
"ستيفانيا فالنتي" المديرة الإدارية لمعهد "مارانجوني" لـ"هي": أعظم ما تتميز به السعودية شبابها النابض بالحياة والمتحمس لإطلاق العنان لإبداعاته
الرياض: Adnan Alkateb
تتقدّم المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كحاضنة إقليمية للصناعات الإبداعية، ووجهة عالمية للتعليم المتخصص في مجالات التصميم والفنون والموضة. في هذا السياق، يفتتح معهد "مارانجوني" Istituto Marangoni، أحد أبرز المعاهد العالمية في تعليم الأزياء والتصميم وإدارة العلامات الفاخرة، فرعه الجديد في العاصمة الرياض، تأكيدا على التزامه بالمساهمة في رسم ملامح مستقبل هذه الصناعات في المنطقة.
في هذا اللقاء الحصري مع المديرة الإدارية للمعهد "ستيفانيا فالنتي" Stefania Valenti، نتناول أبعاد هذا التوسّع الاستراتيجي، وأهدافه على المدى الطويل، ومدى انسجامه مع رؤية المملكة 2030. كما نناقش الدور الحيوي الذي تضطلع به هيئة الأزياء السعودية في دعم القطاع، والبرامج الأكاديمية المتخصصة التي ستقدَّم في فرع الرياض، والتي تم تصميمها لتلبية احتياجات السوق السعودي. ونلقي الضوء على مبادرة المنح الدراسية من معهد "مارانجوني" في السعودية بالشراكة مع مجلة "هي"، وبهدف اكتشاف نخبة من المواهب السعودية الصاعدة ودعمها أكاديميا ومهنيا، لتمكينها من الانخراط في ساحة الأزياء العالمية بثقة وجدارة.

يفتتح معهد "مارانجوني" فرعا له في الرياض هذا الصيف. ما الذي جعل المملكة العربية السعودية الوجهة الرئيسة التالية لتوسعكم العالمي؟
يمثل افتتاح فرعنا في الرياض خطوة محورية في استراتيجية معهد "مارانجوني" للتوسع العالمي، ويأتي بعد النجاح الكبير الذي حققناه في دبي، مما يرسّخ حضورنا المتنامي في منطقة الخليج. اخترنا المملكة العربية السعودية لما تشهده من نهضة غير مسبوقة في المجالات الإبداعية، لا سيما في الموضة والفنون والثقافة، بدعم من رؤية 2030 التي تحتفي بالمواهب المحلية وتفتح آفاقا جديدة للابتكار. نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذا التحوّل، وأن نساهم في تأهيل جيل جديد من المبدعين السعوديين الطموحين.
ما هي الرؤية الطويلة المدى لمعهد "مارانجوني" في المملكة العربية السعودية، وكيف تتماشى مع رؤية 2030؟
قبل ثلاث سنوات، بدأنا شراكتنا الاستراتيجية مع هيئة الأزياء السعودية بهدف تطوير منظومة تعليمية تحتضن المواهب المحلية وتواكب المعايير الدولية. رؤيتنا الطويلة المدى تتجسّد في إعداد جيل جديد من المصممين ورواد الأعمال السعوديين، القادرين على المنافسة عالميا وقيادة مستقبل صناعة الأزياء في المملكة. كما نضع تمكين المرأة وريادة الأعمال في صميم برامجنا، دعما لطموحات رؤية 2030 في بناء اقتصاد إبداعي متنوّع يعكس هوية السعودية الثقافية المتجدّدة.
كيف سيعكس فرع الرياض الثقافة المحلية مع الحفاظ على الهوية الدولية لمعهد "مارانجوني"؟
سيقدم فرعنا في الرياض منهجا دراسيا يدمج بعناية التراث الثقافي السعودي مع اتجاهات الموضة العالمية المعاصرة. نهدف من خلال ذلك إلى تمكين الطلاب من تصميم أعمال مبتكرة تعبّر عن هويتهم الثقافية، وفي الوقت نفسه، منحهم فرص الانفتاح على العالم من خلال شبكتنا العالمية. ومن خلال المزج بين الطابع المحلي والمعايير العالمية، نطمح إلى تخريج جيل جديد من المصممين القادرين على تمثيل الإبداع السعودي عالميا.
ما هي التخصصات والبرامج التي ستتوفر في الرياض، وكيف تلبي الاحتياجات الناشئة للصناعات الإبداعية وصناعات الأزياء السعودية؟
صُمـــمــــت بــــرامجـــنــــا الأكاديـــمــيــــة في الــــريـــاض بعنــــايــــة لتلبية الاحتياجات المحددة لمنظومة الأزياء السعودية. تشمل البرامج:
• تــــــصــــمــــــــــيـــم الأزيــــــــــــــــــاء، مع مـــــــــســــــــــارات في الخـــــيـــــاطــــة والأزيـــــــــــــــــــاء المحتــشمــــــة تعكس الجماليات المحلية.
• التــــواصـــل والتنـــسيـــــق في مـــجـــال الأزيــــاء، لتطوير مهارات السرد البصري للجمهور المحلي والعالمي.
• تصميم المنــتج وإدارة الأعمال في مجال الأزياء، مع التركيز على تطوير المجموعات وإدارة العلامات التجارية على مستوى عالمي.
• تصميم العطور، وهو قطاع ثقافي وتجاري رئيسي في المنطقة.
جميع البرامج معززة بمكونات التعلم الرقمي، بما في ذلك مختبرات الذكاء الاصطناعي و"ميتافيرس"، مما يضمن تزويد الطلاب بأحدث الأدوات والمنهجيات المطبقة في جميع فروعنا حول العالم.
تعاونتم مع هيئة الأزياء السعودية. كيف ترون دور الهيئة في صياغة السرد العالمي حول الأزياء السعودية، وكيف يساهم معهد "مارانجوني"؟
حققت هيئة الأزياء السعودية، بقيادة "بوراك شاكماك"، تقدما ملحوظا في الارتقاء بالعلامات التجارية المحلية ومنحها حضورا عالميا في عواصم الموضة مثل ميلانو وباريس ونيويورك. وترسي رؤيتها الاستراتيجية وبرامج الدعم المصممة خصيصا لها معيارا عالميا. يفخر معهد "مارانجوني" بدعم هذه الرحلة من خلال توفير تعليم متخصص وانتشار عالمي، مما يساعد المصممين السعوديين على أن يكونوا جزءا فاعلا في الحراك العالمي لصناعة الأزياء.
نحن متحمسون لمبادرة المنح الدراسية بالتعاون مع مجلتنا "هي". ما هو هدف هذا البرنامج، وما نوع المواهب التي تأملون في اكتشافها؟
مجلتكم الرائدة "هي"، شريك مثالي لإطلاق مبادرة المنح الدراسية في السعودية. يهدف هذا البرنامج إلى اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المصممين المبدعين ومديري العلامات الفاخرة. فمع دخول المزيد من العلامات العالمية إلى السوق السعودي، تزداد الحاجة إلى كفاءات محلية تجمع بين الفهم الثقافي والقدرات التجارية العالمية. ومن خلال هذه المبادرة، نطمح إلى تمكين الشباب السعودي ليقودوا مستقبل الأزياء والرفاهية في المملكة.
قام معهد "مارانجوني" بتدريب بعض من أفضل مصممي العالم. ما أكثر ما يثير حماسك تجاه الشباب السعودي؟
خلال زيارتي الأخيرة إلى الرياض، أتيحت لي فرصة لقاء عدد من الطلاب السعوديين. لقد أعجبتُ بشدة بروحهم الريادية وعزيمتهم وشغفهم بالموضة. إن أعظم ما تتميز به المملكة العربية السعودية هو شبابها النابض بالحياة، والمتحمس لإطلاق العنان لإبداعاته. يلتزم معهد "مارانجوني" بدعم هذه الإمكانات من خلال توفير تعليم عالمي المستوى في كل من التخصصات الإبداعية والإدارية.
كيف تصفين إمكانات السوق السعودية من حيث الإبداع وريادة الأعمال وتأثير الموضة العالمية؟ لماذا يُعدّ الآن الوقت المناسب للاستثمار؟
لم يكن هناك وقت أنسب للاستثمار في السوق السعودية من الآن. فبفضل رؤية 2030 الطموحة والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تشهد المملكة تحوّلا جذريا في قطاعات الإبداع وريادة الأعمال، ولا سيما في مجالي الأزياء والرفاهية. هناك جيل شاب طموح يتمتع بموهبة فنية وابتكار فكري لافت، ويدفع بعجلة التغيير بخطى واثقة. كما أن البيئة التنظيمية الداعمة، والبنية التحتية المتطورة، جعلتا من السعودية مركز جذب للعلامات التجارية العالمية والمستثمرين في الصناعات الإبداعية. نحن في معهد "مارانجوني" نؤمن بأن المملكة ليست فقط سوقا واعدة، بل منصة انطلاق لمستقبل جديد في صناعة الأزياء على مستوى المنطقة والعالم.