مدير قسم الأزياء في "هي" جيف عون.. رغبة دائمة في اكتشاف الجمال من زوايا جديدة

مدير قسم الأزياء في "هي" جيف عون.. رغبة دائمة في اكتشاف الجمال من زوايا جديدة

مجلة هي
31 مارس 2025

تتبدل الاتجاهات وتتنافس العواصم على الريادة لكن يبقى للموضة سحرها حين تُروى من صنّاعها. بالنسبة لـ جيف عون، مدير قسم الأزياء في مجلة "هي"، لا تقتصر الموضة على الأقمشة والتصاميم، بل تتعدّاها لتصبح لغةً بصرية تعبّر عن الهوية، والمشاعر، والثقافة. “هي قصيدة بلا كلمات”، كما يصفها، تنسج تفاصيلها من التمرّد والجمال وإعادة الابتكار.

يؤمن عون بأن كل إطلالة هي حكاية، وأن دوره كمُنسق أزياء لا يقتصر على إبراز جمال القطع، بل على دفع المواهب إلى إعادة اكتشاف أنفسهم. لا يخشى كسر القواعد، بل يراها وسيلته الوحيدة لخلق حوار جديد مع الذات ومع الجمهور. "أحب أن أُخرج العارضين من مناطق راحتهم، لا لأغيّرهم، بل لأكشف عن طبقات خفية فيهم"، يقول في هذا المجال.

مدير قسم الأزياء في "هي" جيف عون.. رغبة دائمة في اكتشاف الجمال من زوايا جديدة

جيف عون يكشف جلسة تصوير الغلاف المفضل له 

من أبرز اللحظات التي ما زالت محفورة في ذاكرته، جلسة تصوير غلاف مجلة "هي" مع النجمة إليسا. لم تكن جلسةً عادية بل لحظة طاقة خالدة، كما يصفها، حيث تحولت الصورة إلى رمز للقوة الأنثوية والغموض والأناقة. إطلالة إليسا، التي ظهرت فيها بغطاء رأس مدهش، جسّدت الأنوثة الحديثة وأثبتت أن الموضة يمكن أن تكون بياناً مؤثراً يتجاوز الزمن.

تتجلى رؤيته الجريئة أيضاً في مصادر إلهامه. من دور الأزياء العالمية التي تتحدى المألوف، يستوقفه إرث "سكياباريلي"، بجرأته السريالية، وقدرته على تحويل الجسد إلى لوحة فنية ناطقة. فالموضة، في نظره، ليست للكساء فحسب، بل للدهشة والاستفزاز وبناء العاطفة.

لكن في قلب هذا الانفتاح على العالم، يبقى للهوية العربية والشرق أوسطية مكانة مركزية في مقاربته الإبداعية. يرى في الموجة الجديدة من المصممين المحليين قوة صامتة تعيد رسم ملامح التراث بعدسة معاصرة، حيث تتعانق القصّات الانسيابية، والتطريز اليدوي، مع روح العصر. "ما يلهمني هو هذا التوازن بين تكريم التاريخ وكسر الحدود"، يقول عون، مؤكداً أن مهمته تكمن في خلق حوار صادق بين الشرق والغرب، بين الحداثة والجذور.

وفي حديثه عن القطعة الأهم التي يجب أن توجد في خزانة كل امرأة، لا يتردد: السترة الرسمية. يراها تجسيداً للقوة والثقة والأناقة الراقية، قطعة تتجاوز الموضة لتصبح بياناً في حد ذاتها.

يعترف أخيراً بأن أكثر ما يفتنه في الموضة هو تقاطعها مع السرد البصري، كما شهدناه في حقبة Studio 54 الأسطورية. تلك المرحلة التي احتفت بالحرية والانطلاق، حيث لم تكن الترتر والحرير مجرد موضة، بل ثورة على كل ما هو تقليدي. "أستحضر تلك الطاقة unapologetic في عملي – الجرأة، الدراما، والعاطفة"، يختم عون.

في عالم جيف عون، الموضة ليست مرآة سطحية، بل رحلة وجودية، ورغبة دائمة في اكتشاف الجمال من زوايا جديدة.

مدير قسم الأزياء في "هي" جيف عون.. رغبة دائمة في اكتشاف الجمال من زوايا جديدة