الملكة اليزابيث

من الطفولة إلى العرش... معرض يستحضر أناقة الملكة إليزابيث عبر الزمن

نادين منيّر
23 يوليو 2025

لطالما كانت إطلالات الملكات والأميرات محط أنظار العالم، تثير اهتمامًا جماهيريًا وإعلاميًا واسعًا، وتُصبح مصدر إلهام للمصممين وعشاق الموضة على حد سواء. إن سحر الأناقة الملكية يتجاوز مجرد الملابس الفاخرة، فهو يمثل تاريخًا، ثقافة، ودبلوماسية تُترجم عبر الأقمشة والتصاميم. من الفساتين الرسمية المبهرة إلى الإطلالات اليومية الأنيقة، كل قطعة ترتديها أميرة أو ملكة تحمل في طياتها قصة وتلقى صدى عالميًا.

وفي هذا الإطار، يستعد قصر باكنغهام لإطلاق معرض أزياء ومقتنيات شخصية للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ومن المقرر افتتاحه في الربيع. يعد هذا المعرض فرصة فريدة للجمهور للتعمّق في خزانة ملابس إحدى أكثر الشخصيات الملكية أيقونية في التاريخ الحديث.

اطلالة الملكة إليزابيث الثانية
اطلالة للملكة إليزابيث الثانية

معرض استثنائي يحتفي بأناقة الملكة إليزابيث الثانية

يُقام معرض "الملكة إليزابيث الثانية: حياتها بأناقة" Queen Elizabeth II: Her Life in Style احتفالاً بالذكرى المئوية لميلادها في 21 أبريل 1926، وسيكون أكبر وأشمل معرض لأزيائها على الإطلاق. سيضم المعرض حوالي 200 قطعة، نصفها سيُعرض لأول مرة.

يهدف المعرض إلى سرد قصة أطول ملكة حكمت بريطانيا من خلال الملابس التي ارتدتها طوال حياتها، "من الولادة إلى البلوغ، ومن الأميرة إلى الملكة، ومن أناقتها خارج أوقات العمل إلى إطلالاتها الدبلوماسية على الساحة العالمية"، وفقاً للمنظمين. قالت كارولين دي غيتو، أمينة المعرض ومسؤولة قسم الأعمال الفنية للملك، إنه على مدار عهد الملكة الطويل، أصبح أسلوبها المميّز معروفًا على الفور في جميع أنحاء العالم، مما عزّز صناعة الأزياء البريطانية وأثّر على أجيال من المصممين ومصممي الأزياء.

يضم المعرض حوالي 200 قطعة، نصفها سيُعرض لأول مرة
يضم المعرض حوالي 200 قطعة، نصفها سيُعرض لأول مرة

وأضافت "إنه بفضل انتقال أرشيف أزياء الملكة الآن إلى رعاية صندوق المجموعة الملكية، يمكننا أن نروي قصة حياة حافلة باختيارات الأزياء المدروسة، بدءًا من دورها العملي وفهمها للقوة الناعمة الكامنة وراء ملابسها، ووصولًا إلى الحرفية الاستثنائية وراء كل قطعة ملابس". وتابعت دي غيتو أنه في العام الذي ستبلغ فيه الملكة الراحلة المئة من عمرها، "سيكون هذا المعرض احتفالًا بأسلوب الملكة إليزابيث البريطاني الفريد وإرثها الخالد في عالم الأزياء".

أكبر وأهم مجموعات الأزياء البريطانية في القرن العشرين

وأوضح المنظمون أن أرشيف أزياء الملكة إليزابيث يُعدّ من أكبر وأهم مجموعات الأزياء البريطانية المتبقية في القرن العشرين. إلى جانب الملابس والمجوهرات والقبعات والأحذية والإكسسوارات، سيُكشف أيضًا عن رسومات تصميمية لم تُعرض من قبل، وعينات من الأقمشة، ومراسلات مكتوبة بخط اليد تكشف عن كواليس عملية اختيار ملابس الملكة، وتُلقي ضوءًا جديدًا على مشاركتها الوثيقة في تصميم خزانة ملابسها.

سيُرافق المعرض منشور رسمي، بعنوان "الملكة إليزابيث الثانية: الموضة والأناقة"، احتفالًا بالذكرى المئوية. كتبنه دي غيتو، وسيضم مساهمات من خبراء ومصممي الأزياء، ويسلط الضوء على دعم الملكة المستمر لصناعة الأزياء البريطانية.

قطع تُعرض لأول مرة

سيُعرض لأول مرة واحدة من أقدم قطع الأزياء الراقية المتبقية من خزانة ملابس طفولتها: فستان وصيفة العروس الفضي المصنوع من قماش اللاميه والتول، من تصميم "إدوارد مولينو" Edward Molyneux، والذي ارتدته وهي في الثامنة من عمرها في حفل زفاف عمها، دوق كينت، على الأميرة مارينا من اليونان عام 1934. مع بروز عالم الأزياء الراقية البريطانية في أربعينيات القرن الماضي، بدأت الأميرة إليزابيث العمل مع "نورمان هارتنيل" Norman Hartnell، الذي أصبح مصممها الأكثر تأثيرًا على مدار العقود الثلاثة التالية. وقد ترسخت مكانته كمصمم أزياء رائد في بريطانيا باختياره لتصميم فستان زفافها عام 1947 وفستان تتويجها عام 1953، وكلاهما سيُعرض.

فستان وصيفة العروس الفضي المصنوع من قماش اللاميه والتول، من تصميم "إدوارد مولينو"
فستان وصيفة العروس الفضي المصنوع من قماش اللاميه والتول، من تصميم "إدوارد مولينو"
فستان وصيفة العروس الفضي المصنوع من قماش اللاميه والتول، من تصميم "إدوارد مولينو"
ارتدته وهي في الثامنة من عمرها في حفل زفاف عمها، دوق كينت

سيتثنّى للزوار أيضًا اكتشاف فساتين من تصميم "هارتنيل وهاردي أميس" Hartnell and Hardy Amies من خمسينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى فساتين مطبوعة انسيابية من تصميم "إيان توماس" Ian Thomas، تعكس سحر أسلوب البوهو في سبعينيات القرن الماضي. يُعرض العديد منها لأول مرة.

كما يستكشف المعرض استخدام الملكة للرموز والألوان الدبلوماسية في خزانة ملابسها خلال جولاتها الخارجية، بما في ذلك فستان أبيض صممه هارتنيل لمأدبة رسمية عام 1961 في كراتشي، والذي يتضمن ألوان باكستان الوطنية من خلال ثنية خضراء زمردية تتدلى على الظهر.

من التصاميم الأيقونية التي سيتم عرضها
من التصاميم الأيقونية التي سيتم عرضها
من التصاميم الأيقونية التي سيتم عرضها
من التصاميم الأيقونية التي سيتم عرضها

سيُعرض أيضًا الزي الريفي للملكة، بما في ذلك سترات ركوب الخيل، تنانير التارتان، وأغطية الرأس الحريرية، في المعرض.

لم يُحدد بعد الموعد النهائي للعرض، الذي سيُفتتح في الربيع ويستمر حتى خريف عام 2026. وذكرت المجموعة الملكية أن التذاكر ستُطرح للبيع في نوفمبر 2025، وأن الكتاب سيُنشر من قِبل صندوق المجموعة الملكية في مارس 2026.