
نعومي كامبل في سن الرابعة والخمسين تتربع على عرش الجمال وتُعيد تعريف معنى التقدم في السن
لعقود، كان مفهوم الجمال مرتبط بمبدأ الشباب المثالي، وفترة صلاحية قصيرة لمن تجاوزوا الثلاثين، وصناعة الأزياء كانت مهووسة سابقاً بالوجوه الشابة، والمعايير شبه المستحيلة للجمال، لكن هذا المفهوم تغير وهنالك الكثير من العوامل والأشخاص الذين ساهموا في قلب هذه المعايير والمفاهيم، ومنهم عارضة الأزياء الأيقونية نعومي كامبل Naomi Campbell التي مازالت تتربع على عرش عارضات الأزياء بعد مرور ما يقارب أربعة عقود في سن الرابعة والخمسين، ونساء مثل نعومي يثبتن أن التقدم في السن ليس تراجعاً، بل على العكس هو تطور قوي على مختلف الأصعدة، بما في ذلك على صعيد الجمال والثقة بالنفس.
رحلة نعومي كامبل في عالم الموضة
بدأت رحلة نعومي كامبل في عالم الموضة في سن صغيرة جداً وكأنه كان مقدراً لها أن تصبح واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم. وتم ذلك عندما كانت في الخامسة عشرة عاماً أثناء تجولها في لندن، حيث كان حضورها لافتاً، طويلة القامة سمراء البشرة ولها ملامح جذابة، وبالفعل دخلت عالم الأضواء وبعد سنوات قليلة أصبحت أول عارضة أزياء سمراء تظهر على أغلفة مجلتي فوغ وتايم كاسرة بذلك الحواجز النمطية وواضعة معايير جمالية جديد.

وفي أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كان عصر “عارضات الأزياء الخارقات” أو الـ Super models، حيث وقتها لم تكن العارضات مجرد وجوه جميلة بل أصبحن بمثابة أيقونات للجمال، وأبرز الأسماء كانت نعومي، وكريستي تيرلينغتن، وليندا ايفانجليستا، وسيندي كراوفرد وغيرهن.

وقد زاع سيط هؤلاء النساء حول العالم، وتصدرن الحملات الإعلانية والعناوين الرئيسيي. ونعومي كانت من الأقوى بينهن وتميزت بمشيتها القوية والجريئة على منصات العروض ولقب Super Model صُنع خصيصاً لها.

جمال وشهرة نعومي كامبل يزداد مع تقدمها في السن
على مدار مسيرتها المهنية، شاركت نعومي كامبل في آلاف عروض الأزياء العالمية من شانيل والكسندر مكوين، وديور دولتشي أند غابانا وفيرزاتشي وغيرها، وظهرت على أكثر من 500 غلاف مجلة عالمية، وعملت مع أشهر المصورين في هذا المجال، وما يميزها ليس جمالها فحسب، بل حضورها الطاغي وثقتها بنفسها، حيث تضفي لمسة من القوة والأناقة والجرأة على أي قطعة ترتديها.

والآن وفي سن الرابعة والخمسين تواصل نعومي سيطرتها على عالم الموضة، ومازالت تشارك في أهم عروض دور الأزياء العالمية، وتظهر في أكبر الحملات الإعلانية، ولاتزال تتصدر أغلفة كُبرى المجلات، وأثبتت للعالم أجمع أن الجمال لا عمر له، و أن النساء قادرات على التألق والعطاء في أي فترة عمرية، وقد ساهمت في تغيير جوهر صناعة الأزياء مثبتة أن الأناقة والجاذبية تتعمق مع مرور الوقت.

نعومي كامبل أكثر من مجرد عارضة أزياء، بل هي رمزاً للتجدد والثقة، ونجحت في اعادة تعريف معنى التقدم في السن، وأن الجمال غير مرتبط بعمر معين، وأنه يزداد نضجاً وبريقاً من التقدم في السن.