم جدا.
شهدنا عودة لصيحات جيل X وأوائل الألفينيات من القصّات المنخفضة إلى البساطة البنيوية والشعارات القديمة. كيف ترين إعادة تفسير الجيل الجديد لهذه العناصر؟
الجيل الجديد يتعامل مع الماضي كمصدر إلهام لا كدليل. يمزجون بين الحقب بمرونة وذكاء. لا يحاولون تقليد الماضي، بل يعيدون بناءه بروحهم الخاصة.
هل هناك رموز أو مزاجات من جيل X لا تزال تلهمك اليوم؟ وكيف تعيدين تقديمها ضمن سياق سعودي معاصر؟
أحب مزاج التسعينات، تنسيقات تجمع بين الحنين والحداثة. التفسير السعودي لهذا الأسلوب يكون من خلال احترام الجذور وإضفاء طابع شخصي عليه. هو توازن بين التراث والحرية الإبداعية، وصياغة هُوية تمزج بين الماضي والحاضر.

ما أبرز توجهات الصيف التي تلفت انتباهك هذا العام؟ وما القطعة الأساسية التي لا يمكنك الاستغناء عنها هذا الصيف؟
أنا لا أتّبع الصيحات بشكل مباشر، بل أفضّل التركيز على الأسلوب الخالد والتعبير الذاتي. أتعامل مع الصيحات على أنها مصدر إلهام، وأحب إعادة تفسيرها بطريقتي الخاصة. الفستان الأبيض الكلاسيكي، بتفاصيل نحتية ناعمة وقصة أنيقة تفيض بالأنوثة والراحة.
ما الصيحة التي تعتبرينها "ضربة موفقة" هذا الصيف، وأخرى تعتبرينها "إخفاقا واضحا"؟
أحب القطع غير المتماثلة، فهي أنيقة، وناعمة، وتُبرز القوام. أما الخطوط البحرية، فأعتبرها من الإطلالات غير الموفقة، لأنها تضيف عرضا غير مرغوب فيه للجسم.
ما نصيحتك لتنسيق إطلالات المدينة في الصيف، خاصة للمرأة التي توازن بين الأناقة والحركة اليومية؟
أسلوبي في الصيف يميل إلى الأناقة السهلة والمريحة: فساتين يمكن تحويلها من نهارية إلى مسائية، وأقمشة خفيفة، وقطع منسقة، وإكسسوارات بارزة، وخامات متنوعة مع جاكيت صيفي مميز.
كيف تتعاملين مع تنسيق إطلالات السفر الصيفية؟ وما معادلتك للأناقة على الشاطئ؟
السفر فرصة للمتعة في التنسيق! أعتمد على الراحة مع لمسة من الفخامة الهادئة، وألوان جريئة، وخامات ناعمة، وإكسسوارات واضحة، وتفاصيل تروي قصة كل إطلالة.
ما التدرجات اللونية التي تجذبك هذا الصيف؟ وهل ترين أن هناك ألوانا تعبّر عن مزاج 2025؟
ألوان الباستيل مثل الأصفر بدرجة لون الزبدة الدارج، والذهبي الفاتح، والوردي الطفولي، والأزرق السماوي تعبر عن الصفاء والوضوح والهوية. أما في الخريف، فسيميل ذوقي إلى العنابي، والوردي المغبر، والبيج الطيني، والبني الشوكولاته، وتدرجات الرمادي.